وقع الخوري يوحنا مراد كتابه “تنورين اعلام ومعالم كنسية” في قاعة القصر البلدي في تنورين في حضور فاعليات ومهتمين.
مطر
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، وقدمت الاحتفال المربية الشاعرة نجاة مطر ورسخت في كلمتها بعض من بصمات المؤلف حول الوفاء والرسالة، وقالت :” تنورين بلدة ترقى إلى عهد الصلابة وتسوية الأرض. ألف أهلها الصقيع وغضب العاصفة، صنعوا الحياة بدل أن تصنعهم، فخلت لهم الحياة بصماتهم. أنشدوا صلواتهم التي رددتها الأودية ورفعتها بخورا إلى الخالق. في هذه الأجواء نشأت الدعوات المتنوعة، وخطى الحرف نحو الكلمة. الكلمة البدء، والحق، والخلاص والرجاء”.
اضافت:” الخوري يوحنا مراد في كتابه “تنورين أعلام ومعالم كنسية 1600- “2016، عرف كنز تنورين، عمل خلال عشرين عاما ما لم تنجزه وزارات ومؤسسات، فغدا كتابه عربون وفاء، لمن رسخوا أرضنا في السماء، كذلك بات ضرورة لكل العائلات ولكل باحث… ولأجل هذا الحدث الذي إختصر تاريخ تنورين الكنسي، رسالة وكلمة، إلتأمت هذه الكوكبة من أهل الرسالة والفكر والقلم”.
رعيدي
أما عميد كلية الفلسفة في جامعة الروح القدس الكسليك الأب جان رعيدي، فقال: “أشكر ربي وإلهي وهو كل الحب والجمال، زاد على جمال طبيعة تنورين، جمالا من جماله الداخلي، ونقاوة من نقاوة روحه. لقد جمل الله ضيعتنا بأبهى وأقدس الجمالات الروحية، فقد سكبها في قلوب أبناء وبنات عائلاتها الكريمة كلها. تنورين هي مساحة حياة إلهية وإنسانية. هذا ما كشفه الخوري يوحنا مراد في كتابه، الذي يروي فيه قصة العشق الكبير المحمول في قلوب مكرسين ومكرسات من تنورين أحبوا المسيح فوق كل شيء”.
أضاف:” هؤلاء الأبطال، وقد تفوقوا في عيشهم الأمانة الكاملة لدعوتهم الرهبانية، ما تركوا فضيلة روحية إلا وعاشوها بصدق كبير. لا شك في أن وجوه الكثيرين منه عبرت، ولكنها حاضرة أبدا في ذاكرتنا الروحية ووجداننا الحي. هي تسكن عمق الحياة التي تحملنا في حاضرها الأبدي وتجعل منا على كثرتنا نسيجا واحدا في جسدها اللامنظور”.
طربيه
وورد في كلمة الأخت سيدة طربيه، من راهبات القديسة تريزيا طفل يسوع المارونيات، المرأة المكرسة على صورة مريم أم الرب ، التي بخدمتها تبلسم الآلام وتضمد الجراحات وقالت: “جاءنا حضرة الخوري يوحنا مراد بكتابه هذا ليزيل غبار الأيام، ويكشف للعيان معالم بلدتي تنورين، وأعلامها، الذين بنفح طيبهم عطروا الكتابة، فظهرت وجوههم اللامرئية متجلية آسرة. أتوقف بكلمتي عن المرأة الراهبة الناذرة على مثال مريم أم الله”.
اضافت :”لم تبخل عائلات تنورين ببناتها، فهي إلى الآن، أعطت لمختلف الرهبانيات النسائية، ثماني وستين راهبة، رافقنا نشأة الحياة الرهبانية الجماعية في لبنان، منذ سنة 1730، فكانت من ثمراتها الأخت لوسيا أبو مراد، ومسيرة العطاء مستمرة إلى اليوم، وستبقى إلى الغد”.
تابعت:” لفتتني سيرة حياة الراهبات اللواتي خرجن من رحم تنورين، إلى بقاع غريبة ونائية، وعملن في خضم الحياة ووجعها، فكن البلسم والدواء والطيب للمجروح والمتألم”.
نخول
وعبر الدكتور جان نخول، أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، كلية الآداب والعلوم الانسانية بموضوعية حول منهجية الكتاب ومضمونه، وقال: “الأب مراد رجل في وقت أصبح الوفاء عملة نادرة، لانه وجه شكرا لمن قدم له حرفا يغني كتابه. كتابه لا مثيل له في لبنان، بالمحتوى والدقة العلمية، والشمول. كان من الأفضل لو كان العنوان، “أعلام دينية ومعالم كنسية”، لأن عبارة أعلام تنطبق على الاشخاص علمانيين كانوا أم من الإكليروس. الصورة في الكتاب معبرة تحمل أسماء وتواريخ، الأخطاء المطبعية واللغوية قليلة جدا، هذا ما لا نجده في كتب أخرى. هناك 54 جدولا لرجال الدين، لم أجد مثل ذلك في كتب أخرى، و 52 وثيقة كنت أتمنى وضعها حسب الترتيب الزمني”.
وأضاف: “لفتني أن هناك أسرا كثيرة تكرس من أبنائها أكثر من شخص، راهبين، راهب وخوري، راهب وراهبة، وأن الكثير منهم يحمل شهادة الدكتوراه في اختصاصات متعددة. هناك كهنة ورهبان مذكورين في الكتاب، مثل الأب ميخائيل غوش، والخوراسقف يوسف داغر، والخوري نعمة الله كرم، أشجعك أن تحضر كتاب عن كل منهم، لأن هناك وثائق تساعد على الكتابة عنهم”.
يوسف
بدوره، تغنى نائب رئيس بلدية تنورين سامي يوسف، بالإرث الثقافي والعمق التاريخي لكتاب المؤلف، فقال: “منذ حوالى الشهر، وقع الشدياق يوسف فاضل، ديوانه البكر، (مصرع الآلهة) في هذه القاعة. واليوم، لقاء جديد، مع الخوري يوحنا مراد، لتوقيع كتابه “تنورين أعلام ومعالم كنسية”.
وأضاف: “إن هذا لدليل على أن الانتاج الأدبي والفكري في تنورين بألف خير. فقد صدر خلال الفترة نفسها الجزء الخامس والعشرون من سلسلة ندوات الملتقى الثقافي للحوار اللبناني العالمي للبروفسور جورج طربيه، وقعه في قاعة محاضرات الجامعة اللبنانية، والجزء الرابع من مجموعة ” أيها الأصدقاء من القلب إلى القلب” للأديب الدكتور سهيل مطر، الذي وقعه في معرض كتاب الحركة الثقافية في إنطلياس”.
وتابع: “غاص الخوري يوحنا في أعماق الزمن، تجول في 400 سنة من الماضي، باحثا في أرشيف البطريركية المارونية، وأدراج أرشيف الأديرة الرهبانية، ماسحا الغبار عن الوثائق التاريخية والمراسلات. إن كتاب “تنورين أعلام ومعالم كنسية”، يشبه متحفا تاريخيا، إنه نسخة عن اللوفر الفرنسي. جمعت فيه كنوز إنسانية تعبق منها رائحة البخور وتمتمات الصلاة، وسبعة وخمسين معلما كنسيا، سبعة عشرة منها للسيدة العذراء، أعاد الخوري يوحنا صقلها وإبراز هويتها التاريخية والجمالية. إنه كتاب مرجعي يمكن الإستعانة به عند كل حين”.
مراد
وختم الاحتفال بكلمة المؤلف الخوري يوحنا مراد الذي سما بكلامه، فربط حبر الأرض بأجنحة خفية تعلو بنا نحو دروب السموات: “الله يقدس ترابك وناسك يا تنورين!
وقال: “ارجو أن يساهم كتابي، في عودة كل منا إلى ينابيع الإنجيل المقدس، وإلى الجذور الروحية والكنسية، التي استقى منها أجدادنا وآباؤنا القديسون. وأن تكون حياة من سردت سيرتهم، دليلا على درب الملكوت، والأديار والمحابس والكنائس الوارد ذكرها، واحات روحية، يقصدها كل منا للصلاة والتأمل والتجدد الروحي”.
أضاف: “أرجو، أن تحتضن مكتبة كل أسرة من أسر تنورين هذا الكتاب، لانه يشكل مصباحا يضيء على تاريخ مجيد من الإيمان والمحبة والرجاء، عاشته أسرنا التنورية، ويشكل نداء لكل أسرة من أسرنا اليوم، كي لا تبخل على الرب يسوع بأبناء وبنات يكرسون حياتهم في الدعوة الرهبانية والكهنوتية وسائر الدعوات المكرسة، على مختلف أنماطها”.
وتابع: “أشكر رئيس وأعضاء المجلس بلدية تنورين، على تشريعهم لي أبواب القصر البلدي، وأسأل الرب الإله، أن يبارك هذا الصرح، ويوسع فيه مكانا فسيحا لاستضافة الكتاب، وعشاق الثقافة والمعرفة. الشكر الخاص للمتكلمين، الذين قدموا وقتهم وفكرهم، وأتحفوني وكتابي بكلمات تفوق الاستحقاق”.
وختم: “أيها الحضور الكرام، أبناء تنورين المحبوبة من الله، وبناتها، جميعكم أهلي وإخوتي وأخواتي، أشكركم لأنكم، بحضوركم، حولتم حفل توقيع كتابي عنصرة لقاء لإخوة وأخوات أحباء. ومعا، نتابع صلاة رفعها وما زال يرفعها المكرسون من أبناء تنورين، الله يقدس ترابك وناسك يا تنورين”.
وطنية