استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين في الجمعيّة العامة للجنة الحبريّة لحماية القاصرين وللمناسبة سلّمهم الأب الأقدس كلمة كان قد أعدّها للمناسبة جاء فيها إذ نجتمع اليوم هنا أرغب أن أشارككم الألم العميق الذي يجتاحني إزاء أوضاع الأطفال الذين تعرّضوا للاعتداءات الجنسيّة. تشكِّل فضيحة الاعتداء الجنسي دمارًا رهيبًا حقيقيًّا للبشريّة بأسرها وهو يطال العديد من الأطفال والشباب والبالغين الضعفاء في جميع البلدان والمجتمعات؛ وهذه الخبرة كانت أليمة جدًّا بالنسبة للكنيسة أيضًا. نشعر بالعار بسبب الاعتداءات التي قام بها الكهنة الذين كان ينبغي عليهم أن يكونوا أكثر أهلاً للثقة؛ ولكننا قد اختبرنا أيضًا دعوة، تأتينا مباشرة من ربنا يسوع المسيح، وهي أن نقبل رسالة الإنجيل من أجل حماية القاصرين والبالغين الضعفاء.
تابع الأب الأقدس يقول اسمحوا لي أن أقول بوضوح أنَّ الاعتداء الجنسي هو خطيئة رهيبة ويتعارض بالكامل مع ما يعلّمنا إياه المسيح والكنيسة. لذلك أُكرِّر مجدّدًا أن الكنيسة ستجيب، على جميع المستويات، من خلال تطبيق الإجراءات الحازمة على جميع الذين خانوا دعوتهم واعتدوا على أبناء الله. ينبغي أن تُطبَّق الإجراءات التأديبيّة التي قد اعتمدتها الكنائس الخاصة على جميع العاملين في المؤسسات الكنسيّة. ولكنَّ المسؤوليّة الأساسيّة تبقى على عاتق الأساقفة والكهنة والمكرّسين أي جميع الذين نالوا من الربِّ دعوة تقديم حياتهم في سبيل الخدمة بما فيها حماية جميع الأطفال والشباب والبالغين الضعفاء.
أضاف الحبر الأعظم يقول إن الإرادة الرسوليّة “كأُمٍّ محبّة”، والتي صدرت كجواب على اقتراح لجنتكم حول مبدأ المسؤوليّة في الكنيسة، تواجه حالات الأساقفة الأبرشيين والرؤساء العامين للمعاهد الرهبانيّة، الذين وبسبب الإهمال، قد قاموا أو توانوا عن القيام بأعمال سبّبت أذى كبيرًا لآخرين كأفراد أو كجماعة. خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، شدّدت لجنتكم على المبادئ الأهمّ التي تقود جهود الكنيسة لحماية القاصرين والبالغين الضعفاء؛ متمّمة بهذه الطريقة الرسالة التي أوكلتُها إليها.
تابع الأب الأقدس يقول يفرحني أن أعرف أنَّ العديد من الكنائس الخاصة قد تبنّت طلبكم بإقامة يوم للصلاة والحوار مع ضحايا الاعتداءات، كما من المُشجِّع أيضًا أن نعرف كم من المجالس الأسقفيّة ومجالس الرؤساء العامين قد طلبوا نصائحكم فيما يتعلّق بالتوجيهات من أجل حماية القاصرين والبالغين الضعفاء. إنَّ تعاونكم في سبيل مشاركة التطبيقات الأفضل لقيِّم بالفعل، لاسيما بالنسبة للكنائس التي تفتقر للموارد من أجل عمل الحماية الجوهري هذا. وختامًا أرغب في الإشادة بالمبادرات العديدة التي قدّمتموها في مجال التربية والتعليم في العديد من الكنائس الخاصة وهنا في روما أيضًا في مختلف دوائر الكرسي الرسولي وفي دورات الأساقفة الجدد ومؤتمرات دوليّة متعدّدة.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول إن الكنيسة مدعوّة لتكون مكان رأفة وشفقة لاسيما بالنسبة للذين يتألّمون. وبالنسبة لنا جميعًا لا تزال الكنيسة الكاثوليكيّة مستشفى ميدانيًّا يرافقنا في مسيرتنا الروحيّة. إنها المكان الذي يمكننا أن نجلس فيه مع الآخرين ونصغي إليهم ونتشارك معهم جهادنا وإيماننا ببشرى يسوع المسيح السارة.
إذاعة الفاتيكان