إنه فعل مسؤولية رعوية قوية أمام تحدٍ ملح في زمننا. بهذه العبارات دعا البابا فرنسيس المؤمنين للصلاة على نية اللقاء الذي دعا البابا إلى المشاركة فيه رؤساء مجالس الأساقفة من العالم بأسره من أجل مناقشة موضوع حماية القاصرين في الكنيسة والذي سيبدأ أعماله في قاعة السينودس الجديدة بالفاتيكان يوم الخميس المقبل وتستمر لغاية يوم الأحد الرابع والعشرين من شباط فبراير الجاري.
لقد شاء البابا نفسه أن يُعقد هذا اللقاء الهام للبحث في سبل توفير الحماية للقاصرين في الكنيسة الكاثوليكية، وسيشارك فيه ممثلون عن جميع المجالس الأسقفية حول العالم بحضور عدد من ضحايا الانتهاكات الجنسية. وهذا ما أكده الكاهن اليسوعي هانس زولنر المتحدث بلسان اللجنة التنظيمية لافتا إلى أن الهدف من اللقاء يتمثل في الدرجة الأولى بإعادة بناء الثقة، وإحداث وعي بأن حماية الأطفال والشبان هي واجب مشترك بالنسبة للجميع. وقد انطلقت هذه المسيرة مع البابا فرنسيس في شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي من خلال تشكيل اللجنة التنظيمية وإطلاق مرحلة المشاورات مع مختلف الأساقفة حول العالم. ويقول المنظمون إن هذا المؤتمر يرمي أيضا إلى اتخاذ خطوات حسية وملموسة، فضلا عن تبني القرارات الصائبة في إطار العدالة والحقيقة.
ولم تخلُ الكلمة التي وجهها البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد في السابع من كانون الثاني يناير الماضي، لم تخل من الإشارة إلى مسألة التعديات الجنسية على القاصرين من قبل رجال الدين الكاثوليك، وقال إن هذه الممارسات تشكل جريمة، لافتا إلى أن مرتكبيها يقضون على ما هو الأفضل في الحياة البشرية لشخص بريء ملحقين أضراراً لا يمكن إصلاحها ويتعايشون معها كل أيام حياتهم. إن الاجتماع الذي سيبدأ يوم الخميس المقبل سيشكل إذا مرحلة بالغة الأهمية من أجل إطلاق مسيرة واضحة لدى الكنيسة الكاثوليكية في العالم كله. ويؤكد المنظمون أن الأعمال ستستند إلى ركيزتين أساسيتين ألا وهما الحقيقة والعدالة، وهذا ما كان قد شدد عليه أيضا الكاردينال شون أومالي رئيس اللجنة المعنية بحماية القاصرين.
إن هذا المؤتمر هو موجه بالدرجة الأولى إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، كما سبق أن أعلن المدير السابق لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي غريغ بورك في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، نظرا للمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق الأساقفة على هذا الصعيد، لكن في الوقت نفسه سيقدم إسهاما في الأعمال رجال ونساء علمانيون خبراء في هذا المجال كي يساعدوا الأساقفة على فهم ما ينبغي فعله من أجل تحمّل المسؤوليات وضمان الشفافية. وقد أوضح الكاهن اليسوعي زولنر أن كل يوم من الأعمال سيُخصص للتباحث في موضوع معيّن وفي طليعتها مسألة محاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات، ومواضيع أخرى. وسيقوم البابا فرنسيس الذي سيحضر الأعمال وسيستمع إلى المداخلات بوضع خلاصة لما سيقال في ختام اللقاء.
اخبار الفاتيكان