في ذلكَ الزَّمان: كانَ يوحَنَّا في الغَدِ أَيضًا قائِمًا هُناكَ، ومَعَه اثْنانِ مِن تَلاميذِه.
فنَظَرَ إِلى يَسوعَ وهو سائرٌ وقال: «هُوَذا حَمَلُ الله!»
فسَمِعَ التِّلْميذانِ كَلامَه فتَبِعا يسوع.
فَالتَفَتَ يسوعُ فرآهُما يَتبَعانِه فقالَ لَهما: «ماذا تُريدان؟» قالا له: «راِّبي (أَي يا مُعلِّم) أَينَ تُقيم؟»
فقالَ لَهما: «هَلُمَّا فَانظُرا!» فَذَهَبا ونظَرا أَينَ يُقيم، فأَقاما عِندَه ذلك اليَوم، وكانَتِ السَّاعَةُ نَحوَ الرَّابِعَةِ بَعدَ الظُّهْر.
وكانَ أَندرَاوُس أَخو سِمْعانَ بُطُرس أَحَدَ اللَّذَينِ. سَمِعا كَلامَ يوحَنَّا فَتبِعا يسوع.
ولَقِيَ أَوَّلاً أَخاهُ سِمْعان فقالَ له: «وَجَدْنا المَشيح» ومَعناهُ المسيح.
وجاءَ بِه إِلى يَسوعَ فَنَظَرَ إِلَيه يسوعُ وقال: «أَنتَ سِمْعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا»، أَي صَخرًا.
*
بينما تُقدّم الأناجيل الإزائية (متى، مرقس ولوقا) دعوة في إطار جعل المدعويين، صيادي السمك، صيادي بشر… يتحدث إنجيل يوحنا عن الدعوة، كدعوة إلى “نظر” جديد وإلى “إقامة” مع يسوع.
هذا وإن سؤال التلميذين: “رابي، أين تُقيم؟”، ليس مجرد سؤال عن ’عنوان‘ منزل يسوع، بل هو سؤال عن الإقامة الوجودية. وكأني بهما يسألان: ’يا رب، أين محور حياتك؟ كيف تعيش؟ لقد قال لنا يوحنا أنك حمل الله، ما معنى ذلك؟‘.
لا عجب إذاً أن السؤال هو في صيغة الحاضر. حاضر التلميذين، حاضر كل التلاميذ… حاضرنا نحن.
والإنجيل غني بالنظرات أيضًا. فيوحنا ينظر إلى يسوع ويتعرف إليه. ويسوع ينظر إلى التلميذين ويبدأ بالحوار معهما ويدعوهما لكي يأتيا وينظرا حياته و ’مقامه‘. وأخيرًا، ينظر يسوع إلى سمعان، ويبدأ تحويل حياته بدءًا بتغيير اسمه.
زينيت