تتزايد الانبعاثات العالمية مع تراجع الالتزامات الدولية لمكافحة تغير المناخ، ولكن الزخم المتزايد من القطاع الخاص والإمكانات غير المستغلة من الابتكار والتمويل الأخضر تمهد المسار لسد فجوة الانبعاثات.
جاءت هذه النتائج خلال عرض تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2018 الذي تم إعداده من قبل فريق دولي من كبار العلماء تابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وقد قام الفريق بتقييم جميع المعلومات المتاحة، بما في ذلك تلك المنشورة في سياق التقرير الخاص للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، وكذلك في دراسات علمية حديثة أخرى.
ويقدم التقرير الرئيسي الذي يصدر سنويا تقييما دقيقا لما يسمى “فجوة الانبعاثات”، وهي الفجوة بين مستويات الانبعاثات المتوقعة في عام 2030، مقارنة بمستويات تتفق مع هدف الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين/ 1.5 درجة مئوية، بحسب البرنامج.
وأشار التقرير إلى أن الانبعاثات العالمية قد وصلت إلى مستويات تاريخية بواقع 53.5 طن من ثاني أكسيد الكربون، مع عدم وجود علامات على بلوغ الذروة، وهي النقطة التي تتحول عندها الانبعاثات من زيادة إلى تناقص. وأوضح التقرير أن 57 دولة فقط (تمثل 60% من معدل الانبعاثات العالمية) تسير على الطريق الصحيح في هذا الشأن بحلول عام 2030.كما استعرض مؤلفو التقرير التقدم المحرز في ضوء الالتزامات الوطنية بموجب مؤتمر باريس، حيث بينوا أن الوتيرة الحالية للعمل الوطني غير كافية لتحقيق أهداف اتفاق باريس. وخلصوا إلى أنه نتيجة لزيادة الانبعاثات وللإجرائات المتباطئة فإن رقم الفجوة في تقرير هذا العام أكبر من أي وقت مضى. كما أكدوا أن على الدول أن ترفع طموحها بمقدار 3 أضعاف من أجل الوصول لهدف الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين، ورفع الطموحات بمقدار 5 أضعاف من أجل الوصول لهدف 1.5 درجة مئوية.
وقالت نائبة المدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة، جويس مسويا:
“إذا كان تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يمثل إنذارا عالميا باندلاع حريق، فإن هذا التقرير هو التحقيق في الحريق”. وأضافت بأن “العلم واضح؛ بالنسبة إلى جميع الإجراءات المناخية الطموحة التي رأيناها – تحتاج الحكومات إلى التحرك بشكل أسرع وبقدر أكبر من الاستعجال. نحن نغذي هذا الحريق في حين أن وسائل إطفائه في متناول أيدينا”.
ومن المرجح أن يؤدي استمرار الاتجاهات الحالية إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بنحو 3 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن، مع ارتفاع درجات الحرارة بعد ذلك، وفقا لنتائج التقرير.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه معدو التقرير أنه لا يزال هناك إمكانية لسد فجوة الانبعاثات والحفاظ على الاحترار العالمي دون درجتين مئويتين، أوضحوا أيضا أن “التقرير يمثل تحذيرا واضحا، إذ أن هذا النوع من الإجراءات الجذرية والواسعة النطاق التي نحتاج إليها بشكل عاجل لم يتحقق لنا رؤيتها بعد.”
وبشأن تدابير الاستجابة قال كبير علماء الأمم المتحدة للبيئة، جيان ليو: “عندما تتبنى الحكومات تدابير السياسة المالية لدعم البدائل منخفضة الانبعاثات وأنواع الوقود الأحفوري الضريبي، يمكنها أن تحفز الاستثمارات الصحيحة في قطاع الطاقة، وتقلل من انبعاثات الكربون بشكل كبير.”
كما حدد مؤلفو التقرير خمسة مبادئ أساسية تمثل حلولا مبتكرة لمكافحة هذا التحدي، تتلخص في تسريع الابتكار منخفض الكربون، والتوسع التجاري لدرء المخاطر، والمواءمة الاقتصادية الشاملة، والنهج الموجه نحو إنجاز المهام، والآفاق الطويلة الأجل لزيادة الاستيعاب المالي.
نور نيوز