معوّلاً على المجتمع المدني، وعلى الشعب شعلة مضيئة وسط “ظلمة قاتلة تلفّنا”، جال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على قرى شرق قضاء زحلة، من الفرزل الى نيحا وأبلح ورياق، حيث كانت له محطتان في الجامعة الانطونية وفي دير مدرسة العائلة المقدسة، مختتما إياها في كفرزبد، ومبتدئا جولته من مقرّ أبرشية زحلة للموارنة في كسارة “زحلة المدخل والمخرج، والمقرّ” على ما قال.
والصورة قاتمة على ما رسمها الراعي في عظته في كنيسة القديسة تقلا في تربل، مساء السبت، إذ قال: “تلفنا اليوم ظلمة قاتلة هي إحجام الكتل السياسية والنيابية عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين و4 أشهر. وهذا أمر خطير للغاية ومرفوض بالمطلق. فلا يقبل أي لبناني مخلص بأن يرى، وهو مكتوفاً، هيكل الدولة والوطن يتزعزع: رئاسة الجمهورية المفقودة، المجلس النيابي المعطل، مجلس الوزراء المنشلّ، المؤسسات العامة يتآكلها الفساد والرشوة، مقوّمات البلاد الاقتصادية والصناعية والزراعية والسياحية والتجارية تتراجع، والفقر يتزايد، والدَّين العام يتعاظم، ظلمة قاتلة”. وشدد على “أننا في حاجة الى صيحة لإنقاذ الوطن من ذوي الإرادات الحسنة ومن المجتمع المدني والاهلي. إنها صيحة ترفض النزف السياسي والمصالح الشخصية والفئوية والمذهبية، وتصارح بمنطلقات الخلاص والخروج من الظلمات السياسية”.
وشدد على “أهمية الرجاء والثبات: لبنان ليس ابن الأمس، وليس هكذا يجعلوننا نحتفل بالمئوية الاولى لقيام دولة لبنان الكبير، لذلك نتطلع الى المجتمع المدني”.
كذلك كانت التفاتة من البطريرك الى المنطقة العربية، وقال: “تلفّ بلدان الشرق الاوسط، فلسطين والعراق وسوريا واليمن وسواها، ظلمات الحرب والقتل والهدم والتهجير، والاستبداد والتعدي على المواطنين العزّل. إننا نرفع صرخة الصلاة الى الله كي يمسّ ضمائر أمراء هذه الحروب الاقليميين والدوليين الذين يتخبطون في ظلمات كبريائهم ومصالحهم الاقتصادية واستراتيجياتهم السياسية للنزاعات، ويوطدوا في المنطقة سلاما عادلا وشاملا ودائما، وكي يتحملوا مسؤولية عودة جميع النازحين واللاجئين والمخطوفين الى أوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم، مع ضمان جميع حقوقهم كمواطنين”.
النهار
الوسوم :الراعي جال في زحلة وقرى القضاء: تلفّنا ظلمة الإحجام عن انتخاب الرئيس