ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة سيدة بكركي، عاونه فيه المطارنة: بولس الصياح وحنا علوان وعاد ابي كرم، أمين سر البطريرك المونسنيور ايلي الخوري، في حضور وفد من حركة “عدالة وإنماء”، وحشد من المصلين.
وبعد الانجيل، ألقى الراعي عظة شرح فيها “أحد النسبة”، ثم تناول الشأن العام، وقال: “إن ما تعيشه بلدان الشرق الأوسط في هذه السنوات من حرب ودمار وانقسام وحقد، ومن قتل ونزوح وتهجير، لهو دعوة ملحة إلى وعي ما يحاك لهذه البلدان من مشاريع هدامة. فلا بد من إرادة داخلية تقرر التفاهم والمصالحة، وتعمل جاهدة، مع الأسرتين العربية والدولية، من أجل إيقاف الحرب في سوريا والعراق واليمن، وحل القضية الفلسطينية، وتسعى إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وتبذل كل جهدها لإعادة المواطنين النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم. آن الأوان لكي يقرر أبناء هذه البلدان ما يريدون هم لأوطانهم، لا أن يفرضه عليهم الآخرون، الذين لا يبغون سوى مصالحهم الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية على حساب شعوب هذه البلدان”.
وأضاف:”باب الرحمة مفتوح للأزواج والوالدين وعائلاتهم، لكي يعودوا إلى قدسية الحياة الزوجية وتحقيق السعادة فيها، ويحافظوا على عائلاتهم “خلية حية” للمجتمع، “ومدرسة طبيعية” للتربية على القيم الإنسانية والأخلاقية، “وكنيسة منزلية” تنقل الإيمان وتعلم الصلاة. باب الرحمة مفتوح لرجال السياسة وكتلهم النيابية وأحزابهم، لكي يتصالحوا مع السياسة كفنٍ شريف لخدمة الإنسان المواطن والخير العام، ويتصالحوا مع الوطن اللبناني ومؤسساته الدستورية وشعبه، ويتصالحوا مع أنفسهم، فيتجردوا من مصالحهم الخاصة المنافية للمصلحة العامة، ويسارعوا إلى التشاور في شأن المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي إلى كشف أوراقهم، والإقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى مزيد من الشلل والضرر والفوضى، وإلى اتخاذ القرار الوطني الشامل والمشرِف، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء عملية الإنتخاب وفقا للدستور والممارسة الديموقراطية. فانتخاب الرئيس الكفي، الحاصل على الثقة والدعم من الجميع، هو المدخل إلى إصلاح المؤسسات، ومعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية، والذهاب من حالة اللادولة إلى دولة منتظمة في مؤسساتها الدستورية العامة”.
النهار