حثّ البابا وزراء البيئة في دول الإتحاد الأوروبي على العمل بجهد أكبر من أجل وضع سياسات جديدة لمحاربة الانحلال البيئي والفقر الذي اعتبر بأنهما قضيتان مترابطتان. وكان قد استقبلهم البابا اليوم صباحًا في الفاتيكان وتوجّه إليهم بخطاب ننقل إليكم أبرز ما جاء فيه:
“إنّ البيئة هي إرث مشترَك لكل البشرية وكل واحد منا هو مسؤول عنه. إنها مسؤولية يمكن مشاركتها ليس إلاّ وهي تتطلّب تعاونًا فعّالاً في قلب المجتمع الدولي… أودّ أن أتشارك معكم ثلاثة مبادىء. أولاً، مبدأ التضامن، إنها كلمة منسية في بعض الأحيان والآخرون يستغلّونها لأهداف عقيمة. نحن نعلم أنّ من هم الأكثر هشاشة للانحلال البيئي هم الفقراء؛ إنهم من يعانون من نتائجه الخطيرة. من هنا، تعني كلمة تضامن إدخال الوسائل الفعّالة التي يمكنها أن تحارب الانحلال البيئي والفقر في الوقت نفسه.
ثانيًا، مبدأ العدالة. لقد تحدّثت في رسالتي البابوية “كن مسبّحًا” (Laudato si) عن “الدين البيئي”، بالأخص بين الشمال والجنوب اللذين يترابطان بتجارة الاختلالات التي تولّد العواقب على صعيد البيئة، بالإضافة إلى الاستخدام غير الملائم للموارد الطبيعية التي يتمّ استغلالها تاريخيًا من قِبل بعض البلدان. إنّ هذه الأمم هي مدعوّة إلى المساهمة في حل مسألة الدين من خلال: الحد من الاستهلاك الكبير للطاقة غير المتجددة؛ توفير الموارد للبلدان الأكثر حاجة من أجل ترويج السياسات والبرامج للتنمية المستدامة؛ الاعتماد على أنظمة ملائمة من أجل إدارة الغابات والنقل والنفايات…
ثالثًا، مبدأ المشاركة الذي يتطلّب انخراط كل أصحاب المصالح حتى من لا يشاركون بشكل مباشر في اتخاذ القرارات. نحن في الواقع، نعيش في زمن تاريخي بالغ الأهمية ففي يد، نجد العلوم والتكنولوجيا اللتين تعطياننا القوة التي لا مثيل لها وفي يد أخرى استخدام سليم لهذه القوة من خلال التحلّي بنظرة شاملة ومتكاملة”.
***
نقلته إلى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية