للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع فدريكو ماتساريلا المنسق الإقليمي لمنطقة أفريقيا الشمالية والساحل في هيئة كاريتاس الإيطالية الذي شارك في الأعمال، وأوضح أن المنطقة المذكورة تعيش مرحلة حرجة للغاية وهي تزداد سوءا وللأسف. ولفت إلى أن ما يزيد من هشاشة الوضع الأزمات البيئية وظاهرة التبدّل المناخي، فضلا عن انعدام الأمن الغذائي باستمرار. وأضاف أنه خلال السنوات الماضية جاء تهديد الإرهاب، الذي يحمل صبغة جهادية، ليزيد الطين بلة، مشيرا إلى الانتشار المقلق للخلايا الإرهابية ما يعرض السلم الاجتماعي للخطر أكان في المدن أم في المناطق الريفية. وأشار في هذا السياق إلى مئات الهجمات وأحداث العنف التي سُجلت في السنوات الأخيرة، خصوصا في شمال بوركينا فاسو، والنيجر ومناطق مختلفة في مالي.
بعدها أكد السيد ماتساريلا أن الكنيسة الكاثوليكية طالما لعبت دور الوسيط في سعيها إلى تعزيز التلاحم الاجتماعي، وقد وضعت استراتيجيات مختلفة لهذه الغاية، فضلا عن مشاريع عدة تُطبق على المستوى الوطني وعلى صعيد الرعايا والأبرشيات. ولفت إلى أن المشاركين في اللقاء سلطوا الضوء على ضرورة وضع منظومة للإنذار المبكّر، والكنيسة وبفضل تشعّبها على الأرض قادرة على التحذير من تنامي التوترات والمخاطر، وهي تتدخل ساعية إلى التخفيف من التوترات الراهنة.
وفي سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة في بوركينا فاسو أكد أن الحالة خطيرة منذ سنوات، أي منذ الانقلاب الأخير الذي ولّد معه تصعيداً أمنياً سبّبه انتشار مجموعات مسلحة وخلايا إرهابية تابعة لجهات خارجية. وقد شنت تلك المجموعات مئات الهجمات، والجماعات المسيحية المحلية تأتي من بين أهدافها. وهذا الأمر ولّد جواً من القلق الشديد وانعدام الأمن، لاسيما في شمال البلاد، وهذا ما يعرض للخطر السلم الاجتماعي، وقد شكل هذا الموضوع محور المناقشات خلال الاجتماع.
فيما يتعلق بملف الهجرة أوضح المسؤول في هيئة كاريتاس أن منطقة الساحل تُعتبر منطقة عبور، على الرغم من وجود جماعات محلية تترك الساحل بدافع الهجرة. ولفت على سبيل المثال إلى مشروع أطلقه مجلس أساقفة إيطاليا في النيجر منذ سنة ونصف السنة يرمي إلى توفير مساعدات إنسانية للسكان الذين يعانون من مشاكل كبيرة مع الأخذ في الاعتبار النمو البشري المتكامل، ما يعني الاهتمام بكل الأبعاد المتعلقة بالحياة البشرية، بما في ذلك توفير الطعام والخدمات الصحية والرعاية النفسية والروحية.
اخبار الفاتيكان