لاحظ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “أن المسيحيين غالباً ما يدفعون الثمن في كل صراع اقليمي”، مشيراً إلى أن المشكلة “ليست إسلامية – مسيحية انما كانت اسرائيلية – فلسطينية ثم اسرائيلية – اسلامية، وانعكست على المسيحيين”.
وأضاف في حوار صحافي مع مجلة “العالمين” في صالة القديس البابا بيوس العاشر في مجمع القديسة برناديت في لورد، “ان المسيحيين يعيشون جنباً إلى جنب مع العرب منذ 1400 عام ومنذ ما قبل الاسلام، ونحن نعمل على زرع مبادئ الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الانسان، وهي المبادئ التي يتطلع اليها الغرب”. وأكد “أن الدور الثقافي والحضاري في منطقة الشرق الأوسط يمر بمسيحيي لبنان، وأن الديموقراطية والثقافة تبدأان من لبنان”، داعياً الغرب إلى ادراك ذلك.
ولفت إلى أن المسيحيين يدعمون مبادئ الحرية والديموقراطية، ولاحظ “ان التحركات الشعبية في المنطقة بدأت منادية بالحرية والديموقراطية وانتهت صراعاً بين متطرفين ومعتدلين”. واعتبر “أن قلة من المتطرفين الارهابيين ترعب العالم”، وسأل: “ما هي الصورة التي يتركها شباب من الغرب المتحضر وهم يقاتلون الى جانب هذا الطرف أو ذاك في دول الشرق الأوسط؟”. وأشار الى “أن المسيحيين لا يتخذون موقفاً من الصراع القائم، وهم يحترمون السلطة القائمة والقوانين”. وأبدى أسفه “لأن الغرب يهمّشنا”، مؤكداً “اننا لا نريد حماية أي من هذه الدول انما نريد أن تساعد هذه الدول الاسلام واليهود لإقامة الأنظمة الديموقراطية”.
كذلك تحدث رئيس منظمة فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي عن أعمال المنظمة، مشيراً إلى أنها تعمل لجميع الناس من دون سؤال عن مذهب وطائفة، وهي تتعاون مع “مؤسسة الامام الصدر” و”جمعية المقاصد”.
وسبقت اللقاء الصحافي زيارة قام بها الراعي إلى “بيت مريم” القائم على ربوة مشرفة على نهر الغاف، ورافقه في الزيارة سفير منظمة فرسان مالطا ذات السيادة في لبنان شارل هنري داراغون ورئيس المنظمة في لبنان صحناوي والوزير السابق ريمون عودة ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم وأحد أركان المنظمة وليد الخازن وعضوا “المؤسسة المارونية للانتشار” فادي رومانوس وجيلبير غسطين، والسيد فرنسوا أبي صعب، واستقبلتهم رئيسة جمعية راهبات الصليب التي تدير البيت الأم ماري مخلوف ورئيسة البيت الأخت سميرة منعم، وكان عرض لدور هذا المركز في استقبال الزوار. كذلك كان حديث عن دور المونسنيور منصور لبكي في إقامته.
مستشفى الحجاج
ومساء زار الراعي المستشفى الذي ينام فيه المرضى وذوو الحاجات الخاصة، وأقيمت سهرة وداعية مع اقتراب انتهاء الزيارة، قدمت لها السيدة منى صحناوي، وتحدثت فيها لميا السعد وموريس صحناوي، وانشدت جمانة مدوّر والبروفسور جان – ماري مغربن ووسام كيروز. ويعود البطريرك الراعي بعد ظهر اليوم إلى بيروت، مختتماً زيارة لروما وباريس ولورد.
لورد/ حبيب شلوق / النهار