تلا البابا فرنسيس “افرحي يا ملكة السماء” مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وتوقف في كلمته عند إنجيل هذا الأحد الذي يُخبرنا عن ظهور المسيح الثالث لتلاميذه بعد قيامته من الموت عند ضفاف بحيرة الجليل. ويندرج هذا الحدث في إطار الحياة اليومية للتلاميذ بعد أن عادوا إلى أرضهم وإلى عملهم كصيادين بعد آلام وموت وقيامة الرب من بين الأموات. وها هو يسوع يبحث مرة جديدة عن تلاميذه فظهر فجرا عند شاطئ البحيرة لكن تلاميذه لم يتعرفوا عليه في بادئ الأمر. وقال لهؤلاء الصيادين المنهكين والخائبين “ألقوا الشبكة إلى يمين السفينة تجدوا”. وقد وثق التلاميذ بيسوع وكانت النتيجة صيدا وافرا. بعدها تعرف يوحنا على الرب وهذا ما قاله لبطرس الذي اندفع للقائه بحماسة الإيمان الفصحي المفعم بالفرح والدهشة.
هذا ثم أكد البابا فرنسيس أن حضور يسوع القائم من الموت يبدل كل شيء فقد انتصر النور على الظلمة، وبات العمل العقيم مثمرا وواعدا وحل الاندفاع والثقة محل الشعور بالتعب والاستسلام. هذا ولفت البابا إلى أن هذه المشاعر تحرك الكنيسة، جماعة القائم من الموت، التي تدرك تماما أن نور الفصح يشع على الأشخاص الذين يتبعون الرب يسوع لأن إعلان القيامة يبعث في قلوب المؤمنين فرحا حميما ورجاء لا يُقهر. المسيح قام، حقا قام! ما تزال الكنيسة تردد صدى هذا الإعلان السعيد، قال البابا، كما أن المسيحيين مدعوون إلى نقل إعلان القيامة هذا إلى كل الأشخاص الذين يلتقون بهم لاسيما المتألمين منهم والمتروكين والمرضى واللاجئين والمهمشين. في ختام كلمته قبل تلاوة صلاة “افرحي يا ملكة السماء” سأل البابا الرب أن يجدد بداخلنا الإيمان الفصحي ويجعلنا ندرك بشكل أوضح رسالتنا في خدمة الإنجيل والأخوة.
بعد تلاوة الصلاة المريمية جدد البابا فرنسيس نداءه المطالب بالإفراج عن جميع الأشخاص المختطفين في مناطق النزاعات المسلحة، خاصا بالذكر الكاهن الساليزياني توم أوزوناليل الذي اختُطف في مدينة عدن اليمنية في الرابع من آذار مارس المنصرم. هذا ثم ذكر البابا بأن إيطاليا تحتفل هذا الأحد باليوم الوطني للجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس متمنيا أن يواصل هذا الصرح الهام خدمة الشبيبة وحمل رسالة التنشئة ويجعلها تتلاءم مع متطلبات عصرنا. هذا ثم حيا البابا كعادته وفود المؤمنين والحجاج القادمين من روما وإيطاليا ومختلف أنحاء العالم خاصا بالذكر العدّائين المشاركين في سباق الماراتون بروما وسأل الجميع أن يصلوا من أجله.
إذاعة الفاتيكان