ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد أمس، في كابيلا سيدة القيامة – البطريرك صفير في بكركي، وعاونه لفيف من الأساقفة.
وبعد الانجيل ، ألقى الراعي عظة عنوانها “”من يحبني يحفظ كلمتي ووصاياي” شرح فيها قضايا دينية، ثم تحدث عن العائلة، وقال: “في المناسبة لا يمكننا أن ننسى العائلة اللبنانية المؤلفة من مكونين: مسيحي وإسلامي، وقد أضحت نموذجا لمجتمعات اليوم، المشرقية والغربية، تتهددها نزعتان متشددتان ومتناقضتان: الأنظمة الدينية التي تسعى إلى إلغاء الآخر المختلف، وإلى فرض إيمانها وتقاليدها وشريعتها على الغير، والأنظمة العلمانية الملحدة التي تقصي الله عن حياة المجتمع والدولة، فتشرع هذه كل ما يطيب لها، من دون أي اعتبار لشريعة الله الطبيعية، وشريعته الموحاة. وبتنا نرى عندنا في لبنان ظاهرات لهاتين النزعتين، بالأمس في إحدى بلدات شرق صيدا، وخلال هذه السنة في إحدى المدارس التي تسمى علمانية. إننا نطالب الحكومة والوزارات المختصة بإصدار تعميم يوقف مثل هذه الممارسات ويذكر بما تنص عليه المادة 9 من الدستور: “حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على ألا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن أيضا للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية”.
وقال: “نصلي إلى الله، بشفاعة سيدة لبنان، من أجل حماية العائلة اللبنانية الوطنية من شر العابثين بأمنها ومؤسساتها، ومن ظاهرة العنف والسيارات المفخخة. ونذكر بصلاتنا ضحايا التفجير الأخير شهيد قوى الأمن الداخلي، تغمد الله مثواه بالرحمة وعزى عائلته وأهله، وبلسم آلام الجرحى وشفاهم. كما نذكر بلدان شرقنا الجريح، بخاصة سوريا والعراق وفلسطين، راجين لها السلام ووقف دوامة الحرب والإرهاب، وإيجاد الحلول السلمية لأزماتها، بمساعدة ذوي الإرادات الحسنة.
اننا نجدد رجاءنا بالمسيح، فنصمد وسط الصعوبات والمحن، مدركين الدور المنتظر منا كمسيحيين، لكي نواصل مع إخواننا المسلمين بناء ثقافة الاعتدال، وقبول الآخر المختلف، وحرية الدين والمعتقد، والتعددية في زمن العولمة. الإرشاد الرسولي للقديس البابا يوحنا بولس الثاني “رجاء جديد للبنان” يرسم لنا خريطة الطريق. وكذلك الإرشاد الرسولي للبابا بينيديكتوس السادس عشر “الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة” يضع لنا أفضل المبادىء لإكمال مسيرة العيش معا من أجل مستقبل أفضل في عالمنا الشرق أوسطي. وقداسة البابا فرنسيس، بزيارته الأراضي المقدسة في أيار الماضي، وكلماته، استكمل خط العيش معا وبسلام وأخوة”.
تكريم العائلات
وبعد القداس، كرم مكتب راعوية الزواج والعائلة لمناسبة عيد الأب، عددا من العائلات المارونية التي “تميزت بوفرة الإنجاب، بالدعوات الكهنوتية والرهبانية وبعضها بتبني اولاد حرموا حرارة العائلة، وبعضها الآخر بتقبل التحديات بصبر وصمود ورجاء”. ونالت هذه العائلات دروعا تقديرية من البطريرك الراعي يحوطه رئيس المكتب لراعوية الزواج الأباتي سمعان ابو عبده، والاساقفة بولس صياح وحنا علوان وجورج شيحان.
النهار