استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان وفد الرابطة المارونية في أوستراليا برئاسة المطران أنطوان شربل طربيه ورئيس الرابطة طوني خطار، يرافقهما مستشار المطرانية في سيدني سركيس ناصيف.
وألقى طربيه كلمة شكر فيها البطريرك على زيارته الى أوستراليا، مثنياً على “مواقف غبطته الوطنية الحكيمة”، ولافتاً الى “الإرتباط الوثيق بين أبناء الجالية المارونية ووطنهم الأم وكنيستهم المارونية.
كذلك القى رئيس الرابطة طوني خطار كلمة قال فيها: “لبنان يمر بأزمات خانقة ونحن ندمع على مصيره المجهول وسيادته المهدورة وإستقلاله المهدد. ما يشغل بالنا هو الشغور الرئاسي، وهل يمكن جسداً أن يحيا ويعيش من دون رأس؟”.
ورد الراعي شاكراً لأبناء الجالية وللرابطة المارونية الحفاوة التي استقبلوه بها خلال زيارته الأخيرة قبل أشهر. وقال: “زيارتكم اليوم تعيدنا الى اللقاء معكم في أوستراليا عندما إكتشفنا قيمة الجالية اللبنانية عموماً والمارونية خصوصاً، وأوضحت أمام الجميع أنها من أهم الجاليات في الخارج، وهذا ما يدفعنا إلى شكر ربنا والعناية الإلهية التي دبرت نجاحكم جميعاً والتضامن في ما بينكم وإلتفافكم مدنيين وإكليريكيين حول المطران طربيه. كما أحيي الدولة الأوسترالية التي تحترم الإنسان وتفتح للجميع المجال لتحقيق الذات، ولديها القانون وتحترم الحقوق والواجبات التي تشكل أساس الدول.
أشكركم على الزيارة وأحيي الرابطة على جهودها وأبنائها الذين يسعون دائماً، على رغم تنوعهم، الى خلق وحدة للأبرشية”.
وأضاف: “نحن اللبنانيين نعاني الفراغ الرئاسي الذي طال أكثر من سنة وأربعة أشهر اذا احتسبنا شهري المهلة. وهذه المشكلة تبدو داخلية ولكنها في الأساس خارجية بسبب إرتباط الداخل اللبناني بالصراع في المنطقة، ولا سيما في سوريا، وبين الدول السنية والشيعية، وعلى رأسها السعودية وإيران. وهذا خطأ اللبنانيين الذين ربطوا أنفسهم بهذا الصراع حتى باتوا غير قادرين على التراجع. لكننا ندرك أن في إمكانهم التراجع واتخاذ المواقف إذا كانت لديهم الشهامة والروح الوطنية وإذا كان هناك “جمهورية فوق كل إعتبار”، ولكن يا للأسف يبدو أن المصالح الشخصية تعلو عندهم فوق كل إعتبار، وهذا ما نأسف له لأنه لا يمكن أن تقوم دول على المصالح الشخصية بل تبنى على الخير العام الذي يشكل خيراً لكل الناس”. وختم مشيراً الى انه يتابع الاتصالات مع الدول المعنية ومع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والفاتيكان هذا الملف، راجياً الوصول الى خاتمة قريبة وسعيدة.
النهار