بتاريخ 8 كانون الثاني، اجتمع كاثوليك جنوب جزيرة العرب في أبو ظبي للاحتفال بسيامة كاهنين من الفرنسيسكان الكبوشيّين على يد النائب الرسولي في الجزيرة العربية الأسقف بول هيندر. وبحسب مقال أنطونيو أنوب غونسالفز الذي نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، فإنّ سيامة الأب داريك بول ديسوزا والأب أرون راج مانويل تمّت خلال ذبيحة إلهيّة في كاتدرائيّة القدّيس يوسف في عاصمة الإمارات العربيّة المتّحدة، شارك فيها الأب جوزف بي أسقف أبرشيّة الثالوث الأقدس للكبوشيّين، والأب جون باتيست نائب أسقف أبرشيّة القدّيس فرنسيس الأسيزي والأب تروي ديلا سانتوس النائب الأسقفي العام للنيابة الرسوليّة في الجزيرة العربية مع العديد من الكهنة، وبحضور أكثر من أربعة آلاف مؤمن. ومن الجدير بالذكر هنا أنّ النيابة الرسوليّة في الجزيرة العربية تخدم أكثر من مليونَي كاثوليكي يقيمون في الإمارات العربية المتّحدة وسلطنة عُمان واليمن. وبعد القدّاس، اجتمع الحاضرون لمشاهدة شريط حول رحلة الكاهنين الجديدين نحو الكهنوت، بالإضافة إلى عرض مسرحيّ صغير.
أمّا فيما يختصّ بالكاهنين، فقد وُلد الأب ديسوزا في قرية شيرفا التابعة لولاية كارناتاكا الهنديّة، فيما وُلد الأب مانويل في ولاية كيرالا الهنديّة أيضاً. ترعرع كلاهما في الإمارات العربية المتّحدة بعد أن هاجر ذويهما، فكان الأب ديسوزا في إمارة دبي فيما الأب مانويل كان في أبو ظبي (حيث بدأ بدراسة الطبّ ثمّ التحق بمعهد اللاهوت). وقد رُسم الأب ديسوزا كاهناً على أبرشيّة الثالوث الأقدس في كارناتاكا، ومانويل على أبرشيّة القدّيس فرنسيس في كيرالا، مع الإشارة إلى أنّ الأبرشيّتين تابعتان للكبوشيّين.
من ناحيته، شكّل الأسقف هيندر عاملاً أساسيّاً في مساعدة الشابّين ليميّزا دعوتيهما. وقد تكلّم في عظته خلال القدّاس عن مدى ملاءمة السيامة مع الاحتفال بعماد سيّدنا يسوع المسيح. “اليوم، ستنفتح السماء مجدّداً وسينزل روح الله ويُثبّت رسالتكما ككاهنين”. ثمّ حثّ الكاهنين الجديدين على “ممارسة كلمة الله على أكمل وجه وبكلّ حكمة”، كما على التبشير بالإنجيل وبالإيمان الكاثوليكي قائلاً: “عندما تنشران الكلمة، فأنتما لا تمثّلان نفسَيكما، بل تتيحان بالمجال للرب الذي هو العامل الحقيقي في المناداة بالإنجيل”.
ثمّ أشار الأسقف، ودائماً بحسب مقال أنطونيو أنوب غونسالفز الذي نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، إلى أنّ الكهنة ليسوا مجرّد “موظّفين في المؤسّسات الكنسيّة، بل هم شهود وخدّام تمّ إرسالهم ليمنحوا أسرار المسيح لإخوتنا وأخواتنا”. وبعدها، نصح الكاهنين بتفادي السقوط في الروتين الآليّ قائلاً: “فلتجدّدا على الدوام الحبّ المميّز الذي يظهره يسوع لكما. لذا، عليكما أن تتّحدا يوميّاً وعن كثب بالمسيح… خذا كلّ يوم وقتكما للصلاة الشخصيّة، وإيّاكما أن تظنّا أنّ الوقت الذي أمضيتماه في الصلاة هو وقت ضائع أو مهدور بلا فائدة”. كما ونبّههما ألّا يسعيا يوماً خلف المال، خاصّة بصفتهما كبّوشيّين. “احذرا كرم الناس الذي قد يشكّل تجربة، وكونا إلى جانب الفقراء والمعوزين وأظهرا لهم تضامنكما معهم. تذكّرا يسوع الذي لم يخجل من ملازمة الخطأة ولا من شفاء المرضى أو مساعدة المضطهدين”.
وختم الأسقف هيندر بتذكير الشّابين بقاعدة القدّيس فرنسيس الأسيزي، الذي قال إنّه على الإخوة أن يبتهجوا عندما يعيشون بين مَن يُعتبرون أقلّ قيمة من الآخرين، أي بين الفقراء والمرضى والبرص، ومن يقفون متسوّلين على قارعة الطريق!
زينيت