تبدأ القصة بحديث بين قلم رصاص وممحاة، سرعان ما تقاطعهما المبراة. حوار على لسان ثلاثة أشياء ينتهي بأن بعض الأشياء تذوب في خدمة الآخرين. ثلاثة أشياء ستكون ضمن أدوات سترافق التلامذة في مقلمة إلى مدارسهم ليتعلموا منها التضحية، ويدركوا أن بعض المربين يذوبون ليضيئوا مستقبلهم.
أكثر من 100 مرب ومربية من 100 مدرسة رسمية اجتمعوا في وزارة التربية أمس، ليشهدوا ولادة أسبوع «عشرة على عشرة»، وهو برنامج أطلقته الوزارة بالتعاون مع (مركز «C.L.E.S»- المركز اللبناني للتعليم المختص)، تحت شعار «معا لمواجهة صعوبات التعلم بكليتها».
في هذا الأسبوع، سيتم توزيع أدوات مدرسية على نحو 40 ألف تلميذ في المدارس الرسمية لتوعيتهم وتوعية ذويهم، على مسألة غاية في الأهمية: لماذا يغادر بعض الطلاب صفوفهم لمدة من الزمن وماذا يفعلون؟ طبعا ستكون الإجابة من خلال الأدوات التي سيتم توزيعها.
صعوبات التعلم، بحسب تعريف المركز، تتلخص في مواجهة بعض الأولاد لصعوبات عابرة خلال أيام الدراسة الأولى، مثل تحديد الإطار الزماني (تذكر اسم اليوم) والمكاني (ايجاد الطريق)، إضافة إلى معاناة بعض الأولاد من اضطرابات تعلمية محددة.
يتميز هؤلاء الأولاد بمستوى ذكاء طبيعي للغاية وهم قادرون على التعلم، لكن تكون لديهم انواع مختلفة من الصعوبات والاضطرابات ومنها: صعوبة تعلم القراءة، صعوبة كتابة الكلمات، صعوبة الخطّ، تشكيل الكلمات والأحرف والأرقام، صعوبة اكتساب المهارات الأساسية لتعلّم الحساب. صعوبة تنسيق الكلام، صعوبة تنظيم الحركات والتمكّن من حركات تنجز بشكل يومي، كارتداء الملابس، وإمساك الشوكة.. الحركة الجسدية المفرطة. نقص في التركيز، صعوبة في التركيز، وإتمام المهام ومعالجة المعلومات كلّ على حدة.. الخ
واشارت المديرة العامة لمراكز «C.L.E.S» جوليانا طرابلسي عيد إلى أن من أهداف «هذه المواد جعل التلامذة يدركون لماذا يخرج بعضهم من الصف من وقت إلى آخر بصحبة مدرّس أو مدرّسة غرف الدعم»، موضحة أن من هذه الادوات لعبة البازل (تركيب الصور) وهي مخصصة لصفوف الحضانة، ولها استخدامات مختلفة من خلال الطلب إلى التلاميذ النظر إلى صورة البازل ومحاولة تخيل قصة حولها وبعد أن يروي الأولاد القصص يمكن للمدرّس ان يروي قصته يتطرق خلالها الى نوع او اكثر من الاضطرابات التعلمية. وأيضا محاولة تحديد العواطف من خلال الصورة، بعض الافكار حول سبل استخدام لعبة البازل من خلال اللعب مع الأولاد لعبة الألوان، وعدد القطع أو تقليد ما يظهر في الصورة من العاب.
أما طلاب الحلقة الأولى، فخصصت لهم مقلمة تضم ممحاة مكتوب عليها مسموح الغلط ويتم توجيه أسئلة إلى الطلاب حول العبارة المكتوبة على الممحاة وعن رايهم بها، وسؤال الاولاد عن المادة التعليمية التي يستعملون فيها الممحاة اكثر من غيرها. إضافة إلى أقلام مميزة بثلاثة أوجه لمساعدة التلامذة على امساك القلم بوضعية جيدة، ومبراة لتدريب التلاميذ على استخدامها وإدارتها في الاتجاه الصحيح، وهذه المواد مخصصة أيضا لطلاب الحلقة الثانية مع قلم رصاص عادي وإضافة قلم «ماركر» ويطلب الى تلاميذ هذه الحلقة كتابة اسمائهم على المقلمة وتأليف قصة، وتعليم الأولاد كيفية استخدام قلم «ماركر» اثناء حفظ الدروس غيبا، وطرح أسئلة حول تركيبة قلم الرصاص وإجراء اختبار بسيط عبر رمي قلم رصاص قديم والادراك بأن الرصاصة في داخله قد كسرت.
وللمناسبة، اكد مدير عام وزارة التربية فادي يرق أن «اتفاق عشرة على عشرة، هو نجاح لكل ولد ومدرسة ومربٍ. ويأتي في إطار التزامنا في تحقيق الفرصة لكل تلميذ بالنجاح»، مشيرا إلى ان «هذا الأسبوع سيختتم بمؤتمر وطني اسمه ايضا (عشرة على عشرة) يوم الاثنين المقبل». وأشار إلى أن هذا البرنامج «ضمن استراتيجية كبيرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم على إكمال حياتهم».
ولفت القيمون على البرنامج الانتباه إلى أن الصعوبات التي تخلق مع الولد في بداية دراسته عادية، لكنهم حذروا من أن حال استمرارها لوقت طويل قد تتحول إلى اضطرابات، لذلك لا بد من معالجتها قبل ذلك».
خلال عرض البرنامج كان بعض المدرّسين يتهامسون في ما بينهم، فبدا وكأنهم غير مدركين لحقيقة البرنامج أو لا يملكون الوقت لتطبيقه في مدارسهم خصوصا أن وزارة التربية لم تسمح لهم بالتفرغ لغرف الدعم. لكن عيد أوضحت لـ «السفير» أن المركز نظم دورات مكثفة للاساتذة على استخدام المواد باشراف مدربين متخصصين، موضحة «أنه من ضمن الاتفاق مع وزارة التربية هو السماح للاساتذة بالتفرغ لغرف الدعم». أضافت: «هناك 100 غرفة دعم في 100 مدرسة رسمية ونعمل على إيصالها إلى 200 غرفة».
السفير