يأمل مسيحيو سوريا في الاردن في ان يشعر البابا فرنسيس الذي سيلتقي عددا منهم خلال زيارته المملكة غداً بمعاناتهم ويعمل على اعادة السلام الى بلدهم التي دعوه لزيارتها ليرى ما فعل “الارهاب المتفشي” بمسيحييها وتاريخهم.
ويلتقي البابا السبت نحو 600 شخص من ذوي الحاجات الخاصة والايتام ومرضى السرطان بينهم 50 لاجئا عراقيا وسوريا ليتناول العشاء معهم ويصلي في موقع عماد السيد المسيح على نهر الاردن بمنطقة المغطس، على مسافة 50 كيلومتراً غرب عمان.
وتقول نورما (30 سنة)، وهي مسيحية من معلولا شمال غرب دمشق التي تعرضت لدمار كبير نتيجة القتال بين مقاتلي المعارضة وبينهم اسلاميون متشددون من جهة والجيش السوري النظامي من جهة أخرى: “نأمل من البابا في ان يزور سوريا التي هي في أمس الحاجة الى السلام الآن… عليه ان يرى وضع المسيحيين هناك وما فعل الارهاب بهم وبتاريخ ممتد لآلاف السنين” بعد أكثر من ثلاث سنوات من بدء النزاع الذي اودى بحياة اكثر من 162 الف شخص.
ويبلغ عدد مسيحيي سوريا مليونا و750 الفا ويشكلون 10 في المئة من مجموع السكان البالغ 22 مليون نسمة. وحتى نهاية 2013، نزح 450 الف مسيحي سوري داخل البلاد او لجأوا الى خارجها منذ بدء النزاع في آذار 2011، استناداً الى مسؤولي الكنيسة في سوريا.
اما جبر (32 سنة) الذي فرَّ من حلب الى الاردن قبل نحو سنة لينتظر السفر الى فرنسا حيث اخوته وسيكون احد السوريين الذين يلتقيهم البابا في المغطس، فقال انه “سعيد جدا لأني سآخذ بركة البابا الذي آمل في ان تصله رسالتنا بضرورة العمل على تحقيق السلام في سوريا ووقف الحرب”. واضاف: “ندعو قداسته الى زيارة سوريا ليرى بعينه ما يحدث في بلد السلام والتعايش”.
وفي الاردن البالغ عدد سكانه نحو سبعة ملايين نسمة قرابة 250 الف مسيحي اردني الى جانب 40 الف مسيحي آسيوي (جلهم من الفيليبين وسري لانكا) و18 الف مسيحي سوري وعشرات لآلاف من المسيحيين العراقيين والمصريين.
ويقول مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الناطق الاعلامي الرسمي لزيارة البابا الأب رفعت بدر ان “الزيارة تشكل دعما لمسيحيي المنطقة ككل وتأتي هذه السنة بوجود أخوة سوريين وعراقيين هربوا من العنف في بلدانهم ومن نوع من الاضطهاد”.
النهار