قال البابا: لقد اختتمنا العام 2019 شاكرين الله على عطية الوقت وكل الفوائد واليوم نبدأ العام 2020 بمشاعر الامتنان والتسبيح. ولفت إلى أنه ليس أمراً بديهياً أن يستمر كوكب الأرض بالدوران حول الشمس لسنة جديدة ونحن ما نزال على سطحه، لأنها “معجزة” تحمل على الدهشة والامتنان. بعدها ذكّر البابا بأن الليتورجية تحتفل في اليوم الأول من العام بعيد القديسة مريم والدة الله، عذراء الناصرة التي وَلدت يسوع المخلّص. وهذا الطفل هو بركة الله لكل رجل وامرأة، وللعائلة البشرية الكبيرة والعالم برمته. لم يُزلْ يسوع الشرّ من العالم بل انتصر عليه من جذوره. خلاصه ليس سحرياً لكنه صبور، إنه يتطلب صبر المحبة التي تتعامل مع الشر وتجرّده من نفوذه. لذا وإذ نتأمل بالمغارة نرى بأعين الإيمان العالم المتجدد، المتحرر من هيمنة الشر والخاضع للسيادة الملوكية للمسيح، الطفل المضجع في المذود.
مضى البابا إلى القول إن والدة الله تباركنا اليوم مظهرةً لنا ابنها. تحمله بين ذراعَيها وتُظهره لنا وهكذا تباركنا. إنها تبارك كل الكنيسة، وكل العالم. يسوع، كما أنشد الملائكة في بيت لحم، هو فرحٌ لكل الشعوب، إنه مجدُ الله وسلامٌ لكل البشر. لهذا السبب بالذات شاء البابا بولس السادس أن يكرّس اليوم الأول من العام من أجل السلام: أي الصلاة والوعي حيال السلام. وذكّر البابا بأنه في الأول من يناير كانون الثاني تشدد الرسالة على أن السلام هو مسيرةُ رجاء، مسيرةٌ تُجتاز من خلال الحوار والمصالحة والارتداد الإيكولوجي. من هذا المنطلق لا بد أن تُشَدّ الأنظار نحو الأم والابن الذي تقدّمه لنا، كي نتبارك!
بعدها أكد فرنسيس أن يسوع هو البركة للرازحين تحت نير العبودية المادية والمعنوية. إنه يحرّر بالمحبة. ويقول لهؤلاء الأشخاص إن الآب يحبهم، لا يتخلى عنهم، وينتظر بصبر راسخٍ عودتهم. لضحايا الظلم والاستغلال يفتح يسوع بابَ الأخوّة حيث توجد قلوب ووجوه وأياد مضيافة، وحيث يتم تقاسم المرارة واليأس ويستعيد الإنسان شيئاً من كرامته. يقترب يسوع أيضا من المرضى الذين يشعرون بالوحدة والإحباط، يلمس آفاتهم بحنان، ويسكب عليها بلسم العزاء ويحوّل الضعف إلى قوة الخير كي يحلّ العقد المستعصية. للسجين الذي ينغلق على ذاته يفتح يسوع آفاقَ الرجاء، من خلال بصيص أمل خافت.
ختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة التبشير الملائكي في عيد القديسة مريم والدة الله، مشجعاً المؤمنين على النزول عن عرش الاعتزاز والفخر ليطلبوا بركة والدة الله القديسة التي تُظهر لنا يسوع. وقال: لندعها تباركنا ولنفتح القلب على طيبتها. وهكذا يكون العام الجديد مسيرة رجاء وسلام، ليس بالقول وحسب إنما من خلال أفعال يومية من الحوار والمصالحة والاعتناء بالخليقة.
في أعقاب تلاوة التبشير الملائكي عبر البابا للحاضرين ولمن يتابعونه عبر وسائل الإعلام عن أطيب تمنياته لمناسبة العام الجديد وخصّ بالذكر رئيس الجمهورية الإيطالية على الرسالة التي وجهها إلى البابا في المناسبة سائلا الله أن يباركه. هذا ثم حيا البابا المشاركين في مبادرة بعنوان “سلام في كل الأراضي” التي تنظمها جماعة سانت إيجيديو في روما وعدد من المدن حول العالم. كما حيا مختلف مبادرات السلام التي تقوم بها الكنائس الخاصة والجمعيات والحركات الكنسية لمناسبة اليوم العالمي للسلام.
وبعد أن قال البابا فرنسيس إنه يفكر أيضا بالمتطوعين والجنود المشاركين في بعثات السلام في مناطق النزاعات خاطب الأشخاص المؤمنين وغير المؤمنين قائلا إننا جميعاً أخوة متمنيا ألا يفقدوا الأمل في عالم مسالم يُبنى يوماً بعد يوم. وسأل الكل أن يصلوا من أجله.
أخبار الفاتيكان