وجه البابا لضيوفه الأربعمائة خطاباً استهله مرحباً بهم ومعربا عن سروره للقائهم وخصّ بالشكر الكاهن ماريو مارافيوتي على الكلمة التي وجهها إليه باسم جميع الحاضرين. وقال فرنسيس إنه يود أن يوجّه تحية إلى جميع المنتسبين إلى تلك الجماعة الأحياء منهم والأموات. وشكر ضيوفه على النشاط الذي يقومون به منذ أربعة عقود في مجال الضيافة والمرافقة والعمل موضحا أنهم تمكنوا من التوفيق بين القول والعمل استنادا إلى كلمة الله. وهذا أمر بالغ الأهمية كي لا تتحوّل الجماعة إلى مؤسسة إعانية.
ولفت فرنسيس إلى أن جماعة “عمانوئيل” أبصرت النور يوم عيد الميلاد، وهي تعبّر عن إيمان يتجسّد من خلال الخدمة. وأضاف أن الرب يقرع على الباب بوجه الأخوة والأخوات الذين يعيشون الفقر والهجر والعبودية. ومن هذه البذرة نمت قطاعات مختلفة في الجماعة، وهي كلها عبارة عن أماكن للاستضافة.
بعدها رفع البابا فرنسيس الشكر لله على المسيرة التي أتمّتها جماعة عمانوئيل، وذكّر الحاضرين بأن الرب ومن خلال روحه يُلهم الخيارات ويمنح القوة لتنفيذها. إنه يمنحنا المحبة اللازمة كي نخدم الأخوة برأفة وقرب ومجانية. وقال: يمكنكم أن تشهدوا أن كل شيء يأتي من الله وهو عطية منه. وهذا الأمر يساعدكم على الثبات في الامتنان والتسبيح والإدراك الفرِح أن هذا العمل ليس عملكم بل هو عملُ الله.
هذا ثم أكد البابا أنه جماعة “عمانوئيل” وفي إطار استعداداتها للاحتفال بعيدها الأربعين شاءت أن تلتقي مع البابا، وأضاف أن الكاهن ماريو مارافيوتي عبّر في كلمته عن بعض التساؤلات الحاضرة في القلوب، لاسيما لدى أعضاء الجماعة المتقدمين في السن، ويرون بصورة أوضح المسيرة التي تم اجتيازها، والثمار التي نضجت فضلا عن الأخطار والإغراءات.
وأشار فرنسيس في هذا السياق إلى أن الدرب الفضلى هي عبارة عن المكوث مع المسيح ومع الأخوة الذين يواجهون الصعوبات. وقال إن هذه الدرب يُعبّر عنها اسم الجماعة “عمانوئيل” موضحا أن الله يدلّنا على هذه الطريق، لأنه المحبة، و”الله معنا” وهو يفعل ذلك ليس من خلال فكرة أو أيديولوجية ما، لكن بواسطة حياة الرب يسوع. لأنه هو العمانوئيل، الله معنا، الذي شهد لمحبة الآب وشاركنا حتى النهاية أوضاعنا البشرية.
وأكد البابا أنه من هذا الينبوع علينا أن نستقي المياه الحيّة التي تساعدنا على السير قدماً: كي لا نفقد الفرح والرجاء والشجاعة المتأتية عن وهب الذات، وكي نبقى معا دون أن نلحق الأذى ببعضنا البعض، وأن نحاول مجدداً بعد خيبات الأمل والإخفاقات، كي نواصل العمل بفرح حتى إذا شعرنا بالتعب، كي نبقى أمناء لروح الدعوة والرسالة.
مضى البابا إلى القول إنه يعلم أن جماعة عمانوئيل قررت أن تقرأ بطريقة معمّقة، خلال العام المقبل، الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” وشكرهم على هذه المبادرة التي ستعود بالفائدة عليهم، كما قال. وشجعهم على عدم قراءة الوثيقة مع صب الاهتمام على جماعتهم وحسب، إذ ينبغي أن يشعروا – خلال تلك القراءة – أنهم جزء من الكنيسة، التي هي بدورها حاجّة ومرسلة في هذا العالم.
في ختام كلمته شكر البابا ضيوفه على حضورهم لافتا إلى أنه يُسرّ دوماً بلقاء الجماعات والحركات الساعية إلى عيش فرح الإنجيل، وطلب منهم أن يصلوا من أجله.
أخبار الفاتيكان