طالب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بـ”عدم تطبيق أيّ زيادة على الرواتب تصدر بعد الأوّل من تموز 2017، لأنّ تسجيل الطلاب للعام الدراسي المقبل قد تمّ وفقاً للأقساط المقرّرة، ولأنّ العقود مع الهيئة التعليمية قد وُقّعت برواتب محدّدة تبعاً لذلك».
ترأس الراعي القداس الإحتفالي في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، لمناسبة إطلاق «موسوعة شهداء الكنائس المشرقية»، في حضور عدد من السياسيين والأمنيّين ومؤلف الموسوعة الياس رشيد خليل وعدد من الباحثين وحشد كبير من رابطة آل كرم ومن الإكليركيين ومؤمنين من مختلف المناطق.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة رأى فيها أنّ «الالتزام بالمسؤولية مطلوب بنوع خاص في المجتمع والدولة، ولاسيما من المسؤولين عن الشأن الزمني العام، الموكولة إليهم سلطة التشريع والإجراء والإدارة والقضاء. إنهم ملتزمون بتأمين خدمة المواطنين وفقاً للدستور والقوانين. فمن غير المقبول أن يلجأ الشعب إلى الإضرابات والمظاهرات والاعتكافات لكي ينال حقوقه المشروعة، في كل مرة يُسنّ قانون أو يُتَّخذ إجراء».
وقال إنه «لا يمكن إغفال القاعدة الأولى والأساسية وهي تأمين خير الشعب ونموّ الشخص البشري والمجتمع. وفي كل حال، مطلوب من السلطة السياسية إصلاح كل خلل، وحالياً ما يختصّ بقانون سلسلة الرتب والرواتب التي طال انتظارها، لكنها أتت مرهقة ومجحفة بحق بعض الفئات من الشعب وفقاً لمطالبها. ويهمّنا أن نلفت النظر إلى ما يتعلق بالمدارس الخاصة، المجانية وغير المجانية».
ودعا الى «عدم تطبيق أيّ زيادة على الرواتب تصدر بعد الأول من تموز 2017، لأنّ تسجيل الطلاب للعام الدراسي المقبل قد تمّ وفقاً للأقساط المقرّرة، ولأنّ العقود مع الهيئة التعليمية قد وُقعت برواتب محدَّدة تبعاً لذلك. والمطلوب من الدولة أن تؤمّن فرق الزيادات وتعمل على إيجاد الإيرادات كما تفعل بالنسبة إلى القطاع العام. طالما هي تربط القطاع الخاص بالقطاع العام من غير حق. وإلّا جاءت زيادة الأقساط على الأهل مرهقة للغاية ما يضطرهم إلى سحب أولادهم من هذه المدارس، وترغم هذه الأخيرة إما على الإقفال وإما على صرف العديد من الأساتذة والموظفين وحرمانهم من فرص العمل».
وشدّد على أنّ «الدولة هي المسؤولة عن هذه الأزمة الاجتماعية الجديدة وعليها واجب معالجتها. وفي كل حال، ينبغي سماع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، من أجل خير المعلمين والأهل والمدرسة».
من جهة ثانية، رأى الراعي أنّ «شهداءَنا تلاميذ القديس مارون، الذين نعيّد لهم وسائر شهداء الإيمان، عاشوا بطولة الشهادة لهويّتهم المسيحية ولرسالتهم الإنجيلية، وأراقوا دماءَهم في سبيلها. فيسعدنا أن نقيمَ معاً هذه الليتورجيا الإلهية إحياءً لعيدهم ولذكرى جميع شهداء الإيمان ومعنا رابطة قدامى الإكليريكية البطريركية في مناسبة إصدار «موسوعة شهداء الكنائس، في آسيا الصغرى والشرق الأوسط وشمالي أفريقيا». وهي مبادرة من «لجنة الدراسات والأبحاث» في الرابطة، وقد حققها الدكتور الياس رشيد خليل مع مجموعة من المؤلفين».
وأضاف: «يندرج هذا الإصدار في «سنة الشهادة والشهداء» التي بدأناها في عيد أبينا القديس مارون في 9 شباط الماضي، ونختمها في عيد أبينا البطريرك الأول القديس يوحنا مارون في 2 اذار 2018. إنها تحيي مرور 1500 سنة على استشهاد تلاميذ القديس مارون الثلاثمئة والخمسين في العام 517، وتمتد لتشمل جميع شهداء كنيستنا المارونية، ومن بينهم البطريرك دانيال الحدشيتي والبطريرك جبرائيل حجولا في عهد المماليك، والطوباويون الإخوة المسابكيون الثلاثة الذين أدّوا شهادة الدم في دمشق سنة 1860، وشهداء مجاعة 1914 في العهد العثماني، وصولاً إلى شهداء الإيمان في الحرب اللبنانية».
ولفت الراعي الى أنه «يضاف إليهم شهداء موارنة كثيرون بينهم بطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيون مؤمنون على مدى الألف وخمسمئة سنة، نجد أسماءهم وسيرة حياتهم في الكتاب الذي أصدره في هذه الأيام الدكتور طوني ضو بعنوان: «شهادتنا وشهداؤنا زرع الكنيسة ولبنان الكيان، هؤلاء كلهم حافظوا على هويتهم ورسالتهم المسيحية، وشهدوا لها بحياتهم وأعمالهم، وأراقوا دماءهم في سبيلها. فأخصبوا حياة كنيستنا بالثمار الوفيرة، إذ كانوا مثل حبات قمح ماتت في أرض الشهادة فأعطت الثمار ثلاثين وستين ومئة، وشكلت حقلاً خصباً من مروج الكنيسة».
وبعد القداس، كانت ندوة مختصرة عن الكتاب قدّم لها الدكتور انطوان سعد وتحدّث فيها المطران منير خيرالله والاستاذ جان مراد والأب رويس الاورشليمي ومعد الموسوعة الدكتور الياس خليل. كما تمّ اطلاق نشيد الشهداء الذي كتبه الشاعر وليم مراد ولحّنه جوزيف اللويزي. ثم منح الراعي بركته الى الكاتب الذي وقّع الموسوعة في باحة الصرح الداخلية.«لعدم تطبيق أيّ زيادة
على الرواتب تصدر بعد الأول من تموز 2017».
الجمهورية