استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، اليوم في الصرح البطريركي، في بكركي مجلس ادارة المؤسسة المارونية للانتشار بحضور المطارنة: بولس مطر، حنا علوان، بول مروان تابت ويوحنا رفيق الورشا، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، الرئيس العام لجمعية المرسلين الموارنة الاباتي مالك ابو طانيوس، الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة والشراكة زياد حايك، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، مدير الاخبار في محطة ال”MTV” غياث يزبك، رئيس مجلس ادارة “تيلي لوميار” جاك كلاسي، واعضاء المؤسسة المارونية واصدقائها، وذلك لتسلم المراسيم البطريركية التي اصدرها الراعي بتعيين المهندس شارل جورج الحاج رئيسا للمؤسسة لمدة ثلاث سنوات، وروز انطوان شويري نائبة له، وجاء هذا التعيين بعد ان قدم الرئيس نعمة افرام استقالته من رئاسة المؤسسة اثر انتخابه نائبا في مجلس النواب.
في بداية اللقاء رحبت الامينة العامة للمؤسسة هيام البستاني بالحضور، ثم تلت الرسالة التي وجهها الراعي لمؤسس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده، وتضمنت “تحية اكبار واجلال الى المؤسس الذي منعه وضعه الصحي من المشاركة في لقاء اليوم”.
افرام
ثم تليت مراسيم التعيين، ليتحدث بعدها افرام الذي قال: “نشكر يا صاحب الغبطة على هذا التعيين الذي كنا نتوقعه حيث اعتبر انني اديت واجبي كاملا وكانت مسيرة ناجحة جدا ومميزة حيث سمح لي ان اواكب مشروع المؤسسة وعمره الاف السنين والمزروع في قلوب الموارنة اجمعين، وكان قد حان الوقت لتجسيد هذا المشروع بخطة”.
واضاف: “غبطة البطريرك حضرة الرئيس شارل الحاج واعضاء المؤسسة وجهازها الاداري كان لي الشرف ان نسير في هذا الطريق سويا الذي يتجدد اليوم، وان اجمل شيء في هذه المؤسسة عبر تاريخها هو التسلم والتسليم من رئيس الى اخر، وكنت قد تسلمت من الوزير ميشال اده من سنتين واليوم اسلم الامانة الى شارل الحاج، في حين ان هناك مؤسسات مارونية اخرى لم تتمكن من هذا التقليد خلال الحرب ولو تم هذا التقليد والممارسة لما كنا قد وصلنا الى ما وصلنا اليه. واعتبر ان حبة القمح التي زرعت في بكركي اصبحت اليوم محمولة في كل لبنان وهذه هي رسالة بكركي، وهذه الحبة التي زرعت في بكركي كبرت وتحولن الى حبة وطنية، وهي محمولة في وجدان المشاريع والمؤسسات الوطنية ومنها في وزارة الخارجية وهذه المؤسسة بنشاطها الدؤوب ساهمت بمشاركة وانتخاب 90 الف لبناني في الانتخابات النيابية الاخيرة وهذا اتى نتيجة زرع هذه الحبة في بكركي، وبفضل هذه المؤسسة بدأت النظرة تتغير الى الانتشار اللبناني ليس باعتباره “قجة” لسحب الاموال بل احتياط استراتيجي للقيم والمشاريع للبنان الجميل، وانا اعتبر ان اكبر انجاز حصل وتحقق هو استعادة الجنسية اللبنانية للمتحدرين في الانتشار وكان هذا الامر باكورة التوافق المسيحي – المسيحي، ونأمل من هذا المناخ ان يستمر لكي نتمكن من تحقيق مشاريع اخرى من هذا النوع”,
وختم متوجها الى الرئيس الجديد بالقول “انت رفيق الدرب في هذه المؤسسة، ولقد كنت نائبا للرئيس انما كنت القلب النابض في المؤسسة، ولهذا جميعنا هنا لم يتساءل احد عن كيفية تداول السلطة لاننا كنا نعتبره الرئيس السابق في المرحلة ما قبل اليوم، وكذلك انا اكيد من استمرار نجاحات المؤسسة على كافة المستويات ونحن نسلم الامانة باشراف وتحت نظر غبطة البطريرك والمؤسس الوزير السابق ميشال اده، وعاهد البطريرك على “الاستمرار في دعم المؤسسة”.
الحاج
بعدها تحدث الرئيس الجديد للمؤسسة شارل الحاج الذي قال: “يشرفني أن أقف أمامكم في هذه المناسبة، وفي هذا الصرح العريق، بكل تهيب وتواضع وإدراك وشعور بالمسؤولية، متسلما، من غبطته وما يمثل بشخصه وموقعه التاريخي والروحي والوطني، مهمة رئاسة المؤسسة المارونية للانتشار. لقد خصني، صاحب الغبطة بهذا الشرف الكبير، فيما أنا على اقتناع تام بأن كل عضو في المؤسسة قادر على إنجاز هذه المهمة، على خطى الرئيس المؤسس معالي الوزير ميشال إده، أمد الله بعمره، وخلفه سعادة النائب نعمة فرام اللذين أحب وأحترم وتعلمت منهما الكثير. وقد كان لي شرف العمل إلى جانبهما عن كثب، ومن دون انقطاع منذ ولادة المؤسسة، بمباركة غبطة أبينا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ودعمه، حتى ربطتني بهما محبة خالصة تزيدها الأيام عمقا ورسوخا. أما العمل بعدهما فسهل وصعب في آن: فمن ناحية وضعا قواعد وأسسا متينة، وشقا أمامنا طرقا واسعة ومعبدة، ومن ناحية ثانية يبدو الرهان صعبا لتثميرها وتفعيلها وإضافة أبعاد جديدة تذهب في اتجاهات تفرضها التحديات المتزايدة أمام مجتمعنا. لذا أنتهز اليوم الفرصة للتوجه إليهما بأسمى كلمات الشكر والتقدير على جهودهما وتضحياتهما في سبيل انجاح مهمة مؤسستنا وتحقيق أهدافها السامية. كما أود بالمناسبة أن أتوجه بالشكر إلى أعضاء مجلسي الإدارة والأمناء كافة، وبخاصة الأمين العام الأستاذ إميل عيسى، على دعمهم المعنوي وسخائهم في العطاء من وقتهم ومن جنى تعبهم لدفع مسيرة المؤسسة المارونية للانتشار. ولولا ثقتكم ودعمكم المستمرين لما تسنى للمؤسسة أن تحقق ما حققته. فبفضل الله تعالى ورعاية صاحب الغبطة وعملكم الدؤوب، أضحى لنا اليوم مؤسسة على مستوى عال من الاحتراف والتقنية، تديرها بجدارة الأستاذة هيام البستاني، بالتعاون مع الأستاذ يوسف دويهي، ومدراء آخرين في بلاد الانتشار”.
اضاف: “لقد أتيح للمؤسسة المارونية للانتشار أن توسع إطار عملها في العالم وتنشئ عشرات المكاتب في الأميركيتن وأوروبا وأستراليا وأفريقيا لتعمل عن قرب مع الجاليات اللبنانية فيها، لإعادة بناء جسور كاد الزمن والبعد الجغرافي عن الوطن الأم أن ينال منها. وفي لبنان، لعبت المؤسسة دور المحفز لصناع القرار والمشرعين لاستصدار قانون استعادة الجنسية لمحو الغبن وإعادةالحق لأجيال من المغتربين في الحصول على الجنسية اللبنانية التي حرم آباؤهم منها على مدى عقود من الزمن. فبفضل الله تعالى ودعم الكنيسة من خلال أبرشياتها وجمعياتها الرهبانية، وتجاوب وزارة الخارجية والمغتربين عبر السفراء والقناصل، تمكنت المؤسسة عبر مكاتبها في الخارج من مساعدة عشرات الآلاف من العائلات، ومن كل الطوائف، في عملية تسجيل الزيجات والولادات. فضلا عن الأكاديمية المارونية التي استضافت بالتنسيق مع جامعة الروح القدس أكثر من ثلاثمئة شابة وشاب من أصول لبنانية، ومن أكثر من أربعين بلدا، وعرفتهم إلى تاريخ لبنان وحاضره، وأرسلتهم سفراء للمؤسسة ولبلد الأرز في العالم كله”.
وتابع: “أود بالمناسبة أن أخص بالشكر وزير الخارجية والمغتربين معالي الأستاذ جبران باسيل على تجاوبه مع المؤسسة وتعاونه معها في هذاالمجال، لا سيما في إنشاء موقع “لبانتي” وتشغيله، والذي من شأنه أن يضاعف قدرتنا على التواصل مع الانتشار ويسهل عملية تسجيل أبناء المنتشرين”.
وختم: “أعاهدكم يا صاحب الغبطة بأن أستمر على هذا النهج، وأنسق جميع الخطوات معكم، وأن أبذل كل ما أوتيت به من معرفة وقدرة لتحقيق أهداف المؤسسة بالتعاون مع كل الأعضاء وفريق عمل المؤسسة، لاسيما الأستاذة روز شويري نائب الرئيس، التي أحترم وأقدر عاليا. وفقنا الله جميعا في هذه المهمة السامية بشفاعة أمنا السيدة العذراء مريم، شفيعة الكرسي البطريركي، وشفاعة قديسي الكنيسة المارونية، لأن التحديات صعبة والديمقراطية اللبنانية الأقدم والأعرق في هذا الشرق، مهددة بفعل الخلل الديموغرافي المفتعل بسياسات ومراسيم لا تعبر عن فهم عميق للميثاقية اللبنانية وإيمان بها وبكافة القيم التي أرادها الآباء المؤسسون لهذا الوطن الذي يتحضر للاحتفال بالمئوية الأولى لولادته”.
الراعي
ثم كانت كلمة للبطريرك الراعي الذي رحب بالحضور مقدما التهنئة للرئيس ونائب رئيس المؤسسة وقال: “اشكر النائب الجديد المهندس افرام على خدمته كرئيس والتزامه مع المؤسسة، اليوم سيضاعف جهوده اكثر فأكثر بصفته نائبا، فشكرا على الماضي وشكرا على المستقبل، مع التمني من الرب ان يوفقك ونفاخر انك اصحبت نائبا لتحمل قضايا كل شعبنا، ونهنىء الرئيس الجديد شارل الحاج الذي اعطى الكثير من ذاته ونفسه وسخائه وكان هناك اجماع كامل على ان يتولى رئاسة المؤسسة دون اي منازع، ونطلب من الرب ان يوفقك ويكون الى جانبك في رئاسة المؤسسة، كما نهنئ السيدة روز الشويري على نيابة الرئاسة مع الالتزام جميعا على اكمال الطريق سويا خاصة وان الرئيس الجديد المح في كلمته بأن الحاجة اكثر فأكثر ونحن نراها في اعيننا عندما نزور رعايانا في الانتشار، ونرى ان معظم شعبنا اصبح في الخارج ونتساءل من بقي في لبنان، واحسسنا خلال زيارتنا الراعوية الى كندا اننا موجودون في لبنان وليس في كندا لان المطران راعي الابرشية جمعهم حول تراثنا الماروني واللبناني وهم يتكلمون اللغة العربية كبارا وصغارا والشكر الكبير للمطران تابت وان كندا هي الاكثر تجاوبا بين بلدان الاغتراب مع عمل المؤسسة المارونية على مستوى تسجيل الزيجات والولادات، وكل بلد زرناه نشعر ان اللبنانيين اصبحوا في الخارج، ولذلك علينا مضاعفة جهودنا والتزامنا كمؤسسة كي نستطيع مواصلة تسجيلهم لتبقى لهم حقوقهم الوطنية في وطننا وجنسيتهم وكي يبقى لهم حضورهم لانه كما تعلمون ان النظام في لبنان قائم على الديموغرافيا، وهذا العمل يجب ان نلتزم به اكثر فاكثر، علما انه وللاسف الشديد شعبنا يشمئز من الوضع السياسي في البلد وكذلك هم لا يتحمسون لتسجيل اولادهم ولا يسعون للجنسية اللبنانية لان الواقع في الداخل اللبناني لا يشجعهم على ذلك، ولهذا علينا مضاعفة جهودنا اكثر فاكثر، ونحاول اقناعهم ان الاشخاص يتغيرون انما الوطن باق وحقوقكم باقية ونقول لهم لا ترتبطوا بالواقع السياسي الموجود في لبنان والمتأثر بكل واقع الشرق الاوسط وهذا ما سنحمله ونبقى نحمله ونشجعهم على التسجيل والتعلق بالوطن لكي نحافظ عليهم”.
واضاف موجها التحية الى الكاردينال صفير والوزير السابق ميشال اده على “تأسيس المؤسسة التي انطلقت وكبرت وتكبر بفضل سخائكم ونشكر الله ايضا على ذلك ويجب ان نضيف على تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، ونطالب السياسيين ان يشجعوا الشعب اللبناني كي يبقى لديه ثقة بلبنان، وهذا ما كنا نسمعه يوميا من المغتربين خلال لقائنا بهم، ونحن لا يمكن ان نقبل باستمرار تصرفات السياسيين على ما هي عليه وان يعبثوا بالوطن وشعبه، هذا امر غير مقبول بأي شكل من الاشكال، لذلك قلت يجب علينا تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، لاننا نشكر الله انه ليست لدينا صفوف وحركات حزبية انما نحن نعمل في الداخل ضمن وحدتنا الداخلية، ويجب ان تكون لدينا اراء وافكار متنوعة وهذا ما تفرضه الديمقراطية، اما ان تكون على حساب الوطن فهذا شيء غير معقول، الولاء ليس للحزب والزعيم انما هو للوطن، واذا لم تقم بتربية شعبنا على هذا الموضوع عندها لا يكون لدينا وطن، وهذا الولاء للاشخاص لا “يمشي” وكل ذلك على حساب لبنان، هذا شيء غير معقول وغير مقبول وفي العالم كله غير مقبول، وهذه هي كل مشكلتنا في لبنان، انتم تعرفون انه عندما انطلق لبنان في العام 1920 ركزوا البطريرك الياس الحويك على الانتماء بالمواطنة وليس على الانتماء المذهبي والديني، واليوم اصبح الانتماء وللطائفة والدين والحزب والزعيم لذلك وصلنا الى الحالة التي نعيشها ولبنان بالنسبة للسياسيين ليس له حساب وفي حسابهم هم ماذا يربحون، ماذا ينالون، لان ال”انا” هي الغالبة، وهذا التغير الجذري هو الخطر الاكبر الذي يهدد لبنان ويجب علينا اعادة تربية شعبنا على الانتماء للمواطنة ثم الدين والطائفة والحزب والزعيم، ونحن بحاجة الى هذا العمل وهنا اصراري على تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، واذا لم يكن لدينا هذا الاساس للوحدة نكون كمن يضع الماء في السلة، وفي الخارج المغتربون لن يقتنعوا ان لم نغير هذا الاسلوب في التعاطي السياسي”.
وختم: “نشكر كل واحد منكم على تضحياتكم وسخائكم لتستمر المؤسسة بعملها”.
ثم سلم البطريرك الراعي النائب نعمة افرام المرسوم البطريركي بتعيينه رئيسا فخريا للمؤسسة ومنحه وسام مار مارون كما منح الوزير ميشال اده وسام مار مارون اضافة الى منحه اميل عيسى الوسام ذاته وذلك تقديرا لجهودهم وخدماتهم وسخائهم.
وطنية