الحقيقة أننا نعيش في عالمٍ متغير فكل ما حولنا يتغير باستمرار ونحن لا نملك الخيار في ذلك، لكن يبقى الخيار لدينا في كيفية تفاعلنا مع هذا التغيير، فإما أن نبدأ التغيير من أنفسنا ونعدل المسار، أو أن نترك رياح التغيير تُسيرنا.
التغيير ليس سهلاً، لكنه المفتاح الذي يفتح الأبواب للنمو والتجدد في أي مؤسسة، وإذا كنت قد حاولت في أي وقت مضى تغيير أي شيء، فلا بد أنك تدرك مدى صعوبة ذلك، فاتخاذ القرار بإجراء التغيير يعد أمراً بسيطاً بالنسبة للقائد مقارنة بصعوبة حصوله على تأييد ودعم أفراد فريق العمل لهذا التغيير، ولكن لماذا؟ بكل بساطة، لأن التغيير هو عملية عاطفية، والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الروتين ولا يتقبلون التغيير بسهولة.
ومع أن الأمر ليس بسيطاً لكنه يستحق كل هذا الجهد، فالمؤسسات التي لا تسعى نحو التغيير والتطور في عصر المنافسة الذي نحياه لن تتمكن من الاستمرار على المدى الطويل وسيكون مصيرها الفشل، قال تولي كوبربيرغ “عندما يتم كسر الأنماط، تظهر عوالم جديدة”، وهذا هو التحدي الخاص بك لتحفيز فريقك على المضي قدماً واحتضان التغيير، وإقناعه بأن العالم الجديد الذي تحاول خلقه هو أفضل من الذي كنت فيه، الأمر ليس سهلاً لكنه يتحقق من خلال التخطيط والالتزام والصبر والشجاعة.
كيف يمكنك إلهام فريقك لرؤية هذا التغيير بشكل إيجابي؟
تغيير ما يحتاج إلى تغيير وليس ما هو سهل: ما الذي يجب تغييره في المؤسسة؟ هل هي الإجراءات، النتائج، أم الأفراد؟.
إعادة توظيف أفضل الأشخاص: من هم موظفونا الرئيسيون؟ هل نشركهم في جميع العمليات؟ كقادة، هل نطلب ملاحظاتهم؟ كيف يمكننا أن نتوصل إلى التغييرات التي نحتاج إلى إجرائها لهؤلاء الموظفين الرئيسيين، حتى يتمكنوا بدورهم من التواصل مع الآخرين؟
ابدأ بالتجديد: ما هي الأفكار والمعتقدات والممارسات القديمة التي نلتزم بها ولم تعد تجدي نفعاً؟ ما الذي يعيقنا من تبني أفكار جديدة؟
التركيز على نقاط القوة: هل فقدنا تركيزنا؟ التركيز على مناقشة نقاط القوة للشركة والعمل معاً كفريق واحد يساهم بشكل كبير في عملية التحسين في المؤسسة.
تبسيط رسالتك: ما هو جوهر رسالتنا الأساسية؟ وضوح وبساطة رسالة المؤسسة والابتعاد عن التعقيد أمر جوهري بحيث يتمكن الجميع من فهمها ومتابعتها.
دع أعمالك تتحدث عنك: ما المثال الذي قدمته اليوم؟ علينا أن نقيس تقدمنا الفردي، فهل تطبق ما تطلبه من أفراد فريقك على نفسك أولاً؟
خوض المخاطر المحسوبة: لا يمكننا أن نتعلم إذا لم نخطئ، فمن البديهي إدراك أن المخاطر مخيفة ولا أحد يريد أن يتحمل مسؤوليتها، ولكن الخطر غالباً ما يؤدي إلى مكافأة. فما هي المخاطر التي يمكن أن نتخذها لدعم الابتكار في مجال عملنا واستباق منافسينا؟ .
قياس النتائج: ما الذي نقوم بقياسه؟ وكيف يمكننا ذلك؟ وهل نتشارك بهذه النتائج مع المؤسسة بفعالية؟ ما الذي نريد تحقيقه؟ وهل لدينا إستراتيجية واقعية لتحقيق ذلك؟.
التعزيز: هل ندرك قيمة الحاجة إلى التعزيز المستمر؟ وكيف يمكننا الحفاظ على رسالة التغيير لدينا؟.
أي مكافأة حقيقية في هذه الحياة سوف تأتي مع بعض المخاطر، والنجاح اليوم يأتي من الابتكار، فالتغييرات، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، هي فرص مذهلة كي تبرز بين الحشد وتكون رائداً، علينا أن نكافح قبل أن نطالب بهذه المكافأة.
الأب د.عماد طوال
زينيت