اختتم البابا فرنسيس زيارته الرعوية إلى مدينة جنوى الإيطالية باحتفاله بالقداس في ساحة كينيدي وقد شارك في الاحتفال الديني آلاف المؤمنين. تمحورت عظة البابا حول الصلاة والدفع الإرسالي وأكد أن الرب يسوع وحّد الأرض بالسماء لافتا إلى أنه عند صعود الرب لدى الآب تخطى جسدنا البشري عتبة السماء وأن الله لن ينفصل عن الإنسان أبدا. وأشار البابا فرنسيس في عظته إلى أن الرب يسوع موجود لدى الله الآب ليتفشع لنا يوميا، وفي كل لحظة وبعد كل صلاة وطلب للمغفرة.
وقال البابا في هذا السياق إن الصلاة هي الطريقة الكفيلة بإيكال كل شخص وكل وضع هام إلى الله، لافتا إلى أن العالم يحتاج إلى الصلاة. وأشار إلى وتيرة الحياة الجنونية التي نعيشها اليوم عندما يصل الإنسان إلى آخر النهار منهكا ونفسه ثقيلة ومنشغلا بأمور كثيرة. وبهذه الطريقة يضيّع المرء البوصلة وينغلق على ذاته ويقلق من أجل لا شيء. واعتبر البابا فرنسيس أن الحل لهذه المشكلة يتمثل في إلقاء المرساة في الله، عن طريق تسليمه الأعباء والأشخاص والأوضاع. وهنا تكمن قوة الصلاة التي تربط الأرض بالسماء وتسمح لله بالولوج إلى زماننا. وشدد البابا على أن الصلاة المسيحية ليست وسيلة تمكّن الإنسان من العيش بسلام مع ذاته أو بإيجاد التناغم الداخلي، إنها تحمل في طياتها ديناميكيةً ترتكز إلى المحبة وهي قادرة أيضا على إيقاف الحروب وتحقيق السلام.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن أهمية الدفع الإرسالي باسم المسيح، لافتا إلى أن الإنجيل لا يستطيع أن يبقى مغلفاً ومعلباً لأن محبة الله دينامية وتريد أن تبلغ الجميع. كما أن إعلان هذه المحبة يتطلب منا الخروج من ذواتنا لأنه مع الرب لا يستطيع الإنسان أن يبقى خمولا ويراوح مكانه! وأكد البابا أن الرب يريدنا أن نتحرك ونتحرر من تجربة الاكتفاء بما نحن عليه عندما نشعر بالرخاء وبأننا نسيطر على كل الأمور. وشدد البابا في هذا السياق على أن المسيحي هو في الواقع حاج ومرسل عازم على السير بثقة ونشاط وإبداع في إطار الاحترام والتضامن. وتحدث فرنسيس عن إلحاحية العمل الإرسالي كي نتمكن من حمل إعلان الفرح بقوة الشهادة للمسيح والابتعاد عن الثرثرة والنقاشات العقيمة التي يقوم بها من يصغي إلى نفسه وحسب. في ختام عظته في القداس حثّ البابا الجميع على العمل بشكل ملموس من أجل الخير العام والسلام، مؤكدا أن فرح العطاء يتفوق على فرح الأخذ.
إذاعة الفاتيكان