وفي كلمته إلى ضيوفه وأخوته في الرهبنة دعا الحبر الأعظم إلى إعادة قراءة كلمة وجهها البابا الطوباوي بولس السادس إلى اليسوعيين خلال المجمع العام الثاني والثلاثين للرهبنة عام 1974، أي في فترة وصفها البابا فرنسيس بالصعبة، وشجع حينها البابا الطوباوي اليسوعيين وحفزهم على مواجهة الصعاب. حديث آخر أراد البابا فرنسيس التذكير به هو ذلك الذي نطق به الرئيس العام الــ 28 للرهبنة اليسوعية الأب بيدرو أروبي خلال زيارته مخيما للاجئين في تايلند، وتابع الحبر الأعظم أن الحديثين يقدمان الإطار الذي على الرهبنة اليسوعية أن تعمل فيه، والمتمثل في الشجاعة والتوجه إلى الضواحي، إلى تقاطع الأفكار حيث المشاكل والرسالة. وتابع قداسته أنه هناك حاجة إلى الشجاعة كي يكون الشخص يسوعيا، وحث الجميع على السير قدما بلا خوف راسخين دائما في الرب.
هذا وتوقف البابا فرنسيس في حديثه إلى اليسوعيين الشبان المشاركين في الدورة التكوينية للرهبنة، وانطلاقا من سؤال لأحد المشاركين، عند قضية هامة هي معاناة الشباب من البطالة، فقال إنها من بين أكثر المشاكل خطورة وألما بالنسبة للشبان لأنها تجعلهم يشعرون بأنفسهم فاقدي الكرامة. ثم تحدث عن سبب انتشار هذه البطالة مشيرا بإصبع الاتهام إلى النظام الاقتصادي العالمي الذي يركز لا على الاقتصاد الذي هو شيء ملموس، بل على المالية والتي وحسب ما تابع قداسته تتميز بالقسوة، وهي شيء غير ملموس بل مجرد. وتحتل المالية اليوم مركز النظام الاقتصادي الذي يُفترض أن يكون في مركزه الإنسان، الرجل والمرأة. كيف يمكن بالتالي الحديث إلى العاطلين عن العمل من بين الشباب، وأي شكل من الاتصالات يمكن استخدامه، سؤال يرى البابا فرنسيس أن الإجابة عليه تكمن في الإبداع الشجاع، ولكنها بالطبع ليست قضية بسيطة أو سطحية. وأراد قداسته في هذا السياق التذكير بظاهرة انتحار الشباب والتي لا يعلَن عن حجمها الحقيقي، وأشار إلى أن عدم توفر العمل يُعتبر السبب الرئيسي لانتحار الشباب لأنهم لا يشعرون بأنفسهم مفيدين. وشدد الحبر الأعظم على أهمية فهم مشاكل الشباب وأن يعرف الشبان هذا الأمر، أي أننا نفهمهم، وهذا أحد أشكال الاتصال والتواصل معهم. ويأتي بعد ذلك العمل على حل المشاكل وهو ما يتطلب، حسب ما ختم قداسة البابا فرنسيس حديثه إلى اليسوعيين المشاركين في الدورة التكوينية، كلمات نبوية إلى جانب الإبداع والقدرة على الابتكار.
إذاعة الفاتيكان