في ذلكَ الزَّمان: قال الجَمعُ لِيَسوع: «أَيُّ آيةٍ تَأتينا بِها أَنتَ فنَراها ونَؤمِنَ بكَ؟
آباؤُنا أَكَلوا المَنَّ في البَرِّيَّة. كما وَرَدَ في الكِتاب: «أَعْطاهم خُبزًا مِنَ السَّماءِ لِيأكُلوا».
فقالَ لَهم يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يُعطِكُم موسى خُبزَ السَّماء بل أَبي يُعطيكُم خُبزَ السَّماءِ الحَقّ
لأَنَّ خُبزَ اللهِ هُوَ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماء وَيُعطي الحَياةَ العالَم».
قالوا له: «يا رَبّ، أَعطِنا هذا الخُبزَ دائِمًا أبدًا».
قالَ لَهُم يسوع: «أَنا خُبزُ الحَياة. مَن يُقبِلْ إِليَّ فَلَن يَجوع ومَن يُؤمِنْ بي فلَن يَعطَشَ أبَدًا.
*
موسى أعطى الشعب خبزًا، هو المن؛ يسوع يعطي ذاته، هو الخبز: “خذوا، كلوا منه جميعكم”. خبز موسى كان يكفي نهارًا واحدًا. خبز المسيح هو للحياة الأبدية. مع خبز من هذا النوع العلامة الوحيدة التي يمكننا انتظارها هي أن يلمسنا الحب النابع من هذه العلامة. أي أن نضحي نحن بدورنا مطبوعين ومتطبعين بمشاعر ومواقف الرب. نريد ضمانات لكي نؤمن بالمسيح، ولكن المسيح يقول لنا: “ضمانتكم الوحيدة في هذه الحياة – لا بل للأبد – هي الإيمان بي”. تحدي الإيمان لا يناهض العقل، بل يناهض الخوف: خوف الثقة والتسليم بيد من سلّم ذاته بيدنا في خبز الحياة. عدم الثقة بجنون حبه تجاهنا هو الجنون الأسوأ.
Zenit