استضافت مدرسة وحدائق دير المخلص في جون (الشوف) للسنة الثالثة على التوالي مسابقة جائزة المطران سليم غزال للحوار والسلم الوطني اللبناني ” والتي شارك فيها هذه السنة نحو 250 تلميذا وتلميذة وطالبة من 33 مدرسة رسمية وخاصة احرز تلامذتها المراتب الأولى على صعيد لبنان في الشهادات الرسمية .
والمسابقة تنظمها مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع حلقة التنمية والحوار والشبكة المدرسية لصيدا والجوار في ذكرى رحيل المطران غزال، تكريسا لقيم الحوار والمحبة واللقاء مع الآخر التي جسدها المطران الراحل في مسيرته الوطنية والانسانية وغرسها في نفوس وعقول الأجيال الشابة ، بحيث تركزت محاور المسابقة في “القصة والمقالة والشعر والرسم”عن مواضيع من وحي هذه القيم .
وجديد المسابقة هذه السنة كان تخصيص اللجنة المنظمة لثلاثة من كبار المبدعين اللبنانيين الذين رحلوا أخيرا بتحية خاصة عبر ادراج ابداعاتهم ضمن محاور واقسام المسابقة شعرا ونثرا ورسما وهم: الشاعران الراحلان جوزف حرب وانسي الحاج واللذان حضرا بقصيدتيهما “رح نبقى سوى” و”ماذا صنعت بالذهب” والفنان التشكيلي الراحل فؤاد جوهر الذي حضر بمشهدية اشجار الزيتون في لوحاته.
وتفقدت النائبة بهية الحريري التلامذة المشاركين في المسابقة في دير المخلص برفقة ممثلي اللجنة المنظمة، حيث اطلعت على ابداعات التلامذة من رسومات ولوحات وكتابات شعرية ونثرية استوحوها من سيرة ومواقف مطران الحوار والسلام والقيم.
ثم اقيم احتفال بالمناسبة شارك فيه الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب ورئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر وحضره : الأب انطوان سعد ومدير دير المخلص الأب عبده رعد والفنان التشكيلي حسن جوني والسفير عبد المولى الصلح وعدد من مديري مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار .
وسبق الحفل توقيع الحريري والمشاركين وثيقة مشاركة والتزام بكل المبادىء والقيم التي آمن بها المطران الراحل لا سيما العمل على نبذ العنف والتطرف وجعل الحوار البناء من الأولويات.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم بكلمة ترحيب من منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب تلاه رئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر والرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت انطوان ديب وقال: الطغاة قوتهم تنتهي ساعة يصبحون تحت التراب والصديقون قوتهم تبدأ يوم ينتقلون الى الحياة الثانية ، وابونا سليم من هذه النوعية، ونحن نرى عمله وهدف حياته الذي زرعه بكل فرد فينا ونحن بدورنا نزرعه في الاجيال الصاعدة.
وختم:ونحن كرهبانية مخلصية نعمل بروح ابونا سليم ، وكل راهب مخلصي حيثما وجد يعمل بهذه الروح.
ثم تحدثت الحريري فقالـت: نلتقي اليوم في هذا الدير العزيز .. دير المخلّص .. ويزداد فيه مطران المحبة والسلام الراحل الكبير المطران سليم غزال حضوراً في وجداننا وفي قيمنا .. وأمام كلّ محنةٍ تعترضنا نستحضر تسامحه ومودّته وأخلاقه لنستعين بها للقيام بدورنا وبواجبنا تجاه أهلنا ومدينتنا ومنطقتنا .. فقد كان المطران سليم غزال والراحل الكبير المفتي الشيخ سليم جلال الدين توأمين لا تغادر بركتهما صيدا والجوار. لقد زرعا فينا كلّ الخير والمحبة .. وها نحن اليوم في موسم حصادنا الثالث الواعد إبداعاً وقيماً تجمعنا اليوم إرادة بناتنا وأبنائنا في العيش بسلام في وطنٍ آمن يستوعب طاقاتهم وإبداعهم وأحلامهم. وإنّني على يقين بأنّ في كلّ قصيدة أو رواية وفي كلّ إبداع سنجد قيم المطران سليم غزال وحلمه بوطن تعمّه المحبة والسلام.
وتشرف على المسابقة لجنة تحكيم من أساتذة وفنانين وادباء ستحدد أسماء الفائزين الأوائل في كل فئة، على ان تعلن النتائج وتوزع الجوائز على الفائزين في وقت لاحق من السنة.
النهار