ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في بكركي أمس، وحضر وزير العمل سجعان قزي، وقائمقام كسروان – الفتوح جوزف منصور وجمع من المصلين.
وألقى الراعي عظة بعنوان “من تراه الوكيل الأمين الحكيم” وقال: “في الدولة الموكل هو الشعب، والوكلاء هم ممثلوه في البرلمان والسلطة الإجرائية والمؤسسات العامة، المؤتمنون على توفير “طعام” الخير العام وتنظيم الحياة العامة بكل قطاعاتها. عندما نقول “وكيل” و”موكل” نقول أيضا “مساءلة ومحاسبة” وتأدية حساب”.
“الوكيل” هو السلطة السياسية. وعليها إحياء المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية بموجب المواد 73 و74 و75 من الدستور وروح الميثاق الوطني الذي يوجب على كل شريك في الوطن حماية حق الشريك الآخر، ليتمثلا معا تمثيلاً سليماً ومتوازياً في الحكم والإدارة، وبعيداً عن “ثنائيات” و”ثلاثيات” تقوم على حساب هذا الحق الوطني. وبذلك تعود الحياة الطبيعية إلى المجلس النيابي وإلى مجلس الوزراء. أما سائر الموضوعات التي طرحت على طاولة الحوار، أو في لقاءات ثنائية، فهي على أهميتها، لا يمكن أن تكون ممراً إلزامياً لانتخاب الرئيس أو شروطاً أو قيوداً على المرشح أو على الرئيس المنتخب، لأنها تخالف الدستور نصا وروحا. بل يترك للرئيس أن يقود عملية طرحها ومعالجتها في المجلس النيابي ومجلس الوزراء وفقا للدستور، شرط أن يكون هذا الرئيس حكيما وفطنا وصاحب دراية، وكما جاء في نداء السادة المطارنة، “الرئيس الحكم”، لا “الرئيس الطرف”، ولا الرئيس الصوري”.
ينبغي البحث عن “وكلاء أمناء وحكماء”، يوكل إليهم تقديم “الطعام” للعائلة اللبنانية الكبرى، وفي مقدمهم الشخص المناسب على رأس الدولة. واليوم، بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ الهدام في سدة رئاسة الجمهورية، بات من واجب الكتل السياسية والنيابية أن تعلن بوضوح وتصارح، إيجاباً أو سلباً، الأشخاص الذين صار ترشيحهم معروفاً، منعا لرهن البلاد وشعبها ومؤسساتها للعبة سياسية نجهل أهدافها ومآلها”.
بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية، ومنهم قزي الذي قال:”من الطبيعي أن نكون الى جانب الكرسي البطريركي في مواقفه وداعمين للبطريرك في صرخته من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، ومواقف البطريرك الاخيرة ولا سيما في عظته اليوم وفي نداء المطارنة أعادت المبادرة الى هذا الصرح الذي يبقى ضمير الوطن بخاصة في ظل البطريرك الراعي اليوم، ولا يجوز للطبقة السياسية وللسياسيين ولعدد من الأقطاب ان يلعبوا بالمرشحين لرئاسة الجمهورية كأنهم ريشة في مهب الريح، تارة نرشح هذا وتارة نرشح ذاك وتبقى البلاد بلا رئيس للجمهورية”.
النهار
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي: بات من واجب الكتل السياسية والنيابية مصارحة الأشخاص الذين صار ترشيحهم معروفاً
الوسوم :الراعي: بات من واجب الكتل السياسية والنيابية مصارحة الأشخاص الذين صار ترشيحهم معروفاً