شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي ترأس قداسا وهنأ الأب بعيده: لتعيينات بالمناصفة على قاعدة الكفاءة والنظافة تقصير الدولة في دعم المؤسسات الاجتماعية إخلال ضميري وتاريخي كبير
الراعي ترأس قداسا وهنأ الأب بعيده: لتعيينات بالمناصفة على قاعدة الكفاءة والنظافة تقصير الدولة في دعم المؤسسات الاجتماعية إخلال ضميري وتاريخي كبير
الراعي ترأس قداسا وهنأ الأب بعيده: لتعيينات بالمناصفة على قاعدة الكفاءة والنظافة تقصير الدولة في دعم المؤسسات الاجتماعية إخلال ضميري وتاريخي كبير

الراعي ترأس قداسا وهنأ الأب بعيده: لتعيينات بالمناصفة على قاعدة الكفاءة والنظافة تقصير الدولة في دعم المؤسسات الاجتماعية إخلال ضميري وتاريخي كبير

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد الأب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح، “كابيلا القيامة”، رفع خلاله الصلاة لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته، عاونه فيه رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة المطران منير خيرالله والمطران حنا علوان ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري والقائم بالأعمال المونسنيور إيفان سانتوس ورؤساء عامين ورئيسات عامات ورهبان وراهبات.

وحضر القداس نواب تكتل “الجمهورية القوية” شوقي الدكاش، ادي ابي اللمع، جوزيف اسحق، جورج عقيص، انطوان حبشي وسيزار المعلوف، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، النائب السابق انطوان زهرا، رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” السيدة لور سليمان صعب، مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” لشؤون الرئاسة انطوان مراد، مدير الأخبار والرامج السياسية في تلفزيون MTV غياث يزبك، رئيس “مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية” الدكتور الياس صفير وعائلة البطريرك الراحل، رئيس مؤسسة “أوكسيليا” غسان سعد، منسقا مكتب راعوية الزواج والعائلة سليم وريتا الخوري، السيدة ليندا مروان شربل، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري وعدد من الفاعليات والمؤمنين.

في بداية القداس ألقى منسق مكتب راعوية الزواج والعائلة الأباتي سمعان ابو عبدو كلمة لمناسبة عيد الأب قال فيها: “من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه، ومن عظم أمه فهو كمدخر الكنوز، من أكرم أباه سر بأولاده، وفي يوم صلاته يستجاب له”.

أضاف: “للسنة الثامنة على التوالي نلتقي في عيد الأب حول راعي الرعاة أب الجميع صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى. كلمة أب هي من أعز الكلمات لدينا نحن المسيحيين، لأنه الأسم الذي علمنا يسوع أن نخاطب به الله، أبا- بابا، كلمة عذبة يتفوه بها الطفل في أول تمتمة تظهر على شفتيه، دعوة الله كأب، تضعنا في علاقة ثقة معه. نحن هنا من كل لبنان، من سائر الأبرشيات المارونية، جئنا في هذه المناسبة السعيدة لنصلي ونشكر الرب على النعمة التي يغدقها علينا، ونلقي تحية تقدير لعائلات تميزت بكثرة الإنجاب، وعائلات تخطت التحديات، بثبات ورجاء، وعائلات تميزت بدعوات علمانية أو رهبانية تكرست لخدمة الإنسان المتروك والمهمش، وعائلات تصالحت بعد محنة الانفصال، فكانت الكلمة الأخيرة للحب والتفاهم، منظمات وحركات وجمعيات وجماعات تعنى بالعائلة، تعيش شهادة الإيمان من خلال الخدمة والمحبة، وبالرغم من مصاعب الحياة لم يتراجعوا ولم ينكروا إيمانهم، بل ازدادوا رسوخا في تعلقهم بالمسيح، انها عائلات ومؤسسات تقوم وتنطلق وتصغي الى وجع الآخر “الأرض المقدسة” وتعيش فرح العطاء”.

وتابع: “صاحب الغبطة والنيافة، في هذا اليوم، تذكار عيد الأب، نعود أطفالا، نمسك بيدكم وترتفع عيوننا باعتزاز لرؤية وجهكم الأبوي المحب وترتسم على شفاهنا ابتسامة الاطمئنان والامتنان. تدعونا الى صرحكم العامر لنصلي من أجل كل الآباء في عيدهم والأمهات والعائلات ونقدم الجهد والتضحيات والألم ووجع التحديات، من على مذبح الرب قربانا”.

وقال: “شكرا لكم، يا صاحب الغبطة، على ثقتكم بنا ومبادرتكم الأبوية الطيبة، شكرا على محبتكم واستضافتكم لنا، شكرا لجميع العائلات والجمعيات والمؤسسات والحركات التي وافت لنتشارك وإياها فرحة العيد، شكرا لكل الذين عملوا على إنجاح هذا اللقاء. مع فرح الآباء والأمهات والأبناء والأحفاد والجمعيات نعيدكم، يا صاحب الغبطة والنيافة، أبا روحيا ورئيسا للكنيسة المارونية في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، أبا للعائلات التي أتت اليوم من كل لبنان لتحتفل معكم بعيد الآباء، هذه العائلات ستبقى منارة إيمان وشعلة حب في وسط الكنيسة والعالم”.

وختم أبو عبدو: “الكنيسة هي عائلة مكونة من عائلات، وتغتني باستمرار بحياة كل الكنائس البيتية” (البابا فرنسيس، فرح الحب، عدد 87). فالأب والأم هما الركنان اللذان ترتفع فوقهما عمارة العائلة بفيض من محبتهما “الله يريدنا أن ندعوه أبا بثقة الولد الذي يستسلم بين ذراعي من وهبه الحياة”.

العظة
بعد الإنجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان “الروح القدس الذي يرسله الآب بإسمي يعلمكم كل شيء”، قال فيها: “زمن العنصرة الذي نعيشه هو زمن الروح القدس العامل في حياة الكنيسة والمؤمنين: فالروح القدس يسكب المحبة في القلوب، ويعلم الحقيقة، ويعطي سلام المسيح (راجع يو14: 26-27). إنه عطية الآب للذين يحبون المسيح، حافظين وصاياه (راجع يو21:14)، على ما وعد الرب يسوع: “الروح القدس، الذي يرسله الآب باسمي، هو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يو26:14)”.

أضاف: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية ونحن نحيي عيد الأب. وفي المناسبة نذكر في هذه الذبيحة المقدسة من كان أبا بامتياز أبانا المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير. ففي هذا الأحد، بعد مرور أربعين يوما على وفاته نقدم هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسه، بحضور عائلته وأنسبائه الذين نجدد لهم التعازي، ونخص بالذكر شقيقتيه وأولاد المرحومات شقيقاته وأولاد خاله وعائلاتهم. وإذ نلتمس له المشاهدة السعيدة في السماء، نرجو أن يكون لنا ولكنيستنا ووطننا خير شفيع لدى العرش الإلهي”.

وتابع: “ينظم مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية، مشكورا، هذا الاحتفال بمناسبة عيد الأب تكريما لعائلات تميزت بأربع ميزات: كثرة الإنجاب، تخطي التحديات، احتضان كبارنا وخدمتهم، المصالحة والثبات على وحدة العائلة. أود أن أوجه كلمة شكر وتقدير لمنسقي المكتب وهم الأباتي سمعان أبو عبدو، الذي أشكره على الكلمة في افتتاح هذه الليتورجيا الإلهية، والزوجين سليم وريتا الخوري، وكل المعاونين، بل جميع المشاركين في إحياء هذا الاحتفال بأنواع مختلفة. وأوجه تحية تقدير لسيادة أخينا المطران منير خيرالله، رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة، مع الشكر على تشجيعه الدائم وتوجيهه لهذا المكتب”.

وقال: “يطيب لي أن أحيي كل أب، أكان حاضرا معنا أو في أي مكان، وأهنئه بعيده، ونذكره في صلاتنا لكي يبقى على رأس عائلته وعمود سقفها الثابت والمتين. نصلي لراحة نفوس الآباء الذين انتقلوا إلى بيت الآب. ونذكر بصلاتنا كل الذين حلوا مكانهم كأولياء أمر القاصرين اليتامى وسواهم. صحيح أن العيد هو في الأساس عيد الأب بالدم، لكنه أيضا عيد الآباء الروحيين، من أساقفة وكهنة، الذين يعملون على نقل الحياة الإلهية إلى المؤمنين والمؤمنات، ويجسدون أبوة الله وأمومة الكنيسة. من أجلهم جميعا، الآباء الدمويين والروحيين، نلتمس فيض النعم الإلهية، لكي ينهضوا بمسؤولية السهر على أولادهم وتربيتهم بالتعاون الوثيق مع زوجاتهم على المستوى العائلي، ومع السلطة الكنسية وتوجيهاتها وتعاليمها على المستوى الكنسي والراعوي. وتشبه بدور الأب مسؤولية الذين يتولون خدمة الشأن العام في الدولة، المسماة أما بالمعنى المجازي. وعلى رأس المسؤولين جميعا رئيس البلاد الذي هو بمثابة أب لجميع المواطنين. بهذه الروح ينبغي أن تمارس السلطة السياسية التي من شأنها السهر على سلامتهم وتأمين الخير العام الذي منه خير كل مواطن وخير جميع المواطنين، ولا سيما ذوي الحالات والحاجات الخاصة من يتامى ومعوقين ومسنين وسواهم”.

أضاف: “من أجل القيام بهذه المسؤولية بمفهومها الحقيقي، من واجب الجماعة السياسية الأول تأمين النهوض الاقتصادي بكل قطاعاته، وفيض المال العام في الخزينة، وحمايته من الهدر والسرقة والنهب. فلأجل هذه الغاية على السلطة الدستورية إجراء التعيينات على أنواعها بروح الميثاق الوطني وقاعدة المشاركة بالمناصفة والتوازن بين المسيحيين والمسلمين، على قاعدة الكفاءة والنظافة وفقا للأصول المتبعة أساسا، بحيث تتاح لكل مواطن كفوء ومواطنة كفوءة إمكانية المشاركة في خدمة الشأن العام، من دون شرط الانتماء إلى حزب أو تكتل نيابي منعا للتدخل السياسي في الشأن الاداري القضائي. وإلا شوهنا هوية لبنان الثقافية التعددية، ونموذجيته ورسالته”.

وتابع: “من هذا المفهوم لمسؤولياتها، ندعو السلطات السياسية المعنية للمحافظة على المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بهم. إن تقصير الدولة في دعم هذه المؤسسات للقيام بواجباتها تجاه هؤلاء المواطنين إخلال ضميري وتاريخي كبير. ذلك أن المؤسسات الاجتماعية تقوم مقام الدولة نفسها في هذا الواجب من الخدمة الذي هو في الأساس واجب الدولة. فلا لأن الدولة مقصرة في إنشاء مثل هذه المؤسسات الاجتماعية، ولا لأنها تهملها وتتقاعص عن أداء مستحقاتها المالية، يحق لها أن تحجب المال عنها، وتقحمها لإقفال أبوابها، ورمي هؤلاء الإخوة والأخوات المواطنين في الشارع، فيما هم يشكلون كرامة الوطن. هذا الخطأ التاريخي الكبير يشكل وصمة عار في جبين الدولة، إذا ما بقيت ذرة من الحياء. أما القول بوجود مؤسسات وهمية، فنحن ندعو الدولة مجددا لإغلاقها وإقفال أبوابها وحل التعاقد معها”.

وقال الراعي: “من جهة أخرى، الجماعة السياسية عندنا مسؤولة عن مساعدة الوالدين في السهر على أولادهم الشباب، الذين هم مستقبل الوطن، وفي حمايتهم من أخطار المخدرات والتدخين والكحول ومرض الإيدز والانترنت والقمار والانتحار، وحوادث السير، وفي استكشاف أسباب هذه المخاطر وإزالتها. إنني أوجه تحية شكر وتقدير للمؤسسات والأشخاص الذين يضحون من أجل حماية شبابنا من هذه الأخطار وقد زارونا الأسبوع الماضي وقدموا لنا تقارير عن نشاطاتهم وهي: شعبة مكافحة المخدرات في إدارة الجمارك، البرنامج الوطني للحد من التدخين في وزارة الصحة العامة مع النصوص القانونية التي تحتاج إلى تطبيق، مركز معالجة الإدمان على المخدرات في مستشفى ضهر الباشق الجامعي الحكومي، فهو يعنى بالعلاج الصحي لتنظيف جسم المدمن من رواسب المخدرات، ما يعني أن المدمن شخص مريض ومهمش بحاجة إلى علاج ومتابعة، وبالتالي عدم النظر إليه “كمجرم” ينبغي ملاحقته ومعاقبته، مؤسسة “جاد”- شبيبة ضد المخدرات ومركزها الثقافي للتوعية والتدريب من أخطار المؤثرات العقلية، وقدمت تقريرين عن أبرز القضايا المتعلقة بموضوع المخدرات والفساد، وعن الانتحار وأسبابه وطرق الوقاية منه، مراكز المعالجة النفسية التي تكشف أولا أسباب الإدمان، ثم آثاره النفسية فالتأهيل، وواجب الدولة في منع إنتشار المواد المخدرة ومكافحة سوق المخدرات وتجارها ومروجيها، ومعالجة ضحاياها لا معاقبتهم، مراكز التوعية على أخطار الهيرويين الالكتروني المعروف بالإدمان الافتراضي على الانترنت، تجمع الشباب “Yasa” للتوعية والحد من حوادث السير ونقابة الصيادلة. وتبقى مشكلة الدواء والمريض والصيدلي. فمن واجب المسؤولين في الدولة إعادة الاعتماد على مفاهيم الدواء والمريض والصيدلي، وحمايتها من الفلتان والاستغلال والاتجار، بالتعاون مع نقابة الصيادلة، من أجل حماية الانسان في سلامة صحته”.

أضاف: “الوالدان والمجتمع والكنيسة والدولة مدعوون لإعلان حال طوارىء دائمة من أجل حماية شبابنا من الأخطار التي ذكرناها. فالشباب هم طاقة الأوطان ومستقبلها. ولذا وطن من دون شباب وطن من دون مستقبل. صحيح القول: “إذا أردت أن تقضي على مقدرات شعب عطل عقل شبابه وطاقته الإنتاجية، وإذا أردت أن تقضي على تاريخ أمة، فخدر شبابها”.

وختم الراعي: “بالعودة إلى الإنجيل، نلتمس في هذه الذبيحة الإلهية عطية الروح القدس، لكي يسكب في قلوبنا المحبة، وفي عقولنا المعرفة، وفي داخلنا السلام. بفضل المحبة نحفظ كلام المسيح ونصبح سكنى الله: “من يحبني يحفظ كلمتي. أبي يحبه، أنا أحبه، وإليه نأتي وعنده نجعل لنا منزلا” (يو23:14). وبفضل أنوار الروح القدس الذي “يعلمنا كل شيء، ندرك حقيقة الله والإنسان والتاريخ”. أما سلام المسيح الذي يسكبه الروح القدس في داخلنا، فينفي منها “الاضطراب والخوف” (يو27:14)، ويجعلنا “صانعي سلام”. بهذه المواهب الثلاث نرفع نشيد المجد والتسبيح والشكر الى الله-المحبة”.

الخوري
وفي ختام القداس، ألقت منسقة المكتب كلمة قالت فيها: “نحتفل برجاء وإيمان كبيرين كعادتنا بعيد الأب في مثل هذه الأيام، وبات احتفالنا محطة سنوية جامعة، تتجلى فيها معاني الأبوة والأمومة والبنوة بأبهى صورها. إن غياب البطريرك “الأب” المثلث الرحمات مار نصرالله بطرس صفير، بالجسد من بيننا، زرع في قلوبنا الغصة، ولكن في المقابل حفزنا أكثر على الارتقاء في حمل المسؤوليات الجسام على مثاله، أبوية كانت، أو كنسية ووطنية. خلد الرب ذكره وقدسنا جميعا في قلب عالمنا الذي نعيش فيه. وإذ ندعو لكم غبطة أبينا مار بشارة، بدوام الصحة وطول العمر، نقدر حكمتكم في قيادة سفينة الكنيسة والوطن. إن ثقتكم ورعايتكم الدائمة لمكتب راعوية الزواج والعائلة، تعطينا القوة والمثابرة في عملنا رغم المعوقات الكثيرة من اقتصادية واجتماعية وسياسية التي ترهق العائلات وتشرذمها”.

أضافت: “نشكر لله ما أنجز إلى اليوم بشفاعة العائلة المقدسة، من مؤتمرات ودليل ولقاءات وتنشئة، فها هي الدفعة الأولى من شهادة الوساطة باتفاقنا مع الجامعة اليسوعية CPM جهزت، والدفعة الثالثة بالشهادة المشتركة مع جامعة الحكمة في “الإصغاء والمرافقة العائلية” أنجزت سنتها الإولى، لتأهيل وسطاء أفراد وأزواج متطوعين يساعدون كهنة الرعايا في مراكز الإصغاء في الأبرشيات المارونية ويعملون في الإصغاء والمرافقة، حل وإدارة النزاعات الزوجية والعائلية لتجنيب الأولاد تداعياتها الخطيرة والمخيفة. والاحتضان والمتابعة في هذه المراكز يجرى على قدم وساق، لمئات العائلات المتعثرة. وكم فرحنا بأخبار التدني لأعداد الدعاوى المقدمة إلى المحكمة الروحية في السنة القضائية المنصرمة، كمؤشر أكيد على نجاح لغة الحوار والمرافقة في سلام ووحدة العائلة”.

وتابعت: “من هنا نداء من القلب الى جميع الأزواج والعائلات: لا تترددوا في التوجه إلى مراكز الإصغاء والوساطة في الرعايا والأبرشيات المارونية، منذ بداية الصعوبات، وعدم التأخر في طلب الاستشارة، لأن تصويب الأمور باكرا هو المساهم الأكبر في إنجاحها. فباسم مكتب راعوية الزواج والعائلة نعاهدكم متابعة العمل من أجل سلام ووحدة العائلة وذلك بالتعاون مع أصحاب السيادة نخص بالذكر سيادة المطران حنا علوان وسيادة المطران يوحنا رفيق الورشا. شكرا للسفير البابوي والقائم بأعمال السفارة لدعمها المستمر للعائلة ولمكتبنا. الشكر لكل وسائل الإعلام المتعاونة وخاصة ادارة محطة ال MTV والعاملين فيها، ولا سيما الإعلامي ماجد ابو هدير لمواكبته لنا في كل سنة وتقديمه صورة بهية لعائلاتنا النموذجية. ولا ننسى جوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب الدكتور توفيق معتوق لأدائها المميز، وكذلك الكشاف الماروني للمساهمة في التنظيم. شكرا لكل من شارك وجاهد لإنجاح هذا اللقاء وبخاصة فريق العمل في المكتب”.

وختمت: “مسك الختام وسنكررها دائما الشكر لك أنت أيتها العائلات المكرمة ولعائلات كثيرة تشبهك وما زالت في الخفاء تجاهد وتتحمل وتصبر، فلك منا كل إجلال وتقدير. حفظ الله عائلاتنا وحماها شهادة فرح وحب ومصدر سلام ورجاء”.

تكريم
وللسنة الثامنة على التوالي كرمت العائلات والجمعيات والمراكز التي تعنى بالعائلة والمسنين فيها، بهدف إظهار الوجه الإيجابي للعائلة اليوم، وهم تميزوا بخدمة المسنين واحتضانهم وكثرة الإنجاب والدعوات الرهبانية والكهنوتية والعائلات التي تميزت بتحديات جسدية وعقلية قاهرة وبالمصالحات العائلية والثبات على وحدة العائلة وتخطي التحديات، وقدم لهم الراعي وسبيتيري وخيرالله وعلوان وأبو عبدو دروعا تذكارية.

كلمة الخازن
بعد القداس، قال الخازن: “لا يسعني أن أعبر بالكلمات عن عميق حزني ومشاعري على غياب المثلث الرحمة غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي تمتع بشخصية غنية بالفكر، والقول، والعمل على الصعيدين الكنسي والوطني. فجسد بمسيرته، على رأس كنيستنا المارونية كل القيم الروحية والفكرية، وجعل منها عناوين مضيئة في حياتنا الإنسانية والوطنية على السواء. وما قدمه من تضحيات وما عاناه من مصاعب لتجاوز المحنة الكبيرة في الحرب ولتفادي امتحان السلام بأعلى قدر من الحكمة والمسؤولية والحرص، جنب الطائفة والوطن الكثير من التحديات في سعي دؤوب إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، فاستحق بذلك إعجاب الجميع. رحم الله كبيرنا الذي عرف كيف يصون الوحدة الداخلية، وأسكنه في مساكنه الأبدية”.

وختم: “رسالة بكركي مستمرة مع البطريرك الراعي الذي يعمل من أجل لبنان وأبنائه على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ليبقى هذا الوطن رسالة للعالم أجمع”.

زهرا
من جهته قال زهرا: “قناعة كل اللبنانيين وبخاصة المسيحيين والموارنة، هي أن البطريرك صفير شفيع لهم وللبنان في السماء، وأكرر ما قلته يوم وفاته إننا لا نصلي له بل نطلب شفاعته وأن يصلي هو لنا، واليوم مع رأس الكنيسة المارونية البطريرك الراعي، نصلي معا في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاته، وخصوصا ان سيد بكركي يعتبر ان الراحل هو أب الجميع روحيا ووطنيا، لذلك أراد ان نصلي معا لنطلب ان يكون لبنان باهتماماته أمام رب العرش في السماء”.

وختم: “التواضع والصلابة هما أهم الصفات التي أخذناها ونأخذها دائما من البطريرك صفير، فهو مارس دوره الوطني والديني والأخلاقي بكثير من الصلابة والحكمة، وفي الوقت عينه بكثير من التواضع ايضا، وهذا عملا بما قاله السيد المسيح “من اتضع ارتفع”.
وطنية

عن ucip_Admin