ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في بكركي، في حضور قائمقام جبيل نجوى سويدان، والقنصل الفخري لمولدافيا ايلي نصار، جمعية آل مشروقي وحشد من المصلين.
وألقى عظة دينية ثم قال: “لقد آلمنا وجميع اللبنانيين واهل مدينة طرابلس حدث التفجيرين الانتحاريين اللذين تعرض لهما سكان جبل محسن، وأوديا بتسع ضحايا وأوقعا سبعة وثلاثين جريحاً من اهل المحلة، اننا نصلي لراحة أنفس هؤلاء الشهداء وعزاء اهلهم، ولشفاء الجرحى، ولضبط نفس أبناء المنطقة، والمحافظة على الأمن والاستقرار في طرابلس العزيزة وفي جبل محسن، ونضم صوتنا الى جميع الذين دانوا هذه الحادثة المؤلمة، وقبحوا جرم الارهابيين، مطالبين الدولة بمطاردة الارهابيين والقضاء على الارهاب وبانزال اشد العقوبات بهم. ونصلي من اجل هذه الغاية ومن اجل حماية الجيش وسائر القوى الامنية في مهماتها الوطنية الشريفة”.
وأبدى ألمه لحادثة قتل الشاب ايف نوفل في كفردبيان، وسأل “هل يظل القتلة أياً كانوا يعتدون على الله في خلقه؟” كذلك أبدى ألمه لجريمة قتل تسع ضحايا داخل مبنى ادارة مجلة HEBDO CHARLIE، في باريس على أيدي ارهابيين.
وقال: “نصلي الى الله لكي يزودنا سياسيين تحركهم محبة داخلية للاهتمام بالمجتمع والشعب وحياة المواطنين الفقراء، سياسيين يؤمنون بالدولة ومؤسساتها ويعملون على قيامها وتطويرها وتفعيل دورها، وفي مقدمة هذه المؤسسات رئاسة الجمهورية، فنكرر شجبنا لهذا التمادي اللامسؤول والهدام في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، ففي كل دورة انتخابية فاشلة من الدورات السبع عشرة، كنا نشعر مع المواطنين المخلصين بانتهاك عميق لكرامتنا الوطنية، ونتساءل ما معنى هذه الدورات المقرر مسبقا فشلها بعدم اكتمال نصابها من جهة، وبعدم القيام باي مبادرة فعلية من الكتل السياسية والنيابية لانجاحها من جهة؟ أليس الافضل عدم عقد مثل هذه الدورات الفاشلة، المذلة والمضحكة في انتظار القرار الخارجي، كما بات معروفاً؟”.
وجدد قوله: “كيف يمكن أن تقوم دولة من دون رأس؟ ودولة تسهر على تفعيل الاقتصاد، وتحقيق العدالة الاجتماعية والانصاف، وتعزز كرامة المواطنين، وتوطد السلام الاجتماعي والغذائي والبيئي والصحي، وتعيد إلى المؤسسات الدستورية حيويتها وشرعيتها؟ وبخاصة المجلس النيابي الذي لا يستطيع القيام بمهماته التشريعية، ومجلس الوزراء الذي يفرض عليه الدستور اتخاذ قراراته مجتمعا، اي باجماع كل اعضائه، وهذا امر صعب للغاية، مما يقتضي اولا انتخاب رئيس للجمهورية وفورا، وثانيا وفي انتظار ذلك ان تلتزم الحكومة اتخاذ القرارات اللازمة التجرد من المصالح الشخصية والفئوية والمذهبية، وحماية مبدأ الشفافية، واعتماد الاصول القانونية والادارية”.
وأكد “أن رئيس البلاد، الذي وحده يقسم اليمين على حماية الدستور والشعب، هو بمثابة “الاب للامة” وبالتالي هو السهران الأول على ان يتأمن الخير العام”. ودعا “مؤسساتنا الكنسية، مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا، وسائر مراكزنا الاجتماعية، و المجتمع الاهلي إلى مضاعفة الجهود من اجل استيعاب حاجات شعبنا”.
وبعد القداس التقى الراعي عائلة المرحومين صبحي ونديمة الفخري اللذين قضيا في جريمة بتدعي.