افتتحت كلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف سلسلة محاضرات “ثلاثاء الكلية” في مسرح بيار أبو خاطر، حرم العلوم الإنسانية، طريق الشام.
وحل الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية الأب داني يونس ضيفا في اللقاء الأول، وحملت محاضرته عنوان: “التربية الإغناطية وحياة الكنيسة”، حضرها أكاديميون ورجال دين وضيوف وطلاب الكلية من مختلف الاختصاصات.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني ، ثم تحدث الأب روني الجميل اليسوعي فرحب بالحضور في هذه السنة الدراسية الجديدة، كما رحب بالضيف معرفا عنه وعن نشاطاته من خلال موقعه كرئيس إقليمي للرهبنة وكواحد من أبرز المتخصصين في الرياضات الروحية الإغناطية.
ثم ألقى عميد كلية العلوم الدينية مارك تشيشلك اليسوعي كلمة رحب فيها بالحضور وبالمحاضر، شارحا أسباب اختيار التربية الإغناطية موضوعا لمحاضرات “ثلاثاء الكلية” لهذا العام الجديد، لأن جامعة القديس يوسف تعول على المنحى الروحي من جهة، ومن جهة ثانية إن التحولات الاجتماعية والثقافية والدينية تؤثر على احتياجاتنا وعلى تطلعاتنا، ما يستوجب منا الارتكاز على هويتنا وعلى كل ما يؤثر فيها، كما قال.
وأشار الأب العميد إلى أن “في أيامنا هذه لا بد من الإثبات وبشكل مستمر بأننا نتمتع بالاحترافية والكفاءة”، مؤكدا أن “علينا العمل بكفاءة وإنسانية مستلهمين مثال السامري الصالح”.
بعد كلمة العميد أعطى الأب الجميل الكلام للمحاضر الذي استهل محاضرته بتوجيه شكره العميق إلى جامعة القديس يوسف وإلى عميد الكلية وفريق عمله وكل القيمين على “ثلاثاء الكلية”.
استهل الأب يونس محاضرته بملاحظات تمهيدية شرح فيها التربية الإغناطية والنهج الذي وضعه القديس إغناطيوس دو لويولا مبينًا الفرق بين تعبيرَيْ “إغناطي” و”يسوعي” لا سيما أن خبرة القديس أوسع بكثير من خبرة الرهبنة.
وتحدث عن رياضات القديس إغناطيوس وأهمية التمييز الروحي، فالقديس، بحسب المحاضر، لم ينشئ نظاما تربويا بالمعنى السائد في أيامنا هذه، أي مدرسة أو جامعة، أسس لها وهي كلمة استعملها القديس ورفاقه، وحملت (كلمة “التربية”) معنى النهج في مرات كثيرة.
توقف الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية على نقاط أربع خلال كلامه، بادئًا بـ”مفارقة تأسيسية” في التربية الإغناطية معتبرا أن “القيمة الأكثر تدينا والقيمة الأكثر علمانية تصبحان واحدة”، فالحد الفاصل بين الديني والدنيوي يسقط، مبينا ذلك من خلال شرحه لشعار الرهبنة “لمجد الله الأعظم” موضحا أن الأصح القول “لمجد أعظم لله”.
أضاف: “الرهبنة اختارت هذا الشعار لأن القديس إغناطيوس غالبا ما استعمله في رسائله وفي نصوص القوانين التأسيسية، واعتبره الأب يونس بمثابة “إعلان نية أي أن الرهبنة تأسست لتمجيد الله تمجيدا أوفر، وهذا ما أصبح لاحقا معيارا للتمييز ومعيارا لعيش الرسالة”.
وتابع يقول: “فالمجد هو الجانب المنظور لما هو غير منظور… ومجد الله الأعظم مرتبط دائما بخير النفوس”.
وذكر يونس أن “هذه التربية تركز بشكل أساسي على الخبرة الشخصية والخاصة لعمل الخالق. فالتربية الإغناطية هي تربية على القرار وتؤدي دائما إلى القرار، إلى تغيير الأشخاص وتحولهم”.
وتناول الملامح التي تعرفنا على التربية الإغناطية متوقفا على نقاط عدة منها: التركيز على الخبرة الملموسة، إعادة قراءة الخبرة ومصادر التعلم، عن طريق التمارين، في الحوار بين العالمي والخاص”.
ثم انتقل للكلام على التربية الإغناطية في الكنيسة مشيرا إلى أن حال الكنيسة اليوم يشبه إلى حد بعيد ما كانت عليه الحال في زمن القديس إغناطيوس، متحدثا عن ضرورة الإصلاح للبقاء، مبينا وبطريقة عملية كيف يمكن للتربية الإغناطية أن تؤثر بطريقة ملموسة في حياة الكنيسة وذلك من خلال: راعوية الدعوة أو الرسالة، ومن خلال الخطاب الإيماني، منبها إلى أن وجود موضوعات متنوعة لتأثير هذه التربية في حياة الكنيسة لم يتطرق إليها تاركا الغوص فيها للمحاضرين الذين سيعتلون منبر “ثلاثاء الكلية” بالتتابع من خلال الموضوع العام حول التربية الإغناطية”.
وفي الختام رد المحاضر على أسئلة طرحها الحضور، قبل أن يشاركوا في كوكتيل أقيم للمناسبة.
وطنية