يا إلهنا القدير، نسألك أن تنظر بعين العطف إلى عائلتك هذه، و التي ارتضى ربنا يسوع المسيح من أجلها أن يتعرض للخيانة، و يسلم إلى أيدي الأشرار، و يموت على الصليب، هو الذي يحيى و يملك معك و مع الروح القدس، إله واحد، إلى دهر الدهور. آمين.
يا إلهنا الأزلي القدير، يا من يوجّه و يقدّس روحه القدوس الكنيسة كلها، اقبل ابتهالاتنا و صلواتنا التي نقدمها أمامك من أجل جميع أعضاء الكنيسة المقدسة، أن يخدمك كلّ واحد منهم بورع حسب خدمته و دعوته، بربنا و مخلصنا يسوع المسيح. آمين.
يا إلهنا الرحيم، يا من خلقت كلّ البشر، و أنت لا تكره أحداً ممن خلقتهم، و لا تتمنى موت الخاطئ، بل أن يتوب و يحيى، ارحم جميع الذين لا يعرفونك كما أظهرت ذاتك في انجيل ابنك. أخرجهم من حالة الجهل و قساوة القلب و احتقار كلمتك، و أعدهم إلى بيتك، يا إلهنا القدوس، فيكونوا قطيعاً واحداً لراعٍ واحد، و هو يسوع المسيح ربنا، الذي يحيى و يملك معك و مع الروح القدس، إله واحد، إلى دهر الدهور. آمين.
الرسالة
و لأنّ الشريعة ظِلّ الخيرات الآتية، لا جوهر الحقائق ذاتها، فهي لا تقدر بتلك الذباتح نفسها التي يستمر تقديمها سنة بعد سنة أن تجعل الذين يتقربون بها إلى الله كاملين، و إلا لتوقفوا عن تقريبها. فالعابدون، إذا تمّت لهم الطهارة مرة واحدة، زال من ضميرهم الشعور بالخطيئة، في حين أن تلك الذبائح ذكرى للخطايا سنة بعد سنة، لأنّ دم الثيران و التيوس لا يقدر أن يزيل الخطايا. لذلك قال المسيح عند دخوله العالم:” ما أردتَ ذبيحة و لا قرباناً، لكنك هيأتَ لي جسداً، لا بالمحرقات سررتَ و لا بالذبائح كفارة للخطايا. فقلتُ: ها أنا أجيء يا الله لأعمل بمشيئتك، كما هو مكتوب عني في طي الكتاب”. فهو قال أولاً: ” ما أردتَ ذبائح و قرابين و مُحرقات و ذبائح كفارةً للخطايا و لا سررتَ بها”، مع أنّ تقديمها يتمّ حسب الشريعة. ثمّ قال: ” ها أنا أجيء يا الله لأعمل بمشيئتك”، فأبطل الترتيب الأول ليقيم الثاني. و نحن بفضل تلك الإرادة تقدسنا بجسد يسوع المسيح الذي قدمه قرباناً مرة واحدة. و يقف الكاهن اليهودي كلّ يوم فيقوم بالخدمة و يقدّم الذبائح نفسها مرات كثيرة، و هي التي لا تقدر أن تمحو الخطايا. و أمّا المسيح، فقدّم إلى الأبد ذبيحة واحدة كفارة للخطايا، ثمّ جلس عن يمين الله، و هو الآن ينتظر أن يجعل الله أعداءه موطئاً لقدميه، لأنّه بقربان واحد جعل الذين قدّسهم كاملين إلى الأبد. و هذا ما يشهد لنا به الروح القدس أيضاً. فبعد أن قال: ” هذا هو العهد الذي أعاهدكم إياه في الأيام الآتية، يقول الربّ: سأجعل شرائعي في قلوبهم و أكتبها في عقولهم و لن أذكر خطاياهم و آثامهم من بعدُ”. فحيث يكون الصفح عن هذا كله، لا تبقى حاجة إلى قربان من أجل الخطيئة. و نحن واثقون، أيها الإخوة، بأنّ لنا طريقاً إلى قدس الأقداس بدم يسوع، طريقاً جديداً حيّاً فتحه لنا في الحجاب، أي في جسده، و أنّ لنا كاهناً عظيماً في بيت الله، فلنقترب بقلب صادق و إيمان كامل، و قلوبنا مطهّرة من سوء النيّة و أجسادنا مغسولة بماء طاهر، و لنتمسّك بدون انحراف بالرجاء الذي نشهد له، لأنّ الله الذي وعد أمينٌ، و ليهتمّ بعضنا ببعض، متعاونين في المحبة و العمل الصالح، و لا تنقطعوا عن الاجتماع كما اعتاد بعضكم أن يفعل، بل شجعوا بعضكم بعضاً، على قدر ما ترون أن يوم الربّ يقترب.
( رسالة القديس بولس إلى العبرانيين 10 : 1- 25 )
الإنجيل
حينئذ أخذ بيلاطس يسوع و جلده. و ضفر العسكر إكليلاً من شوك و وضعوه على رأسه و ألبسوه ثوباً من أرجوان. و كانوا يقبلون إليه، و يقولون:” السلام يا ملك اليهود” و يلطمونه. فخرج ً بيلاطس أيضاً و قال لهم:” ها أنا أخرجه إليكم لتعلموا أني لا أجد فيه علة”. فخرج يسوع و عليه إكليل الشوك و ثوب الأرجوان، فقال لهم:” هوذا الرجل”. فلمّا رآه رؤساء الكهنة و الخدام، صرخوا قائلين:” اصلبه اصلبه.”. فقال لهم بيلاطس:” خذوه أنتم واصلبوه فإني لا أجد فيه علة”. أجابه اليهود:” إنّ لنا ناموساً، و بحسب ناموسنا هو مستوجب الموت لأنّه جعل نفسه ابن الله. فلمّا سمع بيلاطس هذا الكلام ازداد خوفاً. و دخل أيضاً إلى دار الولاية، و قال ليسوع:” مِن أين أنتَ؟”. فلم يرد يسوع عليه جواباً. فقال له بيلاطس:” ألا تكلّمني؟ أما تعلم أن لي سلطاناً أن اطلقك و لي سلطاناً أن أصلبك.” فأجاب يسوع:” ما كان لك عليّ من سلطان لو لم يُعطَ لك من فوق، من أجل هذا فالذي أسلمني إليك له خطيئة اعظم. و مذ ذاك كان بيلاطس يطلب أن يطلقه، لكنّ اليهود كانوا يصرخون قائلين:” إن أنتَ أطلقته فلستَ محباً لقيصر، لأنّ كلّ من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر.” فلمّا سمع بيلاطس هذا الكلام، أخرج يسوع ثمّ جلس على كرسي القضاء في موضع يقال له ليتستروتس و بالعبرانية جبعتا، و كانت تهيئة الفصح، و كان نحو الساعة السادسة. فقال لليهود:” هوذا ملككم.” أما هم فصرخوا:” ارفعه ارفعه، اصلبه.” فقال لهم بيلاطس:” أأصلب ملككم؟” فأجاب رؤساء الكهنة:” ليس لنا ملك غير قيصر.” حينئذ أسلمه إليهم ليصلبوه، فأخذوا يسوع و مضوا به. فخرج و هو حامل صليبه إلى الموضع المُسمى الجمجمة و بالعبرانية يسمّى الجلجلة، حيث صلبوه و آخرين معه من هنا و من هنا و يسوع في الوسط. و كتب بيلاطس عنواناً، و وضعه على الصليب، و كان المكتوب فيه يسوع الناصري ملك اليهود. و هذا العنوان قرأه كثير من اليهود، لأنّ الموضع الذي صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة، و كان مكتوباً بالعبرانية و اليونانية و اللاتينية. فقال رؤساء الكهنة لبيلاطس:” لا تكتب ملك اليهود بل إنّه قال أنا ملك اليهود.” أجاب بيلاطس:” ما كتبتُ فقد كتبتُ. و إنّ الجند لمّا صلبوا يسوع، أخذوا ثيابه و جعلوها أربعة أقسام، لكلّ جندي قسم، و أخذوا القميص أيضاً، و كان القميص غير مخيطٍ منسوجاً كلّه من فوق. فقالوا فيما بينهم لا نشّقه و لكن لنقترع عليه لمن يكون، ليتّم الكتاب الذي قال، اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي اقترعوا. هذا ما فعله الجند. و كانت واقفة عند صليب يسوع أمّه، و أخت أمّه مريم التي لكلوبا، و مريم المجدلية. فلمّا رأى يسوع أمّه و التلميذ الذي يحبه واقفاً، قال لأمّه:” يا امرأة، هوذا ابنك.” ثمّ قال للتلميذ:” هذه أمّك.” و من تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته. و بعد هذا رأى يسوع أنّ كلّ شيء قد تمّ، فلكي يتمّ الكتاب قال:” أنا عطشان.” و كان إناء موضوعاً مملوءاً خلاّ، فملؤوا اسفنجة من الخل، و وضعوها على زوفى، و أدنوها من فيه. فلمّا أخذ يسوع الخلّ قال:” قد تمّ” و أمال رأسه و أسلم الروح. ثمّ إذ كان يوم التهيئة، فلئلا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأنّ يوم ذلك السبت كان عظيماً، سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سوقهم و يُذهب بهم. فجاء الجند و كسروا ساقي الأول و الآخر الذي صلب معه. و أمّا يسوع فلمّا انتهوا إليه و رأوه قد مات، لم يكسروا ساقيه. لكنّ واحداً من الجند فتح جنبه بحربة، فخرج للوقت دم و ماء. و الذي عاين شهد و شهادته حق و هو يعلم أنّه يقول الحق لتؤمنوا أنتم. لأنّ هذا كان ليتمّ الكتاب إنّه لا يكسر له عظم. و قال أيضاً كتاب آخر سينظرون إلى الذي طعنوا.
( إنجيل يوحنا 19 :1 – 37 )
19 : 17 فخرج و هو حامل صليبه إلى الموضع المُسمى الجمجمة و بالعبرانية يسمّى الجلجلة.
19 : 18 حيث صلبوه و آخرين معه من هنا و من هنا و يسوع في الوسط.
19 : 19 و كتب بيلاطس عنواناً، و وضعه على الصليب، و كان المكتوب فيه يسوع الناصري ملك اليهود.
19 : 20 و هذا العنوان قرأه كثير من اليهود، لأنّ الموضع الذي صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة، و كان مكتوباً بالعبرانية و اليونانية و اللاتينية.
19 : 21 فقال رؤساء الكهنة لبيلاطس:” لا تكتب ملك اليهود بل إنّه قال أنا ملك اليهود.”
19 : 22 أجاب بيلاطس:” ما كتبتُ فقد كتبتُ.
19 : 23 و إنّ الجند لمّا صلبوا يسوع، أخذوا ثيابه و جعلوها أربعة أقسام، لكلّ جندي قسم، و أخذوا القميص أيضاً، و كان القميص غير مخيطٍ منسوجاً كلّه من فوق.
19 : 24 فقالوا فيما بينهم لا نشّقه و لكن لنقترع عليه لمن يكون، ليتّم الكتاب الذي قال، اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي اقترعوا. هذا ما فعله الجند.
19 : 25 و كانت واقفة عند صليب يسوع أمّه، و أخت أمّه مريم التي لكلوبا، و مريم المجدلية.
19 : 26 فلمّا رأى يسوع أمّه و التلميذ الذي يحبه واقفاً، قال لأمّه:” يا امرأة، هوذا ابنك.”
19 : 27 ثمّ قال للتلميذ:” هذه أمّك.” و من تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته.
19 : 28 و بعد هذا رأى يسوع أنّ كلّ شيء قد تمّ، فلكي يتمّ الكتاب قال:” أنا عطشان.”
19 : 29 و كان إناء موضوعاً مملوءاً خلاّ، فملؤوا اسفنجة من الخل، و وضعوها على زوفى، و أدنوها من فيه.
19 : 30 فلمّا أخذ يسوع الخلّ قال:” قد تمّ” و أمال رأسه و أسلم الروح.