أصدرت أمانة سر المجمع الأنطاكي المقدس في البلمند، بياناً جاء فيه: “تلقت البطريركية الأنطاكية الارثوذكسية، بضيق واستغراب، قرار المجمع المقدس للبطريركية القسطنطينية في31 أيار 2016 والذي يقضي بتشكيل لجنة من ممثلي كنيستي أنطاكيا وأورشليم، تتولى مسؤولية التنسيق فيها البطريركية المسكونية، لكي تجتمع مباشرة بعد المجمع الكبير المقدس، وذلك بهدف إيجاد حل مقبول من الطرفين للخلاف القائم بينهما.
تلاحظ الكنيسة الأنطاكية بألم، أن هذا القرار يعني عمليا الاستسلام لتعثر الجهود المبذولة منذ ما يزيد على الثلاث سنوات، تاريخ تعدي الكنيسة المقدسية في دولة قطر على الحدود القانونية لكنيسة أنطاكيا، من خلال المبادرات السلامية العديدة التي اقترحتها بطريركية أنطاكيا عبر البطريركية المسكونية، وذلك في سبيل إيجاد حل نهائي للتعدي.
وما يؤلم أكثر أن هذه الجهود، التي تكثفت مواكبة السعي إلى انعقاد المجمع الكبير المقدس، كانت تهدف إلى إيجاد حل نهائي وكنسي للتعدي قبل انطلاقه، بحيث يأتي التئامه ليعبر عن الوحدة الأرثوذكسية التي تتجلى في القداس الإلهي الذي يدشن أعماله في يوم العنصرة بالذات. فافتتاح أعمال المجمع، بمشاركة جميع الكنائس المستقلة في هذا العيد بالذات، هو الطريق الصحيح للتعاطي بالشؤون التي تهم الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة وللتعبير عن الإجماع الأرثوذكسي في شأنها.
أما الوضع المستجد، المبني على فكرة تأجيل حل هذا التعدي إلى ما بعد انعقاد المجمع الكبير، فيفرغ المجمع العتيد من الغاية المرجوة من دعوته، أي التعبير عن الوحدة الأرثوذكسية. إن عدم تجاوب البطريركية المقدسية مع الطروحات الأنطاكية السلامية يهدد انعقاد المجمع الكبير، في التاريخ المحدد، الأمر الذي طالما حذرت منه الكنيسة الأنطاكية.
نهيب اليوم بكل الكنائس الأرثوذكسية المستقلة أن تعمل باجتهاد على صون وحدة العالم الأرثوذكسي بإزاء الأخطار القائمة التي تتهددها. وقد أبقى مجمعنا المقدس جلساته مفتوحة، وهو سيلتئم في الأيام القليلة المقبلة للنظر في المستجدات الخاصة بالمجمع الكبير وبتها، ونصلي معا ونرجو الروح القدس، الذي نستعد لاستقباله في العنصرة، أن يلهم كنيسته ورعاتها السبيل الحق للشهادة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للوحدة التي دعانا الرب إليها”.
بيان رئاسة سر المجمع
اما البيان الصادر عن رئاسة سر المجمع المقدس للبطريركية المسكونية فجاء فيه: “التأم المجمع المقدس لدراسة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال. وخلال الاجتماعات اهتم المجمع المقدس الشريف على نحو خاص بموضوع مجمع الكنيسة الأرثوذكسية الكبير المقدس الذي أصبح على الأبواب، وبالمسائل المرتبطة به، متضرعا من أجل تسهيل نجاح أعماله ومصليا لتنحدر قوة من العلاء على رئيسه الكلي القداسة البطريرك المسكوني.
وفي هذا الإطار، بحث المجمع المقدس الشريف بتأن وتدقيق في المشكلة المعروفة التي تشغل بطريركيتي أنطاكيا وأورشليم القديمتي العهد، المختصة بالنطاق الكنسي القانوني في قطر. وتوصل إلى قرار مفاده اقتراح تشكيل لجنة من ممثلي الكنيستين المعنيتين، تتولى مسؤولية التنسيق فيها البطريركية المسكونية، لكي تجتمع مباشرة بعد المجمع الكبير المقدس، بهدف دراسة المسألة وإيجاد حل لها مقبول من الطرفين”.
النهار