شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الرئيس عون شارك في قداس عيد مار شربل في عنايا بعد غياب 3 سنوات الراعي: يرجوكم اللبنانيون تصويب مسار عودة النازحين الأكيدة إلى بلدهم
الرئيس عون شارك في قداس عيد مار شربل في عنايا بعد غياب 3 سنوات الراعي: يرجوكم اللبنانيون تصويب مسار عودة النازحين الأكيدة إلى بلدهم
مار شربل - عنايا

الرئيس عون شارك في قداس عيد مار شربل في عنايا بعد غياب 3 سنوات الراعي: يرجوكم اللبنانيون تصويب مسار عودة النازحين الأكيدة إلى بلدهم

بعد غياب دام ثلاثة أعوام بسبب الفراغ الرئاسي، شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون في القداس الاحتفالي الذي أقيم قبل ظهر اليوم لمناسبة عيد القديس شربل، وترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في دير مار مارون عنايا، عاونه فيه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس الدير الأباتي طنوس نعمة والأب ميلاد طربية وخدمته جوقة الصوت العتيق.

وكان رئيس الجمهورية لدى وصوله الى دير عنايا عزفت له موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني، عرض بعد ذلك ثلة من لواء الحرس الجمهوري التي أدت له التحية.
وفي نهاية العرض استقبل رئيس الدير الأباتي طنوس نعمة رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى التي انضمت اليه وتوجه الجميع الى الكنيسة وسط تصفيق المواطنين الذين احتشدوا في الساحات الخارجية للدير وداخل الكنيسة وعند مدخلها.

وحضر القداس الرئيس ميشال سليمان وعقيلته وفاء، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعقيلته شنتال، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول ، وزيرة السياحة الاردنية لينا عناب، السفير البابوي المونسنيور غابريالي كاتشا ، نواب قضاء حبيل وليد الخوري سيمون ابي رميا وعباس هاشم ، رئيس مجلس الشيوخ في ولاية نيونساوث وايلز الاوسترالية جان عجاقة اضافة الى عائلة الرئيس عون المستشارة الرئيسية السيدة ميراي عون الهاشم وزوجها روي الهاشم ، المساعدة الخاصة للرئيس السيدة كلودين عون روكز وزوجها العميد المتقاعد شامل روكز .

وحضر المطرانان انطوان طربية وحنا علوان ومجلس المدبرين في الرهبانية اللبنانية المارونية ولفيف من الاباء ، وحضر من القادة العسكريين قائد الجيش العماد جوزف عون وعقيلته ،المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ، قائد الدرك العميد جوزف الحلو ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور وقائد منطقة جبل لبنان لقوى الامن الداخلي العميد جهاد حويك، وقائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي ورئيس فرع المخابرات في جبل لبنان العميد كليمان سعد.

وحضر القداس ايضا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وكبار الموظفين في الرئاسة والمدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار وسفير لبنان لدى الاونيسكو الدكتور خليل كرم وقائمقام جبيل نجوى سويدان فرح وفاعليات سياسية وقضائية واجتماعية ونقابية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير واعضاء المجالس البلدية والاختيارية وحشد من المؤمنين .

العظة
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم” (متى 13: 43)، استهلها بالترحيب برئيس الجمهورية واللبنانية الاولى، راجيا أن يكون عهد الرئاسة طويلا وناجحا وسلاميا، سائلا قديس لبنان أن يستمد من الله للرئيس عون كمال الحكمة والقوة لحسن تدبير شؤون البلاد، وقال: “فخامة الرئيس ، يسعدني أن أحييكم وأهنئكم بعيد القديس شربل، بالأصالة عن نفسي وباسم سيادة السفير البابوي وسيادة راعي الأبرشية وقدس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، والآباء المدبرين العامين، والأباتي رئيس الدير وجمهوره، والآباء الكهنة الجدد الخمسة المحتفلين معا، وهذا الجمهور من الرسميين والمؤمنين، وبينهم السيدة لينا عناب، وزيرة السياحة الأردنية مع مدير عام هيئة تنشيط السياحة، والمدير المسؤول عن السياحة الداخلية، وهم في زيارة سياحية خاصة إلى لبنان. ويطيب لنا أن نحتفل مع فخامتكم بعيد القديس شربل، ونحن قرب ضريحه المقدس في هذا الدير المبارك الذي عاش فيه ست عشرة سنة، قبل أن ينتقل عام 1875 إلى محبسة مار بطرس وبولس على تلة عنايا حيث قضى ثلاثا وعشرين سنة في التقشف والتأمل والعزلة، بعيدا عن كل الناس وحاملا الجميع في صلاته واتحاده الكامل مع الله، حتى وفاته بعمر سبعين سنة، ليلة عيد ميلاد ابن الله على أرضنا في 24 كانون الأول 1898. فإذا بالنور المشع من قبره، طيلة الأسبوع الأول، الذي رآه أهل القرية في كل ليلة، كان العلامة الناطقة لتحقيق كلام المسيح الرب في شخصه: “حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم” (متى 13: 43).

أضاف: “لقد كان نوره متلألئا في داخله، معروفا من الله، ومحجوبا عن عيون البشر، تماما كالمسيح الإله، الذي كان في آن: في السماء مشعا في مجد ألوهيته، وعلى الأرض محتجبا وراء أغشية بشريته. وما يزال إلى الأبد مشعا بملكوته على عرش السماء، ومحتجبا تحت شكلي الخبز والخمر في سر القربان. في كنيسة الأرض، القديس شربل يكرم على المذابح وفي المزارات والبيوت، وفي كنيسة السماء، يتلألأ بين القديسين كالشمس في ملكوت الآب”.

وتابع: “هذا التلألؤ هو انعكاس لنور المسيح الذي قال عن نفسه: “أنا نور العالم” (يو9: 5). لكنه يريد أن ينعكس نوره في كل شخص من خلال أعماله الصالحة، موصيا: “فليضىء نوركم أمام الناس، ليروا أعمالك الحسنة، ويباركوا أباكم الذي في السماء” (متى 5: 16). هنا تكمن قيمة الحياة والمسؤولية التي يحملها كل واحد وواحدة منا. والمسيح يؤيدنا بنوره الساطع فلا تتغلب علينا ظلمة الشر والباطل، ولا ظلمة الأنانية والمصالح الخاصة والفئوية، ولا ظلمة الحقد والنزاع”.

وقال: ” شئتم، فخامة الرئيس، أن تشاركوا في هذه الليتورجيا الإلهية، إكراما للقديس شربل في عيده، وأنتم في بدايات السنة الأولى من عهدكم الرئاسي الذي نرجوه طويلا وناجحا وسلاميا. فإنا معكم نضعه تحت شفاعة قديس لبنان الأمثل. ونسأله أن يستمد لكم من الله كمال الحكمة والقوة لحسن تدبير شؤون البلاد. فالكل يتطلع إليكم بكثير من الأمل، لكونكم الرئيس الموكولة إلى عنايته الشاملة حماية الوطن والشعب والمؤسسات، في ظروف صعبة، داخلية وخارجية، تقتضي جهودا وتضحيات، أنتم لها مع أصحاب الإرادات الطيبة، والمسؤولين المتحلين بالتجرد والكفاءة وروح التفاني من أجل الخير العام”.

وتابع: “نحن ندرك نواياكم الطيبة وأمنياتكم الكبيرة. إن ما يشدد الشعب في الصمود والأمل بالإنفراج، إنما هو يقينه من أنكم تتحسسون معاناته الإقتصادية والمعيشية والأمنية والإجتماعية وهموم المستقبل، وهي تتزايد وتكبر بوجود مليوني لاجىء ونازح ينتزعون لقمة العيش من فمه، ويرمونه في حالة الفقر والحرمان، ويقحمون أجيالنا الطالعة على الهجرة. فمع تضامننا الإنساني مع هؤلاء اللاجئين والنازحين، يرجو اللبنانيون من فخامتكم تصويب مسار عودتهم الأكيدة إلى بلدهم، بعيدا عن الخلافات السياسية التي تعرقل الحلول المرجوة”.

أضاف: “يدرك الشعب اللبناني كم تتحسسون رفضه اللاإستقرار السياسي والممارسة السياسية الرامية إلى المصالح الشخصية والفئوية على حساب الخير العام؛ وإدانته الفساد المستشري، والتسابق المذهبي إلى الوظائف العامة بقوة النفوذ، وفرض الأمر الواقع، خلافا لروح الدستور والميثاق الوطني والتقليد، ولقاعدة آلية التعيين وشروطه. وكأن مقدرات الدولة بمؤسساتها ومالها العام، باتت للتقاسم والمحاصصة، من دون أي اعتبار لتعاظم الدين العام الذي يتآكل الدولة من الداخل، ويحد من قدراتها على النهوض الإقتصادي والإنمائي، وعلى توفير الخدمات الإجتماعية الأولية والأساسية للمواطنين”.

وتابع: “أن نثير هذه المواضيع في حضرة القديس شربل، فلأنه يحمل، بصلاته وتشفعه، لبنان، كيانا وشعبا ورسالة. هذا المواطن السماوي هو لبناني. ففي أرض لبنان زرعه الله حبة حنطة عرف كيف يحافظ عليها بالصلاة والنعمة، وسط زؤان الخطيئة والشر والأشرار، فأثمرت الحبة مئة.
لقد نما، كما تنمو حبة الزرع، في خط تصاعدي، بدءا من بقاعكفرا بتربية بيتية وبيئية متأصلة في الصلاة والإيمان والممارسة الدينية حتى عمر ثلاث وعشرين سنة؛ وصولا إلى رحاب الرهبانية اللبنانية المارونية، حيث نال تربيته الروحية واللاهوتية، في دير مار قبريانوس ويوستينا كفيفان، على يد معلم نقل إليه اللاهوت وعلمه القداسة، وتبعه فيها، وهو الأب القديس نعة الله الحرديني؛ ثم في دير مار مارون – عنايا، حيث راح ينمو ويرتقي سلم فضائل الإيمان والرجاء والمحبة وما يتصل بها، ويختمر بعيش المشورات الإنجيلية الطاعة والعفة والفقر نذورا حافظ عليها بدقة بطولية، حتى مسحت وجهه ببهاء الجمال الإلهي. وأخيرا بعمر سبع وأربعين سنة صعد إلى المحبسة، صعود الرب يسوع إلى جبل الجلجلة، حيث تماهى معه ذبيحة ذات بالتقشف والصوم والتأمل والصلاة والانتصار على تجارب الشيطان ومحنه، حتى الممات. فتجلى، بذاك النور المشع من قبره، تجلي الرب على جبل طابور. لقد عاش، في اتحاده الكامل بالله، بين صليب الجلجلة وبهجة طابور، فوق تلك القمة، بعيدا عن أنظار جميع الناس”.

وختم الراعي بالقول:” أجل، لقد أثرنا شؤوننا الزمنية في حضرة قديس لبنان، للتشفع وللتشبه. نستشفعه ملتمسين النعم الإلهية كي نبني وطننا ودولتنا بكل جوانبها، حفاظا على وجودنا ورسالتنا في محيطنا ووسط الأسرة الدولية. ونلتزم التشبه به من أجل خلاص نفوسنا، وحسن القيام بواجبات الحالة والمسؤولية الخاصتين بكل واحد وواحدة منا. فالله، في ضوء إنجيل اليوم، لا يريد أحدا منا زؤانا يحرق في أتون النار، بل قمحا يصبح خبزا على مائدة الحياة. ويريدنا بذلك “أبرارا يتلألأون كالشمس في ملكوت الآب” (متى 13: 43)، منشدين المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

وفي نهاية القداس ، قدم الاباتي الهاشم هدية تذكارية للرئيس عون عبارة عن أيقونة القديس شربل ولوحة خشبية تمثل القديس.

ثم تبادل الرئيس عون والسيدة الأولى تهاني العيد مع البطريرك والأساقفة والمشاركين، وغادر الرئيس عون الدير مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم .

لافتات ترحيب وتنظيم لافت
وكانت رفعت على طول الطريق من جبيل الى عنايا اللافتات المرحبة برئيس الجمهورية والمؤيدة لمواقفه الوطنية. وتميز الاحتفال بالتنظيم اللافت الذي تولاه لواء الحرس الجمهوري، ما انعكس ارتياحا لدى المواطنين في محيط الدير وعلى الطرق المؤدية اليه.

وطنية

عن ucip_Admin