جاء في بيان صدر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن البابا فرنسيس استقبل عصرا في مقر إقامته في بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان فضيلة الإمام الأكبر شيخ جامع الأزهر البروفيسور الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب وحملت الزيارة طابعا خاصا.
أول لقاء بين البابا فرنسيس والإمام الطيب يعود إلى شهر أيار مايو من العام 2016. وتم التأكيد في تلك المناسبة على الالتزام المشترك لصالح السلام في العالم، وعبّر الطرفان أيضا عن رفضهما للعنف والإرهاب، كما تناولت المباحثات آنذاك أوضاع المسيحيين في سياق الصراعات والتوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مع التأكيد على أهمية توفير الحماية لهم. وخلال زيارته الرسولية إلى مصر في شهر أبريل نيسان من العام 2017 شارك البابا فرنسيس في مؤتمر دولي من أجل السلام نظمته جامعة الأزهر. وفي كلمته للمناسبة توجه البابا إلى الإمام الأكبر ودعاه “شقيقه”، مذكرا بأن الحوار بين الأديان ليس استراتيجية ترمي إلى تحقيق مآرب أخرى، بل إنها درب الحقيقة وينبغي السير فيها بصبر كي تتحوّل المنافسة إلى تعاون. وشدد فرنسيس آنذاك أيضا على أن أي شكل من أشكال الحقد باسم الدين يرتكز إلى تزوير الله وجعله صنما. وأكد أيضا أن السلام وحده مقدّس، ولا يمكن أن يمارس العنف باسم الله لأن هذا الأمر يدنّس اسمه.
في السابع من تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي أيضا استقبل البابا فرنسيس شيخ جامع الأزهر في مكتبه الخاص الكائن في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. وفي العاشر من كانون الثاني يناير الفائت بعث فرنسيس برسالة إلى الإمام الطيب للإجابة على دعوة تلقاها للمشاركة في قمة دولية ينظمها الأزهر بشأن مدينة القدس. في الرسالة سلط البابا الضوء على ضرورة دعم كل جهد يرمي إلى تغليب التوافق والعدالة والأمن بالنسبة لشعوب تلك الأرض المباركة. وعبر عن أمله أيضا بأن يُستأنف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كي يتم التوصل إلى حل تفاوضي يقود باتجاه التعايش السلمي بين دولتين تعيشان ضمن حدود يتفق عليها الطرفان وتحظى باعتراف دولي. يشار هنا إلى أن الإمام الطيب زار إيطاليا خلال الأيام القليلة الماضية للمشاركة في اللقاء السنوي للصلاة من أجل السلام في العالم، والذي نظمته جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية هذا العام في مدينة بولونيا.
فاتيكان نيوز