استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان المشاركين في يوبيل الحياة المكرسة. وقد سلم البابا ضيوفه خطابا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان ثم قال إن الرب يسوع توجه يوما إلى كل واحد من الحاضرين قائلا له “اتبعني”، ولقد أجاب الحاضرون بكلمة “نعم” على دعوة الرب لهم. ولفت البابا بعدها إلى أن الحياة المكرسة لم تخل من الفرح والصعوبات والمعاناة أحيانا، لكن الشخص المكرس عاش دعوته بسخاء وسار في دروب لم يكن تصورها ممكنا في الماضي. هذا وأشار البابا إلى أن الرب يسوع أدخل المكرسين في علاقة مع الآب، ومنحهم روحه القدوس، ووسّع قلبهم ليصير مثل قلبه وعلّمهم أن يحبوا الفقراء والخطأة! وأكد فرنسيس في هذا السياق أن الحياة المكرسة تكتسب معنىً لأنها تتطلب أن نمكث مع الرب ونسير في دروب العالم حاملين إياه للآخرين.
هذا ثم أكد البابا أن اليوبيل الذي سيُختتم يوم غد ساهم في جعل جمال وقداسة الحياة المكرسة تُشعان وتشرقان أكثر داخل الكنيسة، كما أن كل شخص مكرس تسنت له إمكانية النظر بوضوح أكبر إلى هويته الخاصة، والانطلاق في المستقبل بحماسة رسولية متجددة ليخطّ صفحات جديدة من الخير سائرا على خطى مؤسسي الرهبنات والجمعيات الرهبانية. وفي هذا السياق توجه البابا بالشكر إلى مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الإرسالية على المبادرات العديدة التي نظمها خلال السنة اليوبيلية في روما وأنحاء العالم كافة.
بعدها توقف البابا فرنسيس عند كلمة “نبوءة”، لافتا إلى أن الأشخاص المكرسين مدعوون إلى إعلان واقع الله بالفعل والقول، وأكد أن وجه الله هو وجه أب رحوم ورؤوف. ولكي نجعل الآخرين يتعرفون عليه، لا بد أن تربطنا علاقة شخصية معه، وأن نعمل يوميا على توطيد علاقة الصداقة هذه. هذا ثم توقف البابا عند كلمة أخرى ألا وهي “قرب” مذكّرا ضيوفه بأن الله ومن خلال شخص يسوع المسيح صار قريبا من كل رجل وامرأة، وقاسم الناس أفراحهم وأتراحهم كما أن اتّباع المسيح يتطلب الذهاب إلى الأماكن التي ذهب إليها هو، والاعتناء بالآخر الجريح والمحتاج والبحث عن الخروف الضال!
وأكد البابا فرنسيس في هذا السياق أن كل واحد من الأشخاص المكرسين مدعو إلى خدمة الأخوة كل بحسب مواهبه: من خلال الصلاة والتعليم الديني والاعتناء بالمرضى والفقراء وإعلان الإنجيل والقيام بأعمال الرحمة. هذا ثم توقف البابا عن كلمة ثالثة ألا وهي “رجاء”، مشيرا إلى أن الشهادة لله ولمحبته الرحومة تبعث الرجاء وسط البشرية التي تعاني من القلق والمخاوف وغالبا ما تصاب بالإحباط. وختم البابا فرنسيس خطابه إلى الأشخاص المكرسين مشددا على ضرورة تذكّر كلمة “نعم” التي أجاب بها كل واحد منهم على دعوة الرب له في بداية المشوار، ولا بد من تجديد هذا الجواب باستمرار، لأن دعوة الرب والاستجابة لها تحافظان على الرجاء حيا لدينا.
إذاعة الفاتيكان