استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان وفدا كنسيا لوثريا يقوم بزيارة حج مسكونية إلى روما، ووجه كلمة شكر إلى الأساقفة الذين شاركوا في المسيرة وأطلقوا هذه المبادرة. بعدها قال البابا إنه يشكر الله لأن الكاثوليك واللوثران يقومون اليوم بمسيرة مشتركة تؤدي إلى الشركة. ولفت إلى المشاعر التي تخالج الجميع على هذه الدرب وغالبا ما تكون هذه المشاعر متضاربة إذ نشعر بالألم حيال الانقسام الذي ما يزال قائما من جهة وبالفرح أيضا إزاء الأخوّة التي استعدناها من جهة أخرى. واعتبر البابا أن حضور هذا العدد الكبير من أتباع الكنيسة اللوثرية في روما ليس إلا علامة لهذه الأخوّة ويحملنا على الأمل في نمو التفاهم المتبادل.
هذا ثم ذكّر البابا فرنسيس بكلمات القديس بولس الرسول الذي أكد أن أتباع المسيح هم أعضاء في جسد واحد، وعندما يتألم أحد الأعضاء يتألم الجسد كله. ورأى البابا أن الكنيستين قادرتان على متابعة المسيرة المسكونية بثقة على الرغم من القضايا العالقة التي ما تزال تفصل بينهما، لأن ما يوحّد الكنيستين أكثر مما يفصل بينهما.
بعدها ذكّر البابا ضيوفه بأنه في نهاية الشهر الجاري سيتوجه إلى “لوند” في السويد حيث سيُحيي ـ مع الاتحاد اللوثري العالمي ـ الذكرى المئوية الخامسة لانطلاق الإصلاح اللوثري وسيرفع الشكر لله على خمسين عاما من الحوار الرسمي بين الكاثوليك واللوثران. وأكد البابا أنه خلال هذه الذكرى ستُوجّه الأنظار للمستقبل من أجل تقديم شهادة مسيحية مشتركة لعالم اليوم المتعطش إلى الله ورحمته، لافتا إلى أن هذه الشهادة تكمن في جعل رحمة الله مرئية من خلال خدمة الفقراء والمرضى ومن ترك أرضه بحثا عن مستقبل أفضل له ولأحبائه. وقال البابا في هذا السياق إننا نختبر الوحدة من خلال خدمة الفقراء مشيرا إلى أن رحمة الله توحدنا.
إلى ذلك شجع البابا أعضاء الوفد الزائر على أن يكونوا شهودا للرحمة ويبحثوا عن فسحات للتلاقي والتعارف والصلاة معا ومساعدة المحتاجين في وقت يواصل فيه اللاهوتيون حوارهم حول المسائل العقائدية. وأكد أنه من خلال إعلان الإنجيل، إنجيل السلام والمصالحة، يصبح الشبان رواد زمن جديد في هذه المسيرة التي ستؤدي إلى الشركة التامة بعون الله. وفي الختام قال البابا فرنسيس لضيوفه إنه يصلي من أجلهم وطلب منهم أن يصلوا هم أيضا من أجله لأنه بحاجة إلى صلواتهم!
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :البابا يستقبل وفدا كنسيا لوثريا يقوم بزيارة حج مسكونية إلى روما