افتتح وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور غطاس الخوري فعاليات مهرجان لبنان الوطني للمسرح في دورته الاولى والتي اطلق عليها “دورة انطوان كرباج”، على خشبة مسرح المدينة، في بيروت، في حضورالمدير العام للوزارة الدكتور علي الصمد، ممثل الهيئة العربية للمسرح في امارة الشارقة الفنان غنام غنام، مدير مكتب الوزير صالح فروخ،الفنانة نادرة عمران والفنان فائق الحميصي عضوي مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح، مدير المهرجان رفيق علي احمد واعضاء اللجان التنفيذية والتحكيمية واختيار العروض المسرحية الى جانب حشد كبير من الفنانين والمسرحيين والمخرجين ومحبي المسرح في لبنان.
الخوري
بداية النشيد الوطني ثم كلمة للوزير الخوري قال فيها: “أصبح للبنان، ولأهل المسرح، مهرجان نعم مهرجان وطني لبناني للمسرح، هو الأول بدورته الحالية، وأرجو أن تكون له استمرارية لدورات عديدة لاحقة. لقد تم اختيار مسرحي وفنان ومبدع لبناني، لتكن هذه الدورة باسمه. نعم إنها دورة أنطوان كرباج، والتكريم لأنطوان كرباج هو تكريم لكل فنان لبناني، أعطى من ذاته وجهوده، في سبيل النهضة المسرحية في لبنان”.
ولفت وزير الثقافة الى “إن المهرجان الوطني اللبناني للمسرح، هو وليد اتفاقية تعاون ودعم، في ما بين وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح، التي يرأسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والذي نرسل له من على هذه المنصة، وافر الشكر والتقدير”.
وتمنى النجاح لجميع المشاركين في المرحلة النهائية، معربا عن “تقديره للجهد الذي بذلته اللجنة العليا للاشراف والتنفيذ، وجميع اللجان الفرعية.
وقال: “وبهذه المناسبة، أعلن عن قرار فخامة رئيس الجمهورية، بمنح الفنان أنطوان كرباج “وسام الأرز الوطني برتبة ضابط”، تقديرا لعطاءاته الفنية المميزة. الا انه لدواعي صحية حيث تعذر مجيء الفنان انطوان كرباج لمشاركتنا، سنذهب لاحقا لزيارته في منزله لتقليده الوسام”.
وتلا كلمة الحوري فيلما وثائقيا عن نطوان كرباج ورفيقة دربه الاعلامية المميزة لور غريب.
غنام
والقى كلمة الهيئة العربية للمسرح مسؤول النشر والإعلام في الهيئة الفنان غنام غنام الذي شكر الحضور لتبية الدعوة والمشاركة في هذا الحدث الثقافي وقال: “اسمحوا لي بداية لمنح السيد النبيل المسرح، أن أعبر عن فخري الشديد لمثولي اليوم بينكم، على هذه الخشبة التي وقفت عليها ممثلا قبل حوالي عشرين عاما، وجلست على مقاعد المتفرجين فيها عدة مرات، وها أنا أقف وثالوث الغار يكللني، وجودكم وتمثيلي لبيت المسرحيين العرب جميعا الهيئة العربية للمسرح، والحضور في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، وأنقل لكم تحيات سعادة الأمين العام الكاتب المسرحي الكبير اسماعيل عبد الله، والذي اضطر هو ومسؤول البرمجة والتنظيم الأستاذ الحسن النفالي للتواجد في القاهرة وبنفس المواعيد للقاء معالي وزيرة الثقافة ووضع اللمسات الأخيرة لمهرجان المسرح العربي الذي يعقد دورته الحادية عشرة في العاشر من كانون الثاني المقبل في القاهرة بالتعاون مع وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية بالمسرح في مصر.
واضاف: “قد حملني سعادته تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة، وهو الذي يتابع باهتمام كافة التفاصيل الخاصة بحرص لإنجاح هذا المهرجان، وهو صاحب الصلة الوثيقة بعديد الفعاليات والمؤسسات المسرحية في لبنان ومنها هذا المكان الذي يحتضن فعاليات هذا المهرجان و مؤسسته الفنانة الكبيرة نضال الأشقر.
كما استذكر غنام الممثل يعقوب الشدرواي قائلا: “من هذا المكان، وفي هذه اللحظة، أطلق صوتي مناديا روح المبدع الكبير يعقوب الشدراوي: قم يا يعقوب واشهد بروحك تحقق ما قلته قبل عشر سنوات، في العاشر من كانون الثاني ألفين و ثمانية، في أول احتفال باليوم العربي للمسرح، حينها قلت: رسالتنا أن لا نفقد الشجاعة، وبخاصة بعد أن بتنا نلمس بأن ثمة من انتبه إلى المدماك غير المكتمل، واقبل عليه بانهمام، واصدر توجيهاته بانشاء الهيئة العربية للمسرح. وها هو يقف منتصبا كأرزة أمامنا وأمام الأجيال الطالعة ليقول: “حي على الفلاح”. ها حلمك اليوم هنا، ها هم أبناؤك وزملاؤك قد أذنو للمسرح بميلاد مهرجان لبنان الوطني للمسرح، وها هم يدقون دقاته المقدسات ليبرق للكون ميلاد مساحة جديدة، ساحة ترمح فيها خيول الخيال وتعلو فيها جمل الجمال، ساحة يقف فيها المسرحي اللبناني “يعيد السماء إلى أمها، حين تبكي السماء على أمها”. من هنا نلوح بمناديل الروح لمراكب كانت أول ما مخر البحر لمرافئ جديدة تحط على شواطئها البكر، اللون والحرف وخشب الأرز، ونبيذ الكروم، وقماشا غزلت خيوطه مغازل الأمهات الفنانات.
واعتبر غنام إن هذه المناسبة الفارقة، هي سادسة سبعة الحصاد الأول للمبادرة التاريخية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي كلف من خلالها الهيئة للتعاون مع الجهات المعنية بالمسرح في الدول العربية التي لا ينظم فيها مهرجان وطني للمسرح، فكانت وزارة الثقافة في لبنان والمسرحيون اللبنانيون أنموذجا في الانفتاح والتعاون لإنجاز المهرجان في لبنان، لنكون هنا والآن في حضرة حقيقة شامخة، لافتا الى إن “تنظيم مهرجان لبنان الوطني للمسرح في دورته الأولى، لحدث فارق في المشهد المسرحي اللبناني، ليس من باب أنه يحدث للمرة الأولى ضمن هذه الصيغة من التعاون الوطني بين المؤسسات الرسمية والنقابية في لبنان من ناحية، وليس من باب التعاون بينها وبين مؤسسة عربية هي الهيئة العربية للمسرح، وليس من باب هذه الوشائج المعرفية والفنية التي تربط هذا الحدث بخارطة سبعة مهرجانات عربية ولدت في ذات العام، بل من باب وضع المسرح كقيمة وطنية وقومية وإنسانية عليا، تتجاوز كل الحسابات التي تحاول إخضاع كل مقومات حياتنا وحياة شعوبنا وأوطاننا لها”.
وامل ان تكون هذه لخطوة فاصلة، على اعتبار ما قبل مهرجان لبنان الوطني للمسرح شأن، وما بعده شأن آخر، وليكن المهرجان حصادا حقيقيا لمواسم نتاجكم البهي، وجسر تواصلكم مع المشهد العربي، الذي تعنيه لبنان ويعنيه مسرحها، كما نريده فاتحة لمؤتمرات وندوات وورش نعمل معا على إنجازها”.
وشدد غنام على التعاون لان الهيئة العربية للمسرح تعمل على بناء شراكات لوضع البرامج التي تفضي لتنمية وتطوير المسرح في الوطن العربي، كما حرصت منذ البداية أن تعلن أنها ليست بديلا للمؤسسات الوطنية، لكنها تضع جهودها لتتكامل مع جهود المؤسسات الوطنية وتقف على مسافة واحدة من المسرحيين أفرادا ومؤسسات رسمية وأهلية. إنه المسرح المتفرد بذاته والمكتفي بحنطة أرواح المسرحيين وقودا لناره وأرضا لنمائه وسماء لطموحاته.
وختم بالقول: “وإذا كنا قد طفنا على جوانب عديدة، فإنه ولا بد ختاما، من رفع التحية الواجبة لمعالي وزير الثقافة المقدام الواثق الأستاذغطاس خوري، ومدير المهرجان الفنان الرفيع المقام رفيق علي أحمد وأعضاء اللجنة العليا، ولجنة اختيار العروض، واللجان الفنية، وللمسرحيين الذين سينيرون بمشاعل إبداعهم جنبات المسرح وسماوات أرواحنا.
علي احمد
ونوه مدير المهرجان رفيق علي احمد بالتعاون الذي حصل من جانب الوزير الخوري وشكر اللجان التي شاركت في التنفيذ والاختيار والتحكيم اضافة الى اهمية تسمية الدورة الاولى لمهرجان لبنان الوطني للمسرح بدورة انطوان كرباج الممثل القدير والمميز في كل عمل اسند اليه.
واولى العروض المسرحية ليوم امس كانت “البحر يموت ايضا” كتابة اعداد وإخراج انطوان الأشقر تمثيل انطوان الاشقر ويارا زخور. على ان تقدم عروضا مسرحية يوميا بدءا من الساعة الثامنة ليلا على مسرح المدينة حتى تاريخ 9/12. ويختتم المهرجان عند الساعة الثامنة مساء الاثنين المقبل في 10 الحالي، على خشبة مسرح المدينة لتوزيع الجوائز على الفائزين.
وطنية