29 تشرين الأول 2014
جدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إيمانه وإيمان لبنان بالتعددية وبحقوق الإنسان. وأشار إلى مشاركة لبنان في وضع هذه الشرعية عبر مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة شارل مالك. وقال خلال غداء في مبنى مجلس النواب لولاية فيكتوريا في مدينة ملبورن الأوسترالية “ان قيمة لبنان الصغير هي في إيمانه بالتعددية الفكرية والدينية”.
شكر الراعي الحكومة الأوسترالية على مواقفها من لبنان واحتضانها اللبنانيين الذين وفدوا اليها اعتباراً من عام 1850، ونوّه بمواقفها المؤيدة للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والتكفيريين، ومساعداتها للاجئين. واضاف “أن المسيحيين عاشوا مع الإسلام 1400 سنة سادتها الإلفة والمحبة والشركة، ولكن ما نراه اليوم من الإسلام هو بعيد عن الإسلام. ونحن اليوم كمسيحيين ندافع عن قيم الإسلام المناقضة للحاصل”.
وشارك في المأدبة التي دعا اليها القنصل اللبناني غسان الخطيب، ورئيس غرفة التجارة في ملبورن فادي الزوقي، رئيس مجلس نواب ولاية فيكتوريا بروك أتكيسون وممثل رئيس وزراء الولاية دنيس نابثاين غريغ أوندارشي والرئيس السابق لوزراء نيو ساوث ويلز بيري أوفارول، وعدد من نواب الولاية بينهم اللبنانيون نزيه الأسمر ومارلين كيروز وقيصر ملحم، وقناصل فخريون وشخصيات من أبناء الجالية.
ورفعت على جدران الصالة المخصصة للاحتفالات صور للرؤساء السابقين للمجلس وبينهم اللبناني الأصل ستيف براكس (من زحلة).
كذلك شارك في المأدبة التي أقيمت للمناسبة رئيس الطائفة الإسلامية السنية الشيخ محمد عيد وممثل الطائفة الشيعية الشيخ علي جابر وممثل الطائفة العلوية الشيخ سمير الباشا ورئيس المجلس القاري في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم – الانتشار في اوستراليا ونيوزيلندا طوني يعقوب وممثلون لأحزاب الكتائب و”القوات اللبنانية” والوطنيين الأحرار و”التيار الوطني الحر” و”تيار المردة” و”تيار المستقبل” و”حركة الاستقلال” والحزب السوري القومي الاجتماعي و”اليسار الديموقراطي”.
وألقى السيدان طوني شربل وفادي الزوقي كلمتين أيّدا فيها مواقف الراعي، ثم ألقى القنصل الخطيب كلمة أثنى فيها على اعمال البطريرك وقال:” أعتقد أننا في حاجة اليوم إلى قادة ينادون بالتسامح والشمول والجرأة بما يكفي لمواجهة القضايا التي تؤرق مجتمعاتهم ومعالجتها”.
ثم تحدث السفير السابق لأوستراليا في لبنان ليكس بارتلم عن مهمته في بيروت مثنياً على علاقته الجيدة مع اللبنانيين. وألقى المطران طربيه كلمة وممثل رئيس الوزراء كلمة أشاد فيها بالموارنة وأشار إلى أن في ولاية فيكتوريا نحو 23 في المئة من أبنائها يتحدثون لغات أخرى غير العربية وأعرب عن افتخاره بالتنوع في بلاده.
وختاماً سلم الراعي الى ممثل رئيس الوزراء في الولاية ميدالية البطريركية المارونية.
وبعد الظهر ترأس الراعي قداساً في كنيسة مار مارون في ملبورن عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، وحضر عدد من النواب والقنصل الخطيب ورئيس اساقفة ملبورن المطران دنيس هارتس. والقى الراعي عظة دينية . ثم أقامت الرعية عشاء في الصالة الكبرى للكنيسة التي دشنها قبل القداس. وألقى الراعي كلمة استغرب فيها “أن تكدس الدول الكبرى ثروات الأرض فيما ملايين البشر يموتون جوعًا”، معتبراً أن واضعي السياسات الخارجية “لا يرون وهم يغذون الإرهاب بينما هم لا يرون عشرة ملايين سوري مهجر وعشرات آلاف المسيحيين طردهم “داعش” وعشرات الآلاف من الإيزيديين.
الوصول
وكان الراعي وصل صباحاً إلى مطار ملبورن فاستقبله القنصل اللبناني غسان الخطيب وحشد من أبناء الطائفة، وخادم الرعية المارونية المونسنيور جو طقشي والأب آلان فارس وراهبات أنطونيات وحشد من أبناء الطائفة، وقد حرص على مصافحة الجميع وسط أهازيج وتصفيق و”آويها”.
إلى أديلايد
واليوم يتوجه البطريرك الراعي إلى أديلايد المحطة الثالثة من زيارته الراعوية لأوستراليا.