تعتبر زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لباريس مزيداً من التعبير عن اهتمام فرنسي بدعم لبنان بإزاء الازمة السورية، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس فرنسوا هولاند الى لبنان خلال نيسان الماضي، وتأكيداً لوقوف فرنسا بجانب مسيحي الشرق الذين يمرون بمرحلة صعبة.
وزيارة البطريرك الماروني لفرنسا من 7 الى 11 أيار ذات وجهين: رعائي امس في بازيليك القديسة تيريز دو ليزيو شمال غربي فرنسا لتدشين مذبح لبنان والقديس شربل الذي يضم ذخائر القديسين اللبنانيين الخمسة، وسياسي اذ سيستكمل البطريرك المحادثات التي اجراها في بيروت الشهر الماضي مع الرئيس هولاند صباح اليوم الاثنين في قصر الاليزيه، وسيكون محورها الأساسي الوضع في لبنان من جميع جوانبه ووضع مسيحيي الشرق.
وسيبحث الراعي مع هولاند تحديداً في سبل التوصل الى حل للتعطيل الذي تعيشه المؤسسات الدستورية اللبنانية بدءاً من الفراغ الرئاسي الذي دخل عامه الثالث.
وعلى رغم حذر السلطات الفرنسية في محاولات متعددة لديبلوماسيتها من أجل إخراج الأزمة اللبنانية من عنق الزجاجة، ما زال الرئيس هولاند مستمراً في العمل مع الدول الداعمة للبنان، ولاسيما الإقليمية منها لإقناعها بضرورة الدفع الى حل ازمة الفراغ الرئاسي. وفي هذا السياق سيقوم وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت بزيارة للبنان في 27 أيار الجاري، وهو سيستقبل البطريرك الماروني بعد ظهر غد الثلثاء في الكي دورسيه ويبحث معه في كل ما يتعلق بعقد مؤتمر دولي لدعم المؤسسات السياسية اللبنانية وللخروج من المأزق الرئاسي.
وسيطلب البطريرك من السلطات الفرنسية تقديم قدر اكبر من الدعم المستمر للبنان والمسيحيين المشرقيين عموماً ويعرض الحاجات الكبرى للبنى التحتية والاستثمار في قطاعات عدة منها التعليم. وسيشدد على دور لبنان الإيجابي في المنطقة كبلد تعددي وديموقراطي وفريد من نواح عدة. وسيدعو الى مساعدة مؤسسات الدولة والنظام الديموقراطي وتفعيله من أعلى الهرم الى أسفله.
كذلك سيشدد الراعي على دعم الجيش الذي يحافظ على الاستقرار الداخلي. وهناك شعور دولي بالقلق حيال لبنان لأن الوضع الراهن ليس بلا نهاية.
وتدرك باريس ان تردي مؤسسات الدولة ستكون له تداعيات سلبية. فلبنان موجود في بيئة سريعة التأثر وخطرة. ولا يمكنه انتظار ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية على أمل وصول إدارة جديدة تؤمن ملء الفراغ الرئاسي. والأفضل حل مسألة الرئاسة بسرعة لضمان الاستقرار الفعلي للبنان. كما أن الأفضل عدم تضييع الفرص على لبنان في التجهيز للمستقبل من خلال تحريك الاستثمارات المتوقفة والتغيرات التي لا تدخل حيز التنفيذ والقوانين التي لا تقر، بما يعكس واقع أن لبنان يعيش في وقت ضائع لن يعود.
كذلك سيكون ملف اللاجئين السوريين مدار بحث من العديد من جوانبه الانسانية والسياسية وتأثيرها في الاستقرار الداخلي الفرنسي، علماً أن باريس حريصة على العلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان وبالبطريركة المارونية خصوصاً وتسعى الى تطويرها وتعزيزها في كل المجالات. وهذه الزيارات المتبادلة دليل على الاهتمام الفرنسي بلبنان والدعم للبنانيين في الظروف التي تمر بها بلادهم، وعلى رغبتها في مساعدتهم كي يتمكنوا من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
النهار
الرئيسية | أخبار الكنيسة | البطريرك الماروني يُثير خلال لقائه هولاند اليوم سبل التوصل إلى حل للتعطيل الدستوري والفراغ
الوسوم :البطريرك الماروني يُثير خلال لقائه هولاند اليوم سبل التوصل إلى حل للتعطيل الدستوري والفراغ