ما يسميه الإنجيل تجلي المسيح هو ان نوره الذي كان محجوباً عن أعين التلاميذ بسبب ظهوره إنساناً انكشف في التجلي لهم وفيه حدثهم عن آلامه ليقول إنها هي النور.
هو كان أخفى النور الذي كان في كيانه ليتمكن من ان يتعاطى البشر ويروه بشرا. لماذا رأى يسوع ان يتسربل النور ليتحدث عن آلامه. كل إنجيل يوحنا في هذا انك لا تفهم شيئا عن ضياء المسيح الا في أوجاعه وصليبه. هذه هي حقيقة المسيح انك لا تعرف نصره الا من خلال آلامه، هو لم يتحدث عن ظهور له بعد القيامة الا مرتبطا بالحديث عن أوجاعه. ربما لأنه هو رجل الأوجاع كما سماه إشعياء ولم يجرده الإنجيل عن هذا اللقب. وكأن القيامة في عمق رؤية الآلام ليست تجاوزا للآلام. هذا ما يوحي به إنجيل لوقا لما قال وحده بين الإنجيليين إنه مع موسى وايليا على جبل التجلي كان يتحدث عن آلامه.
في الحقيقة ان المسيح ما تجلى بمعنى ان نوراً إضافياً لم ينزل على نوره. التلاميذ رأوه يتجلى لأنهم ما شاهدوه متجلياً قبل ذلك. ونحن لكون الخطيئة أعمت عيوننا لا نراه مقيماً في الضياء. التجلي لم يحدث. هذا كان كشفاً للنور الملازم المسيح أبداً.
حجب المسيح النور عن جسده في حياته على الأرض كان ضرورة ليعرف البشر انه منهم وانه ليس كائنا خارق المنظور. فما سماه الكتاب التجلي ما كان الا تجلياً للبشر، لأعينهم، لكن السيد لم يكتسب شيئاً جديداً في حادثة ثابور أو حرمون. انكشف انكشافا. التجلي جعل السيد يظهر النور الذي فيه ولكنه لم يزده شيئاً.
أخفى المسيح اذًا نوره ليعرف الناس انه منهم وبعد هذا سيعلمون ان نوره لم يغادره. هذه الحادثة سميناها تجلياً ليس لنقول إن السيد اكتسب ضياء ما كان عليه ولكن لنقول ان أعين البشر رأت ما كانت لا تراه. المسيح دائماً في النور. ما تجلى في ذاته. وأنت في العيد وخارج العيد تراه في ضياء نفسه.
المسيح دائم ونوره دائم. تراه إذا كانت عيناك مفتوحتين. النور الإلهي لا ينطفئ. افتح إذاً عينيك.
النهار