قام بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل بزيارة إلى الدير المتواجد على بحيرة لادوغا والذي أعيد ترميمه مؤخراً، وقد تم احتفال التدشين بحضور كبار المسؤولين الدينين والمدنيين في طليعتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وألقى عظة للمناسبة أكد فيها أن إعادة افتتاح هذا الدير التاريخي بعد ترميمه تشكل دليلا على انتصار الخير على الشر في نهاية المطاف، خصوصا وأن هذا الصرح الديني كان متواجدا في منطقة ترك فيها الإلحاد الشيوعي بصمات كبيرة.
أوردت النبأ وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية مشيرة إلى أن هذا الدير والمعبد هو من أهم المباني التي تعيد إلى الذاكرة بداية الكرازة بالإنجيل في الربوع الروسية. ويشير التقليد إلى أن القديس أندراوس الرسول نفسه وصل إلى هذه البحيرة المتاخمة للحدود الفنلندية بعد أن قام بزيارة القسطنطينية ثم كييف. وقد طرد الوثنيين من الجزيرة وغرس عليها صليباً وشُيد مكانه هذا الدير بعد ألف سنة تقريبا.
وذكّر البطريرك بأنه زار هذه الجزيرة عندما كان راهبا شابا في العام 1969، وكوّن الانطباع بأن آمال إعادة بناء الدير قد ضاعت كليا. وبعد خمسين سنة على إقفاله بدأت أعمال الترميم في العام 1990. وقال كيريل إن الرب أنهض هذا الدير من تحت الغبار لافتا إلى أن إعادة إحياء الدير لم تقتصر على البعد المادي وحسب إذ إن المنطقة باتت تشهد ازدهارا كبيرا في الحياة الرهبانية.
هذا ثم وجه بطريرك موسكو وسائر روسيا كلمة نابعة من القلب إلى جميع الأشخاص الذين يقعون اليوم ضحية اليأس وفقدان الأمل إزاء الأزمات الراهنة ومصاعب الحياة المعاصرة. وأكد لهم أن الشر لا يستطيع أن ينتصر على الدوام لأنه سيُهزم نهائيا في آخر المطاف. يُذكر هنا أن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية احتفلت في الثاني عشر من تموز يوليو الجاري بعيد القديسين بطرس وبولس والذي تحييه باقي الكنائس في التاسع والعشرين من حزيران يونيو. وقد كان الاحتفال مميزا هذا العام لأنه يصادف الذكرى السنوية الألف والتسعمائة والخمسين على استشهاد الرسولين، وذلك في العام 67 بحسب التقليد خلال الاضطهاد الأول لنيرون.
إذاعة الفاتيكان