وجه البابا لضيوفه تحية خاصا بالذكر الفتيان والفتيات المشاركين ومعلميهم، وتوقف في مستهل كلمته عند الرباط القائم بين الجمال والطيبة، لافتا إلى أن الله، وبعد أن خلق كل شيء، رأى أن كل ما خلقه كان حسناً جدا. وذكّر بأن الإنسان مدعو ليحرس الأرض الجميلة التي خلقها الله، لافتا إلى أن الطبيعة هي كنز ناله الجنس البشري مشددا على أن الإنسان مدعو بدوره إلى صنع “جمال متقاسم”، كما ينبغي أن يتعرف على نية الخالق المكتوبة في جمال الخليقة، أي رغبته في التواصل مع الإنسان مقدما له رسالة رائعة الجمال. بعدها حذّر البابا من مغبة السعي إلى استبدال الخليقة بجمال من صنع أيدي البشر، كما جاء في الرسالة العامة كن مسبحا، والتي تؤكد أيضا أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن محيطه وبيئته، لذا ينبغي أن يتحول عنوان المؤتمر من “أنا أستطيع” إلى “نحن نستطيع”.
هذا ثم لفت البابا إلى الاستعدادات الجارية لصدور التحالف العالمي بشأن التربية فضلا عن الحدث المزمع عقده في روما في الرابع عشر من أيار مايو من العام المقبل. وأكد أننا مدعوون جميعا إلى بناء قرية عالمية للتربية، يعمل من يسكن فيها على خلق شبكة من العلاقات البشرية، التي هي الدواء الأنسب ضد كل شكل من أشكال التمييز والعنف والتنمّر. في هذه القرية تحمل التربية الأخوة وتولّد السلام بين جميع أعضاء العائلة البشرية، فضلا عن الحوار بين الأديان.
لم تخل كلمة البابا من التطرق إلى الدور الواجب أن يلعبه الوالدون، معتبرا أن البالغين يمكنهم هم أيضا أن يتعلموا من الفتيان كل ما يتعلق بحماية الطبيعة، وهذا يتم بفضل إسهام الآباء والأمهات. وتوجه إلى الحاضرين قائلا إنه يرى فيهم الثقة والشجاعة لإطلاق مشروع يحسّن البيئة والمجتمع، مشروع قادر على أن يترك بصمة. وأضاف أن هؤلاء الفتيان والفتيات أظهروا أهمية العمل بعيدا عن شاشات الهاتف الذكي، وأظهروا أن الذكاء الاصطناعي وحده ليس قادراً على توفير الدفء البشري الذي نحن بأمس الحاجة إليه.
في الختام قال البابا إن الحاضرين اختاروا التضامن والعمل المشترك والمسؤولية دون أن يبحثوا عن التسلية وحسب مشيرا إلى أن مستقبل النهج التربوي ينبغي أن يشمل مختلف أبعاد الإنسان المترابطة فيما بينها: الرأس واليدان والقلب. وأوضح فرنسيس أنه من خلال العطاء يبلغ الإنسان السعادة وشكر الحاضرين على زيارتهم ومنحهم بركته الرسولية.
أخبار الفاتيكان