استهل البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي نشاطه اليوم، بالاحتفال صباحا بالذبيحة الالهية وفق الطقس السرياني الماروني في كنيسة مركز المؤتمرات في روما، حيث تجري اعمال المؤتمر الذي تنظمه الكنيسة الالمانية حول “واقع المسيحيين والكنائس في شرق اوسط بعد خمس سنوات من الثورات”.
والقى البطريرك الراعي تأملا روحيا بعد الانجيل المقدس جاء فيه: “لنتأمل قليلا ببعض ما ورد في قراءات. ففي الانجيل المقدس، “ملكوت الله في داخلكم”، هذا الملكوت يعني حضور سر الله في العالم المتجلي بيسوع المسيح التاريخي، واليوم بعد موته وقيامته فبالمسيح السري الذي هو الكنيسة. هذه الكنيسة التي نعالج شؤونها في الشرق الاوسط خلال هذا المؤتمر هي “ملكوت الله وسط الشرق الاوسط”. فحين نتحدث عن المسيحيين في الشرق الاوسط لا نتكلم عن أفراد مبعثرين، انما عن “ملكوت الله في الشرق الاوسط”. حضور الله فيه وملكوته من خلال كنيسته، مهدد اليوم ومضطهد ومضروب ومبعثر، ونحن هنا نفكر معا في كيفية المحافظة عليه لخير بلدان الشرق الاوسط. “فملكوت الله” هو ملكوت القداسة والمحبة والعدالة والاخوة والسلام. انه مهدد ايضا في الغرب بواسطة العلمنة واللامبالاة وبطريقة عيش الناس الذين يستغنون عن الله ويخرجونه من حياتهم اليومية، فهو يستوجب ايضا الحماية”.
واضاف: “ان بولس الرسول يدعو في رسالته الى اهل غلاطية للمحافظة على انجيل يسوع المسيح وحده والى عدم الانجرار وراء اي انجيل آخر. فما نسمعه في الشرق هو لغة العنف والسلاح والحرب والاستضعاف التي نرفضها، ونحن هنا لنفكر معا في كيفية حماية صوت انجيل المسيح في ارض منها انطلق في الاساس الى العالم كله. وفي الغرب ايضا يسمعون انجيلا آخر، “انجيل” الرفاهية والعلمنة وتغييب الله، ولذلك هو بحاجة للعودة الى انجيل يسوع المسيح والى المحافظة عليه”.
وختم: “نحن نصلي اليوم في هذا القداس من اجل حماية ملكوت الله في الشرق الاوسط وانجيل المحبة والسلام ومن اجل ان يحافظ الغرب على ملكوت الله وعلى انجيل يسوع المسيح وليس على اي انجيل آخر”.
وقبل الظهر، استقبل الراعي في مقر اقامته في الوكالة البطريركية في روما، سفير المملكة العربية السعودية لدى ايطاليا ومالطا الدكتور رائد بن خالد قرملي، وكان عرض للاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط عامة وفي لبنان خاصة. وخلال اللقاء كان تشديد على اهمية حسن العلاقة بين لبنان والسعودية ورفض كل لبناني وسعودي تشويهها واغراقها في اوحال الصراعات الطائفية والمحاور الاقليمية.
واذ عبر الراعي للسفير السعودي عن اسفه للفوضى العارمة التي تعكر اليوم صفو العلاقة المشتركة، أكد ان موقف لبنان الرسمي بهذا الشأن، تنطق به الحكومة وحدها في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي ساهم غيابه باتساعها وبانجرافها الى اماكن لا يقبل بها احد. وامل البطريرك الراعي ان تعيد المملكة السعودية النظر بقراراتها التي صدرت على خلفية ما حصل اخيرا طالبا من السفير قرملي نقل هذا الموقف الى سمو الملك والى السلطات السعودية.
وطنية