ترأس البابا فرنسيس قداسا احتفاليا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان منح خلاله السيامة الكهنوتية لأحد عشر كاهنًا جديدًا. وعاون الحبر الأعظم في الذبيحة الإلهية نائبه العام على أبرشية روما الكاردينال أغوستينو فاليني، وخدام الرعايا التي ينتمي إليها الكهنة الجدد. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للحبر الأعظم قال فيها: أيها الأخوة الأعزاء، أبناؤنا وأخوتنا دُعوا للخدمة الكهنوتية. كما تعلمون جيدا الرب يسوع هو وحده الكاهن الأعظم في العهد الجديد ومعه شعب الله كله أصبح شعبا كهنوتيا. في الواقع إن الرب يختار البعض بشكل خاص من بين جميع تلاميذه ليقوموا بالخدمة الكهنوتيّة في الكنيسة باسمه، وسيكونون ممثلين للمسيح، الكاهن الأعظم، كما حصل في العهد الجديد وهكذا يكونون واعظين للإنجيل ورعاة لشعب الله ويرأسون احتفالات العبادة، لاسيما احتفال الافخارستيا.
أيها الأخوة والأبناء الأعزاء، تابع البابا يقول، يا من ستناولون سر الكهنوت، فكروا أنكم ستقومون بهذه الخدمة وستشاركون في رسالة المسيح، المعلم الأوحد، قدموا للجميع كلمة الله، تلك الكلمة التي نلتموها بفرح. تذكروا تاريخكم وعطيّة الكلمة التي منحكم الرب إياها من خلال أمهاتكم وجدّاتكم – وكما يقول القديس بولس – من خلال معلميكم للتعليم المسيحي والكنيسة. اقرؤوا كلمة الرب وتأملوا بها كي تُعلّموا ما اختبرتموه في الإيمان وتعيشوا ما تُعلِّمونه وليكن هذا كلّه الغذاء لشعب الله. من خلال خدمتكم أنتم تتابعون عمل المسيح المُقدِّس! إفهموا إذًا ما تقومون به وتشبّهوا بالسرّ الذي تحتفلون به، وإذ تشاركون في سرّ موت وقيامة الرب، احملوا موت المسيح في أعضائكم وسيروا معه في حياة جديدة لأنّكم بدون الصليب لن تتمكنوا أبدًا من اللقاء بيسوع الحقيقيّ.
من خلال سر العماد – مضى الحبر الأعظم إلى القول – تُضيفون مؤمنين جددًا إلى شعب الله وبواسطة سر الاعتراف تغفرون الخطايا باسم المسيح والكنيسة. وأود أن أطلب منكم باسم يسوع المسيح الرب وباسم الكنيسة أن تكونوا رحماء. ومن خلال مسحة المرضى ستقدّمون العزاء للمرضى، ومن خلال الاحتفال بالأسرار والصلوات ستكونون صوت الله والبشرية كلها.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول وإذ تشاركون في رسالة المسيح الرأس والراعي التزموا في شركة بنوية مع أساقفتكم في توحيد المؤمنين ليصيروا عائلة واحدة فتقودوهم إلى الله من خلال المسيح والروح القدس. وضعوا نصب أعينكم على الدوام مثال الراعي الصالح، الذي لم يأت ليُخدم بل ليخدم، ويبحث عن الضائع ويخلّصه.
إذاعة الفاتيكان