صدر عن “مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية – سكايز” في “مؤسسة سمير قصير”، التقرير الشهري عن تشرين الثاني 2015 عن الانتهاكات الإعلامية والثقافية في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين.
وجاء فيه: “استمر سقوط الصحافيين والناشطين الإعلاميين والفنانين في سوريا خلال شهر تشرين الثاني 2015، في حين واصلت القوات الإسرائيلية حربها على الجسم الإعلامي على كامل الأراضي الفلسطينية للشهر الثاني على التوالي، من خلال استهداف المراسلين والمصورين بالرصاص المعدني والاعتداء عليهم واحتجازهم، لكن اللافت كان إقفالها أربع مؤسسات إعلامية في القدس وثلاث إذاعات في الضفة الغربية بعد اقتحام مقارها ومصادرة معداتها. وفي لبنان، ارتدت غالبية الانتهاكات بحق الصحافيين طابعا سياسيا، واستكملت فصول توقيفهم على خلفية قضايا نشر في الأردن.
أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة التي يغطيها مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز”، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:
لبنان
في لبنان، غلب الطابع السياسي على عدد من الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وكان أبرزها إقالة مدير إذاعة راديو “Fame FM” الإعلامي جو معلوف من منصبه من قبل وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب الذي يملك الإذاعة، بسبب عرضه تقريرا عن أملاك وزير الخارجية جبران باسيل في برنامج “حكي جالس” على”المؤسسة اللبنانية للإرسال أنترناشونال” (LBCI) (3/11)، كما تقدم الأخير بدعويين بحق معلوف ومساعديه وقناة (LBCI) (14/11)، واستمعت النيابة العامة التمييزية إلى إفادة الإعلامية ديما صادق على خلفية شكوى “حزب الله” بحقها (4/11)، ومنع مكتب الرقابة مسرحية “بيروت سيندروم” للكاتب والمخرج لوسيان بو رجيلي بسبب رفض الأخير حذف جملتين تتحدثان عنالمجلس الأعلى للطفولة والأمن العام (16/11).
وسجل شريط الانتهاكات اعتداء عناصر أمنية مدنية وعسكرية على عدد من ناشطي حملة “طلعت ريحتكم” بينهم المخرج لوسيان بو رجيلي ومنعت مراسلة قناة “LBCI” فتون رعد من تصوير الاعتداء (5/11)، إضافة إلى تعرض موقع تلفزيون “المستقبل” الإلكتروني للقرصنة من قبَل مؤيدين لـ”داعش” لفترة وجيزة (22/11). كما منع قاضي الأمور المستعجلة الإعلامية غادة عيد من بث فيديو لتحقيق صحافي عن أخصائية تغذية ودفع غرامة عن كل مخالفة للقرار (16/11).
سوريا
وفي سوريا، قضى فنان تشكيلي ومذيعة وناشطان إعلاميان خلال شهر تشرين الثاني 2015، وكانت البداية من ريف دمشق حيث قتلت المذيعة في إذاعة دمشق الرسمية وقناة “نور الشام” بتول الورار بشظايا قذيفة هاون أطلقتها قوات المعارضة على ضاحية حرستا (3/11)، في حين قتل الفنان التشكيلي السوري مصطفى بوشناق بقصف طيران النظام لجبهة باشكوي في محافظة حلب (14/11)، والتي قضى في ريفها الناشط الإعلامي هاني الشيخ بقصف طيران النظام على بلدة خان طومان (9/11)، إضافة إلى مقتل الناشط الإعلامي أحمد أبو الحمزة إثر استهداف قوات النظام حافلة تقل إعلاميين في الريف الشمالي في حماة والتي أصيب فيها كذلك كل من مدير التصوير في مركز حماة مصطفى أبو عرب والمتحدث الرسمي باسم المركز علي أبو الفاروق ومراسل وكالة “خطوة” محمد الصالح بجروح مختلفة (7/11).
كما سجل شريط الانتهاكات إصابة مراسل فضائية “كوردستان 24” أكرم صالح ونجاة ثلاثة صحافيين آخرين كانوا برفقته لحظة تنفيذ تنظيم “داعش” تفجيرا انتحاريا في ريف محافظة الحسكة (2/11)، وإصابة مراسل وكالة “قاسيون” سامي الرج بشظايا قذيفة أطلقتها قوات النظام خلال تغطيته المعارك في حلب (30/11)، واعتقال قوات الإدارة الذاتية الكردية الناشط الإعلامي كولال لياني في مدينة الرميلان في محافظة الحسكة (29/11).
الاردن
وفي الأردن، استمر مسلسل توقيف الصحافيين على خلفية قضايا نشر خلال شهر تشرين الثاني 2015، حيث أوقف مدعي عام عمان فريق جريدة “الحياة” الأٍسبوعية يومين فيما استمر حجب موقع الجريدة الإلكتروني (16/11). وسجل كذلك رد النيابة العامة الإدارية دعوى “راديو البلد” على وزير الداخلية المتعلقة بحجبه معلومات عن طرد السلطات الحكومية للاجئين السوريين من الأردن (3/11).
فلسطين
وفي قطاع غزة، تابعت القوات الإسرائيلية استهدافها للصحافيين عند حدود القطاع خلال شهر تشرين الثاني 2015، أثناء تغطيتهم المواجهات التي اندلعت بينهاوبين المتظاهرين المتضامنين مع الأحداث في القدس والضفة الغربية، وأصابت كلا من الصحافي الحر علي عاشور برصاصة حية في ساقه اليسرى شرق البريج، ومراسل قناة “الكوفية” محمد صبح برصاصة متفجرة قرب معبر كارني استقرت شظية منها قرب عينه اليمنى وأخرى في صدره (11/11).
وفي الضفة الغربية، واصلت القوات الإسرائيلية الاعتداء على الصحافيين والمصورين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أثناء تغطيتهم المواجهات المستمرة منذ الشهر الماضي بينها وبين الشبان الفلسطينيين المتضامنين مع الهبة الشعبية، فأصابت كلا من المصور الحر سامر نزال برصاصة معدنية في ساقه (13/11) ومصور إذاعة “راية” شادي حاتم برصاصة مماثلة في قدمه (16/11) خلال تغطيتهما المواجهات في البيرة، واعتدت على طاقم تلفزيون “فلسطين” ثلاث مرات، الأولى في شمال جنين واحتجزته نصف ساعة (4/11)، والثانية في شرق قلقيلية واحتجزته ثلاث ساعات داخل السيارة (9/11)، والثالثة في معسكر “زعترة” جنوب نابلس واحتجزته أربع ساعات (18/11).
وكان لافتا إغلاقها الإذاعات الثلاث “منبر الحرية” (3/11)، و”الخليل” (21/11)، و”دريم” (29/11) بعد اقتحام مقارها ومصادرة معداتها بحجة بثها “مواد تحريضية ضد إسرائيل”، إضافة إلى تهديدها بإغلاق إذاعة “ناس” (26/11). وفيما اقتحمت منزل مراسل قناة “المجد” الإخبارية السعودية الكاتب الصحافي محمد القيق واعتقلته واقتادته الى جهة مجهولة (21/11)، حاول مستوطن دهس كل من مصور صحيفة “الحياة الجديدة” عصام الريماوي ومصور وكالة “أسوشيتد برس” (AP) مجدي اشتية ومصور إذاعة “راية” شادي حاتم جنوب نابلس (8/11).
أما في الداخل الفلسطيني، فبعد إغلاق مكتب صحيفة “العربي الجديد” الشهر الماضي، حققت الشرطة الفلسطينية في مدينة رام الله مع مديرة المكتب الصحافية الزميلة نائلة خليل بتهمة “مزاولة العمل الصحافي دون ترخيص” وأطلقت سراحها بكفالة بعد احتجاز هويتها (16/11).
وفي أراضي الـ48، طغى إغلاق الشرطة الإسرائيلية كلا من المؤسسات الإعلامية الأربع في القدس،”صوت الحق والحرية” ووكالة “كيو برس” ومجلة “إشراقة” وموقع “فلسطينيو 48” (17/11)، على مجمل الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر تشرين الثاني 2015.
وقد اعتقلت الشرطة كذلك المصور الحر مصطفى الخاروف ومصور “الجزيرة نت” أياد الطويل ساعات عدة أثناء تصويرهما بالقرب من حائط البراق في القدس (18/11)، فيما أجلت محكمة الصلح في القدس للمرة الرابعة الدعوى بحق الصحافي عطا عويسات إلى كانون الثاني المقبل (10/11)”.
وطنية