تم افتتاح “بيت الفنان حمانا” المقدم بكامل تجهيزاته من الدكتور روبير عيد، في حفل اقيم في حديقة بلدية حمانا، برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري ممثلا بمدير قصر الاونيسكو سليمان الخوري، وفي حضور ممثل السفير الفرنسي برونو فوشيه الملحق الثقافي ايريك لوبا، النائبين فادي الاعور وناجي غاريوس، جان انطون ممثلا حزب “القوات اللبنانية”، رمزي ابو خالد ممثلا حزب “الكتائب اللبنانية”، رئيس بلدية محطة بحمدون اسطا ابو رجيلي، رئيس رابطة مختاري قضاء بعبدا جورج رزق الله، وحشد من الفنانين وفاعليات.
فرحات
بداية، ألقى رئيس بلدية حمانا كلمة قال فيها: “اننا اليوم امام تحد كبير ولا سيما ان العديد من البيوت الثقافية والفنية تتهاوى على وقع ضربات الواقع المرير ومعها تتهاوى الحضارة، رغم ذلك ها نحن اليوم نضع مدماكا جديدا للحضارة، فنحن امام معجزة كيف لا والوطن يرزخ تحت اعباء اقتصادية واجتماعية وامنية. ينبري روبير عيد يستثمر بعيدا عن عالم الاستثمارات المالية والاقتصادية التي تخصص ويبرع فيها مضحيا بماله وجهده ووقته ليبني صرحا ثقافيا فنيا”.
عيد
ثم تحدث عيد، فقال: “محظوظ بيت الفنان انه يفتح ابوابه في هذا اليوم بالذات، حيث النجوم والقمر يتسابقان لاضاءة سمائه، انه مساء نجوم الفن الذين اصبح لديهم بيتا في حمانا، وهي التي الهمت الشاعر لامارتين وستلهم الفنانين”.
واضاف عيد: “محظوظ انا شخصيا ان حلمي الصغير بدأ يتحقق.. حلمت ان الفن جامع وكم نحن بحاجة له في زمن العمق والتعصب”.
الجابر
واقترح رجل الاعمال السعودي عبد اللطيف الجابر ان يسمى هذا البيت باسم الرجل الذي بذل المال والجهد من اجله، “بيت الدكتور روبير عيد للفن”، داعيا رئيس واعضاء “البنك العربي الوطني” ان يشاركوا بمساهمة متواضعة لوضع لوحة تذكارية تحمل صورة للدكتور عيد واعماله من النحاس الخالص تقدم هوية رمزية من البنك.
مجموعة كهربا
وتحدث، باسم “مجموعة كهربا”، كل من اورليان الزوقي وجوليان عرب، وقال الزوقي: “مع هذا الانجاز ينطلق بيت الفنان وتكبر المسؤولية، نراهن على الثقافة والفن كمكونين اساسيين لبناء مجتمع أفضل. بيت الفنان حمانا سيقدم عروضا فنية ونشاطات ثقافية صيفا وشتاء على مدار العام”.
ابو فرحات
وشكرت الفنانة ندى أبو فرحات كلمة شكرت فيها عيد على “هذا الحلم، الذي هو حلم كل فنان وممثل ومخرج وكاتب”.
عساف
كما تحدث الفنان روجيه عساف، فقال: “انا معجب جدا بهذا المشروع واتمنى له النجاح”.
وحيا “مجموعة كهربا”، وقال: “هذه المجموعة من الشباب النشيطين الذين نحن اليوم بأمس الحاجة الى نشاطاتكم الحيوية. ارحب بمبادرتكم ودعوتكم الى تلقي وادراك الرغبات البسيطة التي تبزغ بعيدا عن الانتماءات الحزبية والطائفية”.
لوبا
وألقى لوبا كلمة السفير الفرنسي، فقال: “عندما ذهب الدكتور روبير عيد الى السفارة الفرنسية لطرح هذا المشروع قمنا بتوجيهه الى “مجموعة كهربا” التي هي شريك مؤسس وشريك فني. انهم رعاة “بيت الفنان حمانا”. في العام الماضي عند تم وضع حجر الاساس لهذا المشروع كانت السفارة داعمة لمشاريع “مجموعة كهربا”، وقلنا للدكتور عيد عندما توجه الى السفارة اننا “صلة وصل” بينه وبين المجموعة من اجل لانشاء هذا البيت الذي هو حاجة فنية ثقافية للمنطقة”.
ونوه لوبا ب”التعاون مع بلدية حمانا و”مجموعة كهربا” التي قدمت لها التسهيلات والامكانات لانجاح هذا المشروع الكبير والمميز”، كما شكر عيد على تقديماته وعطاءاته.
وزير الثقافة
والقى سليمان الخوري كلمة وزير الثقافة، فقال: “شرفني معالي الوزير غطاس خوري بتمثيله في هذا الاحتفال الثقافي البهي، وحملني التحية والتقدير لجميع القيمين عليه، منوها بما يحمل من ابعاد فنية تواكب الخطة الخمسية للنهوض الثقافي في لبنان التي تم اطلاقها اوائل حزيران الماضي”.
اضاف: “نرى ان تضافر جهود بلدية حمانا برئاسة الاستاذ بشير فرحات كمؤسسة مسؤولة عن رعاية ورفاهية اهلها وسكانها مع مبادرة واندفاعة المجتمع الاهلي بمساريه الافرادي والجماعي، اعني الدكتور روبير عيد، بالتعاون مع “مجموعة كهربا” حيث تتلاقى مناقبية المسؤولية مع نفحة الخير المعطاءة وعزيمة الهمة”.
وتابع: “في احتفالنا اليوم يظهر هذا التلاقي والتفاعل المنسجمين المعطوفين على توق وشغف اكيدين ثابتين لاقامة صرح ثقافي راق يليق بأهل حمانا الذين طالما نبغوا وبرزوا في ميادين العطاء الفكري الابداعي على مستوياته كافة، الشفافية والفنية والعلمية والاقتصادية والسياسية، فكان “بيت الفنان”. وكم هي عبرة هذه التسمية بهاتين الكلمتين، البيت هو الهيكل المشكل الموئل بحنينه وحميمه. الفنان هو ذاك القامة المهابة المتسمة بالرهافة والمتصفة بالرؤية والرؤيا، والذي يحمل النفس الروحاني الذي يسمو فينا الى حلم الخيالات والجماليات واللامتاهيات، فيكون هيكل الجماليات في بلدة الجمال حمانا. والجمال نبراس حمانا نحو الكمال وسمة هذه البيئة سواء بطبيعتها الساحرة السارحة صوب الفرح، ام بأهلها المفعمين بالفن والذين يزركشون بعبقة اي مهنة مولجين بها”.
واشار الخوري الى أهمية بيت الفنان، فقال: “انه المكان المفتوح على مصراعيه كهبة لكل ذوي موهبة بحيث يكون كالمحبسة للناسك والاماكن العذراء للمستكشف والمختبرات الطموحة للعالم، فهنا في هذا البيت تدور اعمال الفكر والعقل والغوص في عالم الابتكارات والابداعات في مختلف الوان الفنون كتلك المتعلقة بالريشة واللون والازميل او المتصلة بالنوتة او الغارقة من معجن المسرح، بحيث بشكل هذا البيت نقطة جذب واستقطاب لاهل حمانا والجوار تتمحور فيها الحركة الثقافية، اذ اريد لهذا البيت ان يكون خميرة تعجن منها الفنون ليستطيبها المتذوقون”.
وختم الخوري: “بورك هذا المعلم الثقافي، يخدم أهل الفن ومعشر الفنانين في هذه المنطقة العزيزة ولبناننا الحبيب، وبالتالي الحضارة الانسانية، وجعل الله من غيرة من بادر الى اقامة هذا الصرح الثقافي “بيت الفنان في حمانا” مثالا يحتذى في ارجاء لبنان”.
بعد ذلك جرى عرض فيلم وثقافي عن “بيت الفنان حمانا” ثم قدمت فرقة خوان كارلوس كراسكو للتانغو حفلا موسيقيا راقصا. واختتم الحفل بقص شريط الافتتاح وجولة من البيت وعشاء للمدعوين.
وطنية