يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لبنان غداً الثلثاء متوجهاً إلى روما في زيارة تستمر ثلاثة أسابيع للمشاركة في اجتماعات مجمعية فاتيكانية.
كان الراعي ترأس أمس قداس الأحد على مذبح كابيلا القيامة ـ البطريرك صفير في باحة بكركي، رفع خلاله الشكر للرب على نجاح الجراحة التي خضع لها.
وبعد الانجيل ، ألقى الراعي عظة عنوانها:”كنت جائعا فأطعمتموني” (متى 25: 35)، تحدث فيها عن قضايا دينية ، وأشار إلى مشاركة عائلة المرحوم كميل غياض في القداس وهو تولى لمدة إحدى وثلاثين سنة خدمة الهاتف والاستعلامات في هذا الكرسي البطريركي.
ثم تحدث عن وصايا الله العشر ورسالة البابا فرنسيس في هذا المجال، وفيها: “تتسع وصية “لا تقتل” لتشمل اقتصاد الإقصاء والتفاوت الاجتماعي. الاقتصاد والتفاوت يقتلان حيث “يقصى” أشخاص وجماعات يتضورون جوعا، في حين تكدس الأموال وثروات الأرض، ويرمى الطعام، وحيث المقتدر يأكل الأضعف؛ وحيث يرى الناس أنفسهم منبوذين ومهمشين بدون عمل وآفاق مستقبلية، وحيث يعتبر الكائن البشري سلعة استهلاك واستغلال واستعمال، تستخدم ثم ترمى (راجع الفقرة 53). فمن واجب الكنيسة أن تناضل من أجل إعادة كرامة الإنسان والشخص البشري إلى مقامها الذي يريده الله”.
وأضاف: “في كل حال تجب العودة إلى الأخلاق، بحسب شريعة الله، لمصلحة كل كائن بشري. فلا يجوز الازدراء المتهكم بالأخلاق، بل يجب احترامها لكي يقوم توازن ونظام اجتماعي أكثر إنسانية وعدالة. من هذه الشريعة الأخلاقية تولد العدالة والتضامن (…). إذا تواصل الإمعان في الازدراء بالشريعة الإلهية والشريعة الأخلاقية، تفاقم الظلم، وعم الفساد، وازداد روح الاستهلاك والمادية، وتعاظم التفاوت الاجتماعي، فيتولد العنف عاجلا أم آجلا، وإذا تفشى، عجز السلاح عن قمعه، وإذا فعل، ولد نزاعات جديدة وأسوأ شرا”.
وقال: “يمرّ مجتمعنا اللبناني اليوم في هذا الواقع المر، بسبب انعدام الشفافية، واستسهال إهدار المال العام، بمخالفة القوانين والأصول في العقود والالتزامات، وإعطاء الأولوية للمصالح الخاصة، والتفريط بمقدرات الدولة، وإهمال مطالب الموظفين، وصم الآذان عن سماع صوتهم وعن التحاور معهم، ونحن نتغنى بأننا نعيش في بلد ديموقراطي. فلا بد من كسر حلقة الفساد، والمحافظة على خزينة الدولة وقدراتها من أجل تأمين فرص عمل لشبابنا.
استقبالات
وبعد القداس، استقبل الراعي المصلين الذين هنأوه بالسلامة من الجراحة التي أجريت له.
النهار