ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداساً في سيدة الديمان، عاونه فيه لفيف من الكهنة، وحضره الدكتور نزار يونس والشيخ بطرس سكر والمهندس جون مفرج ومصلون. وخدمت القداس جوقة مار رومانوس في حدشيت.
بعد الانجيل ألقى الراعي عظة تحدث فيها عن الوضع في المنطقة ودعا إلى الصمود “من أجل البلوغ إلى مجتمع أفضل”. ثم تناول الوضع اللبناني وقال: “فليعلم الجميع أننا نحن في لبنان، وشعبنا الذي نلتقيه كل يوم، من مسيحيين ومسلمين، مقيمين ومنتشرين، لا نرضى على الإطلاق بهذا الواقع المأسوي الذي بلغ ذروته في حرمان الدولة اللبنانية من رئيس لها. ولا يقنعنا أي مبرر بانتهاك الدستور والميثاق الوطني ونتائجه على مجلس النواب والحكومة المتعثرين. ولا نرضى بإذلال المواطنين بعدم منحهم حقوقهم، وبحرمانهم مقومات الحياة الأساسية، ولا نرضى ان يكون طلابنا رهينة لهذا الصراع في لبنان، ولا ان يحرم شعبنا مقومات الحياة الاساسية وبخاصة الماء والكهرباء، والأمن والاستقرار.
ومن المؤسف القول أن شعبنا اللبناني الذي يكرم السلطة السياسية ويحترمها ولا يثور عليها في الشارع، بل يطلب منا أن نطالبها باسمه، لا يلقى من هذه السلطة إلا الاستهتار والإهمال والاستغلال، وصم الآذان عن سماع أنينه، وإغماض الأعين عن حاله البائسة، فبات ضائعاً ومشرداً كخراف لا راعي لها”.
من واجبنا، باسم هذا الشعب المجروح في كرامته، أن نسأل المسؤولين السياسيين ولا سيما السادة النواب، إلى متى يهملون واجبهم الدستوري الخطير والمشرف بانتخاب رئيس للجمهورية؟ إنه الواجب الأول على مجلس النواب ومجلس الوزراء قبل أي عمل آخر. ونتساءل: أليس صوت النائب في انتخاب رئيس للجمهورية صوتاً شخصياً، حراً، مسؤولاً، يكون في خدمة مصلحة الوطن العليا؟ فكيف يوفق بين هذه ومصلحة الكتلة النيابية التي ينتمي إليها؟ ونسأل: هل نوابنا الكرام في مختلف الكتل مقتنعون بعدم انتخاب رئيس للجمهورية وبتداعياته على كل البلاد؟ فإذا كانوا مقتنعين، نقول لهم إنهم يخونون وظيفتهم وقد وكلهم المواطنون الذين انتخبوهم لهذا العمل الشريف. أما إذا كانوا غير مقتنعين ولا يجرؤون على تحرير صوتهم، خوفاً على مصالحهم، فإننا نلومهم.
ونسأل: لماذ لا يحضر جميع النواب إلى مجلس النواب ويختارون من يشاؤون رئيسا للبلاد من بين المرشحين علناً ومن بين غير المرشحين؟ أإلى هذا الحد هم عاجزون؟ وينتظرون، كالعادة، أن يقال لهم من الخارج إسم الرئيس لكي يدخلوا مجلس النواب ويدلوا بصوت غيرهم، لا بصوتهم الشخصي؟”
وأضاف: “كم وبخ الله وأنذر، على لسان حزقيال النبي، المسؤولين عن الشعب لإهمالهم له من أجل مصالحهم الخاصة فقط: “ويل للرعاة الذين يرعون أنفسهم… ولا يرعون الخراف(…).
إننا نصلي في هذه الأيام العسيرة، حيث يهمل المسؤولون السياسيون الشعب والوطن، ويتركونه فريسة الجوع والقهر، والخطف والابتزاز والتهجير، ويفككون أوصال الدولة ومؤسساتها بدءا من إقفال القصر الجمهوري، وحرمانها الرأس الذي يعطي الحياة لمؤسساتها، سائلين الله أن يتمم وعده ويرسل لنا رعاة، رجالات دولة حقيقيين، مسؤولين حقا، لكي ينهضوا بالبلاد، ويخلصوها من أفواه آكليها، فيسلم الشعب ويسلم الوطن”.
كذلك استقبل الراعي الوزير السابق جان عبيد.
النهار