أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للانحطاط السياسي والاقتصادي والأخلاقي، وقال: “كلنا نتألم من الأزمة السياسية في لبنان، التي شطرت البلاد الى شطرين، بحيث وصل هذا الانشطار الى بتر الجمهورية من رأسها”.
والجولة الراعوية على صيدا وجزين لم تخل من توتر بين المستقبلين ومطران صيدا الياس نصار.
جزين
من جزين كتبت رلى خالد أن الراعي أزاح الستار عن تمثال للبطريرك سمعان عوّاد في بلدة الميدان في احتفال أقامته البلديّة بعد ظهر السبت، ورحّبت رئيسة البلدية نورما عواد بهذه “الزيارة التاريخية”، وقدّمت إلى البطريرك مفتاح البلدة وخنجراً من الصناعة الحرفية الجزينية.
وعلى الطريق في اتجاه مدينة جزين استوقف أهالي بنوتي الموكب البطريركي أمام مسجد البلدة، ونثروا عليه الارز والورد.
وفي مدينة جزين أزاح البطريرك الستار عن نصب المطران يوسف رزق.
وألقى النائب السابق إدمون رزق كلمة رحّب فيها بالراعي الذي رد مثنياً على كلمة رزق، وواصفا إياه بـ”الرجل العظيم الذي لم يتغيّر في مواقفه منذ 1975”.
وبعد مباركة المشروع السكني التابع للمطرانية في جزين، أزاح الراعي الستار عن تمثال البطريرك بولس المعوشي، وألقى المهندس أنطوان المعوشي كلمة العائلة.
أمّا الراعي فاعتبر “أنّ الكلمات قليلة لوصف حب البطريرك المعوشي للبنان، فهو الذي ضحّى في سبيل وطنه بالكثير من الصداقات، وهذا ما جعله يصطدم بكثير من الشخصيات السياسية”.
وبعد زيارة المنزل الذي ولد فيه المعوشي وترعرع، وضع الراعي الحجر الأساس لـ”المؤسسة الخيرية للبطريرك المعوشي” التي ستضم ميتماً وداري راحة للمسنين. ثم زار دير راهبات العائلة المقدسة في جزين.
ومساء ترأس الذبيحة الإلهية في كنيسة مار مارون الرعائية بمشاركة حشد من الشخصيات وأبناء الرعية، وتناول في عظته معاناة هذه المنطقة وحاجات أهلها إلى العودة الى أرضهم والبقاء فيها.
الرميلة
ومن الرميلة كتب أحمد منتش أنه كان واضحا قبل أيام، من زيارة البطريرك لبلدة الرميلة في اقليم الخروب وقرى شرق صيدا وجزين، انها لن تمر بسلام تام، فالجولة التي نظمها راعي ابرشية صيدا المطران الياس نصار، اعادت الى اذهان “القواتيين”، قضية الخلاف بين نصار ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي حصل قبل ثلاث سنوات، على خلفية حديث لنصار تهجم فيه بعنف على جعجع، وتطور الامر الى رفع دعاوى في المحاكم.
من هنا لم تخل الجولة من بعض التوتر، كان ابرزها ما حصل في بلدة وادي بعنقودين، معقل “القواتيين”، حيث أوقفت القوى الأمنية رزق الله نصار (33 عاما ) ابن شقيق نصار، على أثر تمزيقه لافتة رفعت في البلدة، اعتبرها رزق الله أنها مسيئة إلى المطران، وأفرج عنه لاحقاً.
وفي دير قطين، في جزين، توتر الوضع بين نصار بعد وصول وفد من “القواتيين” تقدمه مرشح “القوات” عن المقعد الكاثوليكي عجاج حداد، الى الدير وقيامه بتسليم النائب العام البطريركي المطران بولس صياح كتاباً يتضمن مخالفات قام بها نصار، الامر الذي أغضب نصار، فطلب بحدة من وفد “القوات” الخروج من الدير موجهاً اليه سيلا من الشتائم.
وكان الراعي استهل جولته في بلدة الرميلة صباح السبت، واستقبله نصار وراعي ابرشية صور المطران شكرالله نبيل الحاج، وراعي ابرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد وكهنة وجمهور من ابناء البلدة، وسجل غياب اي ممثل لـ “القوات اللبنانية” وغالبية انصارها . ووضع الحجر الأساس للمشروع السكني، الذي سيضم 40 شقة سكنية.
وفي لبعا شرق صيدا، نحرت الخراف ووزعت الحلوى لدى مروره.
وفي صيدون، رفعت الاعلام البطريركية واللبنانية، وكان في استقباله كاهن الرعية الأب جرجس خوند ورئيس البلدية عماد خوند، وأبناء البلدة.
ثم توجه الراعي الى بلدة ريمات، حيث سار على السجاد الاحمر تتقدمه فرق فولكلورية والاخويات وصولاً الى كنيسة القديسة تقلا حيث بارك المؤمنين. وألقى انطوان صوما قصيدة، ورحب رئيس البلدية روبير عواد بهذه الزيارة التاريخية.
قضاء النبطية
وكتب سمير صباغ من النبطية أن الراعي زار بلدة جرجوع وبارك كنيسة مار مارون المشيدة حديثاً حيث كان في استقباله أبناء الرعية مع أهالي البلدة من المسلمين تقدمهم النائب هاني قبيسي ممثلاً الرئيس نبيه بري ورئيس البلدية علي مقلد.
ثم توجه الى بلدة صربا التي استقبله أهلها بالورود والبخور ورأس قداساً حضره قبيسي ممثلاً بري ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والنائب علي عسيران ورئيس البلدية جوزف الحلو الى حشد من الأهالي.
وبعد مغادرته بلدة صربا، وخلال مروره في عنقون، نثر أهالي البلدة الأرز على موكب البطريرك، ونحرت الخراف ترحيبا.
وفي طنبوريت، أقيم استقبال حاشد في باحة كنيسة مار عبدا، شارك فيه النائب عسيران ممثلا بري، وعدد من الكهنة وعلماء الدين المسلمين، ورؤساء مجالس بلدية واختيارية، وتحدث رئيس بلدية طنبوريت خالد صوما مرحبا، والقى الراعي كلمة.
وفي بلدة درب السيم أقيم استقبال مماثل، وغادر بعدها الراعي المنطقة عائداً الى بكركي.
النهار