في حين يعاني معظم المؤسسات الرسمية والمرافق العامّة الاهتراء، ما يُعرقل شؤون المواطن اليومية ويجعله يفقد الثقة بجدواها، تحافظ الجامعة اللبنانية على مستوى تعليمي يضاهي الجامعات العريقة في لبنان. وعلى رغم محدودية مواردها المالية وعدم امتلاكها المعدّات التقنية الحديثة، تبقى شهادة الجامعة اللبنانية من أهم الشهادات التعليمية، وجواز سفرٍ إضافياً لحاملها.
من أجل التعريف بالجامعة اللبنانية، تنظم جمعيّة أصدقاء الجامعة اللبنانية (AUlIB)، معرض «الأبواب المفتوحة» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي.
تعريف بالجامعة
يُقام المعرض يومي الخميس والجمعة في 17 و18 آذار الجاري، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً في كلية العلوم-الفرع الثاني في الفنار (مجمّع بيار الجميّل الجامعي). وتشارك فيه حوالى 150 مدرسة وأكثر من 1500 طالب.
يهدف معرض «الأبواب المفتوحة»، الذي يقام للسنة الثانية على التوالي، إلى تعريف الطلّاب الثانويّين الى الجامعة اللبنانيّة، بكلياتها، ومعاهدها، وفروعها، واختصاصاتها، وفرَص العمل التي تُتيحها. فيقوم أساتذة من كل كليّات الجامعة ومعاهدها باستقبال الطلّاب لشَرح الاختصاصات التي يمكنهم الالتحاق بها في الجامعة، مميّزين تلك التي تتطلّب مباراة دخول وتلك المفتوحة.
ويشكّل المعرض مناسبة لتعريف الطلّاب الى المتحف والمختبرات الموجودة في كليّة العلوم الفرع الثاني، والاختصاصات التي ينتسب اليها الطلّاب ويعملون في المختبرات العائدة إليها.
التحضير إلى المباريات
AULIB جمعية لبنانية غير سياسية لا تتوخّى الربح تأسست عام 2012، وتتألف من مجموعة من الجامعيين والاعلاميين الذين التقوا على قضيّة دعم الجامعة اللبنانيّة ومساعدة أساتذتها وطلّابها، من خلال مشاريع مختلفة تساهم في نهضة الجامعة.
ويقول رئيس الجمعية د. أنطوان الصيّاح لـ»الجمهورية»: إنّ «هدف AULIB مساعدة الشباب اللبناني على التطوّر والنجاح وحَضّه على البقاء في لبنان، وتقديم أفضل صورة عن الجامعة للجمهور واللبنانيين».
ويشير إلى أنّ «نشاطات الجمعية متنوّعة، ومنها تحضير الطلّاب لمباريات الدخول إلى الجامعة، ما يرفع من حظوظ نجاحهم وقبولهم، تكريم الطلاب المتفوقين في الجامعة اللبنانية، وتنظيم معرض الأبواب المفتوحة».
فرَص عمل ومجمّعات
ومن مشاريع AULIB: تأمين نقل الطلّاب من أماكن سكنهم الى مراكز الجامعة، تأمين سكن جامعي للطلاب القادمين من أماكن سكن بعيدة عن الجامعة، بناء مجمّعات جامعيّة في المناطق اللبنانيّة كافة، تأمين صندوق تسليف للأساتذة الجدد في الجامعة اللبنانية، تأمين فرص عمل في لبنان للطلّاب المتخرّجين من الجامعة اللبنانية، والعمل على إثراء مكتبات الجامعة بالمصادر والمراجع اللازمة.
ويعتبر د. الصيّاح أنّ «معرض الأبواب المفتوحة يساهم بتوعية التلاميذ وأهلهم، كي لا يتجه الطلاب إلى جامعات لا تتمتّع بمستوى تعليمي جيّد ولا تُعدّل شهادتها، فشهادة الجامعة اللبنانية هي الشهادة الرسمية وتُقبل في جامعات العالم كافة، على رغم أنّ رَسم التسجيل فيها رمزي».
يتّجه الطلاب إلى الجامعات الخاصة هرباً من مباني الجامعة اللبنانية القديمة وغير المتطورة، كما نظراً لعدم امتلاك الجامعة المعدّات والأدوات التعليمية اللازمة. وفي هذا الإطار، اعتبر الصياح أنه «يجب الدخول إلى الجامعة وكافة مؤسسات الدولة والمطالبة بحقوقنا، فلا يجب الاستقالة من الدولة لأنها لكلّ الناس».
وأعلن أنه سيجدّد في كلمته، في افتتاح المعرض، «المطالبة ببناء مجمّعات جامعية للفروع الثانية في الجامعة اللبنانية، كما استحداث مجمّعات جامعية في الشمال والجنوب وفي مختلف المحافظات»، مؤكّداً أنّ «العلم هو أهم استثمار في لبنان».
الجمهورية