استضاف مقر البرلمان الأوروبي في بروكسيل مؤتمرا حول مستقبل المسيحيين في العراق بمبادرة من البرلماني الأوروبي لارس أداكتوسون المسؤول في الحزب المسيحي الديمقراطي السويدي الذي قال إن الهدف من هذا المؤتمر هو التركيز على عودة أهالي سهل نينوى، وحثّ جميع المواطنين السريان والأشوريين والكلدان على تكاتف الجهود كي يتمكن الشعب من العودة إلى دياره. من بين المشاركين في الأعمال بطريركان من الكنائس الشرقية هما بطريرك السريان الأرثوذكس اغناطيوس أفرام الثاني وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان. وقد غاب عن الأعمال التي اختُتمت مساء أمس الجمعة ممثلون عن الكنيسة الكلدانية والكنيسة الأشورية الشرقية.
وقد نشر بطريرك بابل للكلدان روفائيل الأول ساكو وثيقة لأيام قليلة خلت شرح فيها الأسباب الكامنة وراء عدم مشاركته في هذه المبادرة الأوروبية، مذكرا ـ في هذه الوثيقة التي نشرتها وكالة فيديس في الثامن والعشرين من الشهر الفائت ـ بأن مستقبل المسيحيين في العراق مرتبط بمستقبل جميع العراقيين، وهو يعتبر أنه من غير المناسب أن تُنظم لدى المؤسسات السياسية الغربية مبادرات تسلط الضوء حصرا على الجماعات المسيحية في العراق. واعتبر البطريرك ساكو أنه إذا أرادت الدول والمؤسسات الغربية أن تساعد المسيحيين في العراق يمكن أن تفعل ذلك من خلال مكافحة الإرهاب وإعادة إعمار البلد وهذا الأمر يساعد النازحين المسيحيين على العودة إلى أرضهم.
وفيما يتعلق بمقاطعة الكنيسة الأشورية الشرقية لهذا المؤتمر ذكرت محطة Assyria TV نقلا عن مصادر مطلعة أن البطريركية اعتبرت أن هذه المبادرة منحازة لصالح المخططات السياسية الانفصالية التي يعمل من أجلها القادة الأكراد في إقليم كردستان العراق، والساعين إلى توسيع نطاق نفوذهم في سهل نينوى.
وتخللت الأعمال مداخلة للبطريرك اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك كنيسة السريان الأرثوذكس، أكد فيها أن المسيحيين في الشرق الأوسط يريدون أن يعيشوا بسلام إلى جانب مواطنيهم، وتطرق إلى الدعم الدولي لصالح إعادة الإعمار وعودة النازحين إلى ديارهم، أكان في العراق أم في سورية، دون الإشارة إلى ضرورة نشر قوات دولية لحماية المسيحيين في تلك المناطق.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البطريرك ساكو سبق أن أشاد بمشاريع إعادة الإعمار في سهل نينوى معتبرا أن مبادرات من هذا النوع تقدم شعاع أمل للمسيحيين، وحث غبطته جميع المواطنين العراقيين على الوحدة والعمل من أجل السلام والتنافس في مساعدة القريب منتقدا بعض القوى السياسية التي تتنافس فيما بينها من أجل الفوز في الانتخابات السياسية المرتقبة العام المقبل. وقال إنه يفكر في مستقبل المسيحيين في العراق نظرا إلى الوضع العام السائد، واعتبر أنه يتعين على الحكومة العراقية والجماعة الدولية مد يد المساعدة المادية إلى المسيحيين العراقيين بعد الانتهاء من إعادة إعمار المنطقة كي يتمكن هؤلاء من البقاء في أرضهم.
وطنية